*بيان مشترك صادر عن حركة رجال الكرامة ولواء الجبل*

0
33

نترحم بداية على أرواح شهداء الثورة السورية الذين قضوا دفاعاً عن حقوق شعبنا في حياة حرة وكريمة. إن التضحيات الجسام التي قدمها السوريون ما هي إلا شاهد حي على ضرورة بناء وطن يحفظ حقوق الجميع، وطن يكون فيه القانون فوق الجميع.

لقد عانى السوريون على مدى عقود من حالة عقم سياسي حرمتهم من إقامة دولة قوامها العدل والتشاركية، وانتهى هذا العقم مع نهاية حكم الطاغية. اليوم نقف جميعاً كسوريين، أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية لبناء دولة عادلة تليق بتضحيات شعبنا.

أيها السوريون، أبناء الجبل الأشم..
منذ انطلاقة موقف الشيخ الشهيد وحيد البلعوس، حملنا السلاح دفاعاً عن أهلنا في السويداء بكافة أطيافهم، دفاعاً عن أرضنا وعرضنا، ولم نكن يوماً معتدين. لم نحمل السلاح حباً به إنما فرضته علينا الضرورة.

لقد واجهنا تهديدات خطيرة، من قمع النظام الذي رفضنا أن نكون جزءاً من آلته العسكرية التي قتلت السوريين، ومن التنظيمات الإرهابية التي هاجمتنا وارتكبت المجازر بحق أهلنا.
لقد سلّط على أهلنا النظام البائد عصابات إجرامية ارتكبت جرائم الخطف والقتل والسرقة وتهريب المخدرات، وكنا ولا نزال نكافح هذه العصابات بكل حزم.

إننا نؤكد اليوم، كما أكدنا دائماً، أن حمل السلاح لم يكن هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة دفاع اضطرارية. وحينما يتحقق حلم السوريين بدولة تقوم على المواطنة، العدالة، وسيادة القانون، فإن الحاجة لحمل السلاح ستزول، وسنكون أول المبادرين للعودة إلى حياتنا الطبيعية التي حُرمنا منها.

نحن نتطلع بكل إصرار إلى ذلك اليوم الذي يكون فيه السلاح محصوراً في مؤسسة عسكرية وطنية، تتوافق عليها إرادة الشعب السوري، مع يقيننا المطلق بإن القانون هو ملح الأرض، وهو حجر الأساس لبناء أي دولة مستقرة.

وبهذا الصدد، نعلن في حركة رجال الكرامة ولواء الجبل، أكبر فصيلين عسكريين في السويداء، استعدادنا الكامل للاندماج ضمن جسم عسكري ليكون نواةً للانضواء تحت مظلة جيش وطني جديد هدفه حماية سوريا. ونرفض بشكل قاطع أي جيش فئوي أو طائفي يُستخدم أداةً بيد السلطة لقمع الشعب، كما كان حال جيش بشار الأسد.

كما نؤكد أننا كفصائل عسكرية ليس لنا أي نوايا أو أدوار في الشؤون الإدارية أو السياسية. بل ندعو إلى تفعيل العمل المدني والسياسي بطريقة تشاركية تضع الإنسان في مركز الأولويات. وبدورنا نلتزم بحماية المرافق العامة وتأمين استقرارها لحين تحقيق الأمن والآمان في البلاد.

أبناء شعبنا..

ستبقى دمشق عاصمتنا الأبدية، ومن يسأل عن موقف السويداء فإن بوصلتنا السياسية هي حراك السويداء السلمي الثوري والمتمثل بساحة الكرامة التي أوقد جذوتها المرحوم الشهيد مرهج الجرماني، بما تحمل من خطاب وطني ثوري يهدف إلى بناء وطن حر وكريم عنوانه المساواة.

إننا نشد على أيدي مرجعياتنا الروحية والدينية في السويداء، ممثلةً بمقام الرئاسة الروحية ومشيخة العقل وأئمة الجوامع، وكذلك رؤساء الكنائس وكبار الآباء والمطارنة الأفاضل الذين كانوا صمام آمانٍ لهذا الجبل طيلة السنين الماضية ولا زالوا يحملون رسالة السلام والمحبة ويدافعون عن قيم العيش المشترك والتآخي في مجتمعنا.

نعتبر هذا البيان بمثابة خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ونؤكد انفتاحنا على الحوار مع كافة الأطراف في بلدنا الحبيب سيما ثوار سوريا الأحرار الذين حملوا راية التحرير على مدى اربعة عشر عاماً. ونرى في هذه المبادئ الحل الأمثل لنقل سوريا إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار الذي طالما تطلعنا إليه.