أهالي القرى الحدودية :«من يحمينا من إسرائيل؟».

0
13

كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أن لبنان لم يخرج من تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة الموسعة عليه.

ويبدي أهالي القرى الحدودية قلقهم الشديد من «الاستفزازات والخروقات الإسرائيلية للأرض والسيادة اللبنانية المتواصلة منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، وعلى مرأى ومسمع العالم، في تحد سافر للأمم المتحدة والقرار الدولي 1701».

وحذروا من «خطورة المرحلة والأوضاع على خلفية ذلك، لاسيما في مرحلة ما بعد الستين يوما، في حال بقي الوجود الإسرائيلي جاثما على الأراضي اللبنانية، ودباباته تدنس الطرقات والحقول والبساتين، وتعتدي بالهدم والجرف والتخريب على كل المعالم المرتبطة بتعزيز صمود الأهالي، لتحويلها إلى ركام وأنقاض، لقتل حلم العودة».

واستفز مشهد تحركات الدبابات الإسرائيلية في وادي الحجير، الذي يقع بين أقضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية، ويمتد من مجرى نهر الليطاني في قعقعية الجسر أسفل مدينة النبطية، حتى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، وتجاوره عدة قرى، منها القنطرة وعلمان والغندورية ومجدل سلم وقبريخا وتولين والطيبة الاهالي.

وهذا الوادي ملاصق للحدود اللبنانية – الفلسطينية، ولم يستطع الإسرائيلي الوصول اليه، وتحول إلى «مقبرة لدباباته» في حرب يوليو 2006، حين دمرت المقاومة العشرات منها أثناء محاولتها التقدم إلى الوادي.

وقد عكست هذه التطورات غضبا لدى أبناء تلك القرى، الذين سألوا مجددا: «من يحمينا من إسرائيل؟».

وقال رئيس بلدية القنطرة عبدالحميد غازي لـ «الأنباء»: «يقيننا الراسخ والثابت، ان العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة. هو قاتل للأطفال والنساء والعجزة والمدنيين، وهو أضعف وأبخس أن يقف ويواجه».

وتعليقا على توغل دبابات العدو في أطراف القنطرة، سأل رئيس البلدية: «أين الدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار الذي احترمناه كدولة لبنانية وكمقاومة وجيش؟».

وأشار إلى «أن العدو الاسرائيلي لم يكترث لأحد». وأضاف غازي: «لو أنه ليس هناك من وقف لإطلاق النار، لا يمكنه ان يدخل شبرا واحدا إلى الأراضي اللبنانية».

وشدد على «الثقة الكبيرة بالجيش اللبناني وبالمقاومة». وقال: «نحن في انتظار انقضاء الـ 60 يوما لنرى ماذا ستفعل الدولة اللبنانية، التي نريدها أن تحمينا. فالناس يسيطر عليها الخوف من تجدد الحرب نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية. ونحن نؤكد ان المقاومة كانت وستبقى. ونتمسك بقرانا وبأرضنا مهما كانت التحديات والتضحيات، ونحترم الاتفاق، ولو كنا نريد غير ذلك لكنا اصطدنا الدبابات الإسرائيلية التي دخلت إلى خراج البلدة بالحجارة وليس بالسلاح».

وأشار إلى ان الآليات الاسرائيلية وصلت إلى اطراف البلدة، والى وادي السلوقي، وقامت بجرف وتخريب الطريق والبنى التحتية بهدف الأذى والضرر للناس والأرض.

وتناول «تدمير 50 وحدة سكنية (في البلدة خلال الحرب) بالإضافة إلى مسجد ومستوصف البلدة، والحاق اضرار كبيرة بالمنازل».

رئيس بلدية حولا شكيب قطيش، نقل عن أهالي البلدة «تخوفهم من الخروقات الإسرائيلية. فالعدو ما من شيئ يردعه إلا المقاومة. وكل محاولاته لن تثنينا عن العودة إلى قرانا وان كانت مهدمة. وقد اجهزوا على كل ما تبقى من منازل في قرانا. وأقام الجيش الإسرائيلي السواتر الترابية عند مداخل القرى الحدودية لمنع الدخول اليها. وتوغل جنوده في القرى البعيدة عن الحدود كدير سريان والطيبة والقنطرة، ما أدو إلى نزوح أهالي هذه القرى مجددا إلى قرى اخرى، وهذا يعني أننا لا نزال في حالة حرب».

وأبدى قطيش أسفه الشديد «لموقف الأمم المتحدة العاجز في صد ووقف الخروقات الإسرائيلية»، معتبرا «لو أنها تقف إلى جانب الحق والعدل، لكنا اشتكينا اليها. ومنذ العام 1943 وعلى مرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة وحتى يومنا هذا، وإسرائيل تواصل عدوانها على لبنان. واليوم على مسمع اللجنة المنوطة بتنفيذ القرار 1701. نحن لا نعول على الأمم المتحدة ولا على مجلس الأمن أو أي جهة أخرى، لأنهم أثبتوا عدم مصداقيتهم، ويكيلون بمكيالين، ويغضون النظر عن كل الإعتداءات الإسرائيلية، لذا نحن تعودنا على أنفسنا وسنبقى كذلك، لأنه لا يحك جسمك إلا ظفرك».

وقدر نسبة دمار المنازل في حولا بـ 60%، اضافة إلى اضرار جسيمة أصابت كل المنازل نتيجة الغارات والقصف المدفعي وحرق وجرف المنازل وجميع القطاعات.

وأبدى قلقه الشديد من الوضع الحالي، وقال: «نحن في انتظار انقضاء مهلة الستين يوما. انا متشائم جدا في مرحلة ما بعد الستين يوما، إذ ان ما يجري لا يؤشر إلى أنه يمكن ان يكون هناك استقرار أو هدوء في المستقبل، وهذا أمر مخيف جدا، من ان تتجه الأوضاع نحو الأسوأ».

وتابع: «نعول في هذه الحال على أصحاب الأرض وأصحاب الحق وعلى الناس التي هي من تدفع الثمن في القتال والتضحيات».

المصدر – الأنباء الكويتية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا