بمناسبة أعياد آخر السنة، نظَّمت “جمعيّة عدل ورحمة” بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي احتفالًا داخل سجن رومية في مبنى الموقوفين ومبنى الأحداث، حضره آمر مبنى المحكومين المقدم شربل حنين ومساعدوه وفريق عمل الجمعية، الأب طانيوس صعب، لينا رياشي، عايده نصرالله وداني الحاج ونُزلاء السِّجن.
تخلَّل الاحتفال توزيع شهادات لأكثر من ثلاثين نزيلًا شاركوا في دورتين تدريبيَّتين مُتخصّصتين، بإشراف “جمعيَّة عدل ورحمة”، الأولى في مجال الكهرباء المنزليَّة والثانية في مجال الإدارة الماليَّة.
الأب بعقليني
في المناسبة تحدَّث رئيس الجمعيَّة الأب الدكتور نجيب بعقليني متناولًا الأوضاع خارج السِّجن في هذه الأيام العصيبة، بعدما تراجعت حدّة الاشتباكات والحرب التي عصفت ببلاد الأرز، وتطرَّق إلى تداعيَّاتها المؤلمة على اللُّبنانيين جميعًا والكوارث الإنسانيَّة التي سبَّبتها.
وركَّز الأب بعقليني على أهميّة الحريَّة وقال: “اليوم، يتوق نُزلاء السُّجون إلى الحريَّة، وأنا أخبرهم أن الوقت حان ودقَّت الساعة للحريَّة، ولكن قبل الحُلم بالحريَّة والنظر خارج القُضبان، على السُّجناء التحرُّر من الدَّاخل، فالحريَّة الداخليَّة تُخوّلهم التطلُّع إلى الماضي وأخذ العِبر منه”.
أضاف: “مع أن أغلب النُّزلاء في السجن ارتكبوا المعاصي والمُخالفات ضدَّ القانون والشَّريعة والإنسان، لكن يبقى عدد لا بأس به مظلومًا لأنه لم يُحاكَم لغاية الآن، أو وُجِّهت إليه التُّهم جزافًا من دون الاستماع إليه، أو لم يخضع لمُحاكمة عادلة”.
دعا الأب بعقليني نُزلاء السِّجن في مبنى الأحداث ومبنى المحكومين إلى العودة إلى الذات لقراءة الماضي والتطلُّع إلى المُستقبل، بهدف الخُروج من وراء القضبان إلى حياة جديدة مُكلَّلة بالتوبة والندامة والتغيير، وإعادة الاعتبار إلى الحياة المجتمعيَّة.
كذلك دعاهم إلى الصَّبر، “لأن تغييرات تلوح في المنطقة نأمل أن تكون نحو الأفضل، ويكبر حلمنا بأمان وسلام عادل وشامل، ولأن ثمة انتظارات وأخبارًا سارة حول تحرُّك الملفَّات من قبل القُضاة والحديث عن قُرب صدور قانون عفو عام جديد عن مجلس النواب اللبناني”.
وضع الأب بعقليني علامات مميّزة لأهميّة التعامُل الحسن بين السجناء، مركزًا على الأخوَّة الإنسانيَّة التي تؤدِّي إلى فتح صفحة جديدة وإلى التسامُح. وتوقف عند حدث افتتاح البابا فرنسيس بابًا مُقدَّسًا في كنيسة الأبانا داخل مُجمَّع سجن ربيبيا في روما، في سابقة هي الأولى من نوعها خارج الكاتدرائيات الأربع في الفاتيكان، مؤكدًا “أن البابا ينظُر دائمًا بعطف ورحمة ويهتمُّ بأوضاع السُّجناء”.
المُقدَّم حنين
بعد ذلك كانت كلمة للمقدم شربل حنين دعا فيها نُزلاء السِّجن إلى التطلُّع نحو الأمان، ومُحاولة التعافي من الماضي الأليم والنظر بأمل ورجاء إلى المستقبل.
بركة العيد
من ثم كانت وقفة فنيَّة للنُّزلاء قدموا خلالها اناشيد مع فريق عمل الجمعيَّة، وألقوا قصائد وقدموا أغنيات من وحي الأعياد، وتناولوا الحلوى بركة العيد.
هكذا تبقى “جمعيَّة عدل ورحمة” في خدمة الإنسانيَّة والإنسان، مهما عصفت الأحداث، ومهما تزايد الشرّ والجريمة.