ترأس متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد في كنيسة سيدة الانتقال في مدينة النبطية قداساً حضره أبناء الرعية وفاعليات.
وألقى المطران حداد عظةً قال فيها : “المسيح وُلد فمجدوه، في عيد الميلاد لا بُد وأن نستريح إستراحة المحارب وسط عاصفة كبيرة هبّت من كل أطراف الدنيا، العالم كله مؤجج بالمنافسات من كل نوع بل هو غارق بالخوف الكل يخاف من الكل، يا له من مشهد يتكرر في تاريخ البشرية مرارا و قد سمعنا و قرأنا أنه في وقت ولادة المسيح كان المشهد مشابها “هيرودوس يخاف على عرشه فقتل كل اطفال بيت لحم لعلمه ان يسوع المسيح قد وُلد “نقف امام مثل هذه اللوحات البشرية بالشكل لكن اللا إنسانية بالمضمون ولا نعود نتعجب أن يبلغ الإنسان هذا الدرك من العنف ونسأل أين هو الله، وقال بالأمس البعيد أيام الوثنية كان الله ذلك المخيف وصوّره اليونانيون بأنه ذلك المتعالي جدا بحيث لا يطاله أي انسان، وبالأمس القريب أعلن بعض الفلاسفة موت الله واليوم اخترع العلماء اذكى طريقة لاله مجهول يفكر عنا ويحرك شؤوننا الا وهو الذكاء الاصطناعي، مرة واحدة في التاريخ اتي الله الينا وطمأننا أنه معنا، إنه المحبة وذاك بتجسد إبن الله في مغارة بيت لحم، كان يومها ملئ الزمان، وجواب الله على ضايع الزمان، وتجسد للكلمة الأزلية، يومها تكلم الله بإبنه ليقول كلمة واحدة برهنت عن جوهره ألا وهي المحبة، أمام مشاهد التاريخ هذه نقف بل ونركع جاثين ممجدين إلاهنا يسوع المسيح، مصلين ثلاثا قائلين: نسجد لميلادك، نضع في صلاتنا كل نوايا السلام من أجل لبنان، السلام نصلي من أجل شرقٍ اوسط هادئ، نصلي من أجل عالم ينتهي فيه الخوف، نصلي ودعوتنا اليوم الى الكبار قبل الصغار أن يكفوا عن صرف المال على الحروب ويستبدلوا طرق العنف بالسلام، فلو صرفتم ثرواتكم لبناء السلام بدل التقاتل لوفرتم الجزء الأكبر للتنمية الدائمة، التي تثبت العدالة على الأرض و تنهي الحروب إذ عندها لا حاجة للحروب”.
وقال: “المجتمع اللبناني بحاجة ماسة الى التفكير بالآخر، كفانا طائفيات فإن الطائفية كذب على الآخر وانطواء على الذات، كفانا تهميشا لبعضنا، وابعادا لنشأة لبنان الجديد، رأينا كيف استقبل اللبناني أخاه اللبناني بكل ترحاب و أخوة، بهذا الواقع نريد أن نكمل، أحيي شعب لبنان المتمسك بالجذور إنهم في حالة تراق دائم بكل ما تركه زعمائه فبوقت الأزمة، كان الزعيم متمسكا بالحرب ولم يجد سبيلا لان يجعل البيوت مفتوحة للجميع دون استثناء. هذا هو لبنان الذي لا يموت، انه حاجة لابنائنا وعليه فلنكمل طريقنا لبناء الوطن، نصلي دعما للجيش اللبناني الذي يمثل حضارة البقاء لا حضارة الانطواء و الاستقواء، ندعو اخوتنا في المؤسسة العسكرية قادة و أفراد بالسلام و النجاح في مهمة حفظ الحدود والداخل أيضا”.
وفي كنيسة سيدة النجاة العجائبية في بلدة الكفور، ترأس خوري الرعية الأب يوسف سمعان قداسا ندّد فيه بالحروب الدائرة عندنا ومن حولنا ومن خلال الحقد والإنتقام والعنف والإرهاب، وقال: “نحن اليوم ضائعون في مواجهة الشر و الألم و أحزان اخوتنا”.
وسأل: “هل ما زلنا الى اليوم نؤمن أن يسوع سيمسح كل دمعة من عيوننا فلم يبق للموت سلطانا علينا ولا للألم وأضاف نحن بحاجة اليوم قبل الغد إلى التوبة و العودة إلى ذواتنا وإلى الله لكي نعيش فرحة الميلاد، فرحة الرجاء الجديد والسلام الآتي إلينا، يسوع المسيح ملك السلام”.