احتفلت عائلة “رابطة كاريتاس لبنان” بقداس الميلاد في المركز الرئيسي – سن الفيل، وترأس الذبيحة الإلهية، المشرف العام على أعمال الرابطة المطران انطوان بو نجم، عاونه رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، عضو مجلس الإدارة الأب سمير غاوي والمرشد العام للرابطة الأب شارل صوايا.
حضر القداس نائب رئيس كاريتاس الدكتور نيقولا الحجار، أعضاء مجلس الإدارة، رؤساء الأقاليم، إضافة إلى المديرين، المسؤولين والموظفين.
بعد تلاوة انجيل الميلاد بحسب متى الانجيلي، توقف المطران بو نجم عند آية للنبي أشعيا “ان العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعى اسمه عمانوئيل أي الله معنا”، وقال: “عندما تجسد المسيح وعاش مع الشعب لمدة ثلاث وثلاثين عاما اعتبروا “إلهنا معنا”، لكن كيف نختبر اليوم أن الهنا معنا. بكل بساطة الجواب، أن كاريتاس تجسد هذه الفكرة وتؤكد أن الهنا لم يتركنا لأننا نستمد وجوده من خلال أشخاص مسيحيين ملتزمين بثقافة الإنجيل، لأن ليس كل مسيحي ملتزم بهذه الثقافة، هناك مسيحيون على الهوية ويسوع بريء منهم”.
أضاف: “نحن كعائلة كاريتاس بتحضيرنا اليوم للعيد في إطار هذه السنة اليوبيلية التي سيفتتحها قداسة البابا في 24 كانون الأول، سيفتح الباب المقدس في كنيسة مار بطرس، وكان دعا كل الابرشيات الى فتح الباب المقدس في 29 كانون الاول، لإعلان السنة اليوبيلية، وهذا ما يحصل كل 25 عاما، هذه السنة تذكرنا أولا كمسيحيين برسالتنا، هناك الكثير من الثقافات التي دخلت إلى حياتنا رغم أنها لا تخصّنا، وقد ساومنا على مسيحيتنا وتبنينا الثقافات الموجودة في المجتمع، وهناك كلمات نسمعها على وسائل التواصل الاجتماعي من كل الاطراف لا تشبهنا، وهناك مجموعة من المسيحيين لا تشبه الإنجيل، وهي واضحة من خلال كلماتهم، تصرفاتهم وأعمالهم”.
وتابع: “إن كلمة “الهنا معنا” تتجسد عندما نجسد كمسيحيين الإنجيل في حياتنا اليومية، هناك شيء اسمه ثقافة الإنجيل، والهنا ما زال معنا لان هناك أشخاصا ما زالوا يعيشون الإنجيل تحت ثقافة الصمت والبساطة والمحبة والتواضع والحوار والمسامحة والغفران وكل تعاليم الإنجيل. من هنا، نأمل أن تكون سنة اليوبيل، سنة تطبيق ثقافة الإنجيل في حياتنا، ولنتذكر كيف نعيش من خلال قراءة الإنجيل”.
وأردف: “المطلوب منا هذه السنة، أن نقرأ الإنجيل من جديد ونكتشف الثقافة التي تجسد من أجلها يسوع، فالثقافة ليست على صعيد الفكر والفلسفة والكتب اللاهوتية، بل هي طريقة عيش، الهنا معنا تعني أن حياة المسيحيين اليومية هي الإنجيل، ليس بالضرورة أن يبشر المسيحي بالإنجيل بالكلام، لكن عندما يتصرف بحسب الإنجيل يؤثر على الآخرين، وهذا ما اتمناه لمن يعملون في كاريتاس، أتمنى أن يكونوا أشخاصا يبشرون بأعمالهم”.
وقال: “في هذه الفترة ينشط موضوع الريسيتالات والتساعيات والصلاة في الكنائس، هذه هي ثقافة الإنجيل، لكن لا تتوقف الأمور هنا، علينا أن نعيش ما نرتله وما نسمعه في هذه الأيام المباركة، أي أن نعيش المحبة والمسامحة”.
وأشار إلى أن “ثقافة الإنجيل هي تجسيد الإنجيل بالعمل والحياة اليومية”، وقال: “هذه هي معاني “إلهنا معنا” حيث هناك مسيحيون هم مسيح آخر يعيش معنا، لا تنتظروا تجسد المسيح مرة أخرى لان مجيئه سيكون في الحياة الابدية، كل واحد منا يجب أن يكون مسيحا آخر بكلامه وتصرفاته ونزاهته ومحبته وتواضعه وبساطته .”
أضاف: “اليوم، لبنان والعالم في حاجة إلى هذه النوعية من الناس، التي تجسد الإنجيل، لأن مجتمعنا المسيحي بات يشبه كل شيء، إلا الإنجيل. عندما تسرق أو تخون أو تكذب، فأنت لست مسيحيا لأن المسيحي هو من يشبه المسيح، هذا هو سقفنا وهذا هو طموحنا، هذه صلاتي لكم اليوم ورسالتي أيضا كمطران مشرف على كاريتاس. في سنة اليوبيل هذه، آمل انه مع الاب ميشال ومع كل النشاطات الروحية التي نعيشها في كاريتاس، من المهم أن نتذكر، خصوصا أن المهم هو التوبة والاعتراف بالخطيئة، فلنفتح أوراقنا في كرسي الاعتراف أمام الكاهن، لان الانسان عندما يعترف بخطيئته يتحرر منها. وعندما يتحرر منها، ينال الفرح والسعادة والحرية، فلا سعادة ولا حرية من دون الاعتراف بضعفنا البشري، هذا مطلوب منا”.
وختم: “علينا أن ندخل كلنا إلى كرسي الاعتراف قبل العيد ونفتح أوراقنا ولا نخاف ونطلب نعمة التحرر وأن نكون مسيحيين حقيقيين، هكذا يولد المسيح وهكذا ولد المخلص منذ 2025. أما العبرة فتبقى هل ولد المسيح في حياتنا؟ وهل سمحت له بذلك؟ هل يقبل خلاصه في حياتي؟ الشاطر هو من يخلص نفسه”.
عبود
وفي الختام، شكر عبود لبو نجم “توجيهاته واشرافه على أعمال الرابطة.
كما شكر لـ”عائلة كاريتاس من متطوعين وعاملين جهودهم وتضحياتهم”، متمنيا للجميع أعيادا مباركة ومجيدة.