قصر بعبدا مستعد لاستقبال سيّده

0
10

كتب طوني عطية في “نداء الوطن” – إنها الجلسة 13 من عمر الشغور الرئاسي الذي دام سنتين وشهرين، عقب انتهاء ولاية الرئيس الـ 13، العماد ميشال عون. ومنذ الاستقلال، عرفت الجمهورية اللبنانية 4 فترات شغور: المرّة الأولى، كانت مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل في 22 أيلول 1988.

المرّة الثانية، مع انتهاء الولاية الممدّدة للرئيس إميل لحود في 23 تشرين الثاني 2007، وانتهى الشغور الذي دام نحو 6 أشهر، بانتخاب العماد ميشال سليمان. المرّة الثالثة والأطول، حيث امتد الفراغ لعامين وخمسة أشهر منذ 25 أيار 2014، حتى 31 تشرين الأول 2016 مع انتخاب عون.

أمّا المرّة الرابعة فكانت مع انتهاء عهد الأخير.

واليوم وبعد مخاضٍ رئاسيّ عسير، ينتظر اللبنانيون لحظة إعلان رئيس المجلس النيابي انتخاب الرئيس العتيد. صحيح أن القوى السياسية المُعطّلة، لم تحترم المواقيت والمهل القانونية المُلزمة بتتميم الاستحقاق الأول في الدولة، والذي بات إنجازه يتطلّب عملية قيصرية وتدخّلات كونيّة، لكسر تعنّت “مقاومي” و”ممانعي” الدستور. غير أن القصر الجمهوري، جاهز لاستقبال سيّده. فالمديرية العامة لرئاسة الجمهورية ودوائرها، على أهبّة الاستعداد للحدث الكبير. فاليوم، إن صعد الدخان الأبيض من قاعة البرلمان، سيرتفع العلم اللبناني مجدّداً لاستقبال “الوطن” وقائده، بعدما أُنزل عن شرفة القصر والسارية الرئيسية في الباحة الخارجية وأُقفل مكتب رئيس الجمهورية وقاعات مجلس الوزراء والاجتماعات والاستقبال وسائر الأبواب المؤدية إلى البهو الكبير وجناح إقامة الرئيس، في الأوّل من تشرين الثاني 2022.

تغنّى لبنان، بأنه البلد الوحيد بين محيطه وجيرانه، حيث لا يشهد مقرّ رئاسته الأولى، إقامة دائمة لحكّامه. لكن ستغيب عن المشهد الجمهوري مراسم التسلّيم والتسلم بين الرئيسين السلف والخلف. إذ درجت العادة، أن الرئيس المنتهية ولايته عندما يسلّم الرئيس المنتخب، يعمد إلى تقليده الأوسمة الجمهورية. وستنتقل هذه المهمّة وبسبب الفراغ، إلى مدير مجلس الأوسمة الوطنية لتقليد الوافد الرئاسي الجديد.

أمّا في كيفية تبليغ الفائز بنتائج الإنتخابات، فبعد تصديق محضر الجلسة، تتصل المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بالرئيس المنتخب، وتتوجّه مع رئيس المجلس النيابي بموكب من الحرس الجمهوري إلى مقرّ إقامة الرئيس المنتخب. ثمّ يصطحب رئيس البرلمان، الرئيس المنتخب بسيارته إلى مقر الرئاسة الثانية. ويكون في استقباله أمين عام مجلس النواب. ثمّ يتوجه أمام العلم اللبناني، وتعزف موسيقى الجيش النشيد الوطني. وبعد استعراضه سريّة من الحرس الجمهوري، يستقبله رئيس مجلس النواب عند أوّل السلم في مبنى البرلمان ويرافقه إلى مدخل المبنى حيث يكون أعضاء مكتب المجلس بانتظارهما لمصافحة الرئيس المنتخب. من بعدها يلقي رئيس مجلس النواب كلمة ترحيب بالرئيس المنتخب، ثمّ يؤدّي الأخير قسم اليمين الدستورية ويلقي خطابه.

وبعد تبادل الكلمات، يتوجّه الرئيسان إلى الصالون الكبير لتقبّل التهاني من النواب، وأعضاء السلك الدبلوماسي وجميع المهنئين. ولدى وصول الرئيس إلى مدخل القصر، تعزف موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني اللبناني، ويرفع العلم على السارية الرئيسية. بعدها يستعرض الرئيس المنتخب كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. ثم يصافح المدير العام لرئاسة الجمهورية والمدراء العاملين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري. وينتقل بعد ذلك إلى صالون السفراء، حيث تلتقط له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة، لينتقل بعدها إلى مكتبه حيث يتسلّم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الأكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الأرز الوطني، ويتم التقاط الصور التذكارية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا