هل ينتشر الملسحون على الحدود اللبنانية والقلمون ؟ماذا قال امير النصرة ؟

0
22

بعد 7 سنوات على معركتي “فجر الجرود” التي خاضها الجيش اللبناني، و”إن عدتم عدنا” التي خاضتها المقاومة في جرود السلسلة الشرقية لطرد عناصر “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”، ظهر أمير “النصرة” “أبو مالك” التلّي في تسجيل مصور يدعو فيه إلى نشر المسلحين على الحدود اللبنانية!

التسجيل الذي انتشر قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيه التلي في بلدة رنكوس في القلمون بعد أكثر من 7 سنوات على معارك الجرود التي انتهت بسيطرة الجيش اللبناني على الجرود في السلسلة الشرقية.

لكن اللافت في كلامه، الرسالة التي وجهها إلى المسلحين في عملية “ردع العدوان”، ومفادها “أن يمسكوا بسلاحهم ويحافظوا على الأرض التي أكرمنا الله في فتحها، ويحافظوا على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة حتى لا يكون هناك ثغرة لأعداء الدين ليدخلوا على أعراض المسلمين ولا على أراضيهم (…)”.

والمفارقة أن كلام التلّي جاء مغايراً لما تعلنه “هيئة تحرير الشام ” التي دخلت الأراضي السورية من دون قتال بعد قرار الرئيس السوري السابق بشار الأسد عدم القتال، ما سمح بتسليم المناطق التي كانت تحت سيطرة الحكومة وحلفائها إلى الهيئة.

فدمشق اليوم تسعى إلى علاقات جيدة مع بيروت على قاعدة مصلحة البلدين واحترام تطلعات الشعب السوري وخياراته، وهو ما تؤكده بيروت على لسان كبار مسؤوليها.

بعد سيطرة “تحرير الشام” على الأراضي السورية ودخول مسلحيها المناطق الحدودية مع لبنان، ولا سيما في ريفي القصير وحمص، نزح عشرات آلاف اللبنانيين الذين كانوا يقيمون في بلدات سورية مثل حاويك وزيتا والديابية والسماقيات إلى الهرمل ومناطق أخرى خشية انتقام المسلحين منهم. وعلى الرغم من إعطائهم الأمان، كان الانفلات والتشفي عنوان المرحلة الجديدة في تلك المنطقة، بحسب ما تم نشره من تسجيلات تظهر دخول المسلحين منازل اللبنانيين وممتلكاتهم، ما اضطرهم إلى تركها للحفاظ على حياتهم.

لكن هاجس عودة المسلحين إلى الحدود يظل مرافقاً للكثيرين في تلك المناطق، ولا سيما أنهم عانوا هجمات الجماعات المسلحة بين عامي 2014 و2017، وكذلك إرسال السيارات المفخخة إلى البقاع وغيرها من المناطق، فضلاً عن خطف عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وقتل بعضهم، وهو ما دفع الجيش إلى إعلان “معركة فجر الجرود ” في آب (أغسطس) 2017 في موازاة معركة “وإن عدتم عدنا” التي أطلقتها المقاومة، وانتهت بإعلان الجيش النصر الذي جاء فيه: “باسم لبنان ودماء الشهداء تحقّق النصر، وباسم لبنان، والعسكريين المختطفين، ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، أطلق قائد الجيش عملية فجر الجرود، وحدّدت المهمة بمهاجمة الإرهابيين، ونُفذت وفق خطة محكمة وضعتها القيادة”.
هل يثير كلام التلّي القلق مجدداً، ولا سيما أن الأوضاع لم تستقر بعد في سوريا؟

العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر يؤكد لـ”النهار” أن “المناداة بعودة انتشار مسلحي “النصرة” على الحدود وخصوصاً إذا شملت الحدود الشرعية، أمر خطير، أما الانتشار على المعابر غير الشرعية وفي الأراضي السورية فهذا شأنهم ولا علاقة للبنان به”.

وعن الانتشار المسلح على الحدود يقول: “السلطة السورية لا تسيطر في شكل كامل على الأراضي السورية في ظل الاحتلال الإسرائيلي والمعارك المتنقلة، ولكن في حال انتقال العدوى إلى الحدود اللبنانية على الحكومة اللبنانية إثارة الأمر”.

ويلفت إلى ضرورة مراقبة الأوضاع على الحدود، “والحكومة اللبنانية تتواصل مع الحكومة السورية الجديدة وتسلم دمشق ضباطا وعناصر من الجيش السوري، والأهم هو الاهتمام بما يجري على الحدود اللبنانية بحيث لا تكون المعابر الشرعية تحت سيطرة مسلحين”.

إذاً الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية، التي عليها التحرك لتجنيب المنطقة الحدودية تكرار ما شهدته في الأعوام المنصرمة.

المصدر: النهار

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا