ماذا دار بين عون و «الثنائي»؟

0
21

كتبت الديار

عقد اجتماع صباحي بين كتلتي «الوفاء للمقاومة» «وكتلة التحرير والتنمية»، وتم استعراض الموقف من عملية الانتخاب وتم التوافق على الاقتراع «بورقة بيضاء» في الدورة الاولى، على ان يلتقي كل من النائب علي حسن خليل والنائب محمد رعد قائد الجيش بين الجلستين، وقد تم تنسيق الموعد معه قبل الجلسة. ووفق مصادر مطلعة، كان اللقاء ايجابيا جدا بين الطرفين حيث تم التاكيد على متانة العلاقة التي كانت خلال توليه قيادة الجيش، وجرى استعراض التحديات المقبلة التي ستواجه العهد، وكان الحديث صريحا وشفافا لجهة كل الهواجس المنطقية بعدما اندفع الخارج بطريقة غير مسبوقة للتسويق لعملية الانتخاب، فكان عون واضحا بانه لم يقدم اي التزامات لاحد سواء في الداخل او الخارج، وهو كما كان حريصا في قيادة الجيش على حماية لبنان واللبنانيين ستكون مسؤوليته اكبر في الرئاسة الاولى للتعامل مع المرحلة الصعبة والدقيقة وفق منطلقات وطنية تعزز اللحمة الداخلية في مواجهة التطورات الاقليمة والدولية المتسارعة، متمنيا كل تعاون في هذا السياق. وكان رد وفد «الثنائي» واضحا لجهة التعاون في كل ما يخدم الاستقرار الداخلي وبناء المؤسسات وحماية البلد من المخاطر الاسرائيلية، وانتهى اللقاء «بمباركة» مبكرة والتمني له بالنجاح في مهمته. اما كل ما ذكر عن حصول تفاهم حول اعادة الاعمار، والحكومة، ورئيسها، مع تزكية عودة الرئيس ميقاتي، وتوزيع الحقائب، وكيفية التعامل مع ملف الجنوب والخروق الاسرائيلية، والاستراتيجية الدفاعية، فلم تؤكدها مصادر الطرفين، وكان تاكيد على ان اللقاء ركز على الخطوط العامة ولم يدخل في اي تفاصيل محددة، اما الاتفاق الوحيد الذي انجز فهو التفاهم على اعادة اعمار سريعة برعاية الدولة.

الوطني الحر» اول الخاسرين

في هذا الوقت، يمكن اعتبار «التيار الوطني الحر» اول الخاسرين سياسيا بعدما تمسك بموقفه بعدم انتخاب عون رئيسا، وخاض النائب جبران باسيل حربا خاسرة حتى اللحظات الاخيرة، بعدما «احرقت المراكب» مع اليرزة دون ان يتم حفظ خط الرجعة، واعلن خلال الجلسة ان الاملاءات الخارجية واضحة، رافضا الاعتداء على الدستور، متمسكا بموقفه المعارض لوصول قائد الجيش الى بعبدا. لكنه وجد نفسه وحيدا في مواجهة مد داخلي وخارجي لا يمكن وقفه، ولم يتمكن من استدراك الموقف اقله لتقليل الخسائر.

«القوات» والحسابات الخاطئة

واذا كان النائب السابق وليد جنبلاط اول من التقط «التعليمة» الخارجية واطلق حملة ترشيح الرئيس عون، ولحق به معظم النواب السنة، ومعظم النواب «التغييريين»، فان الخاسر الثاني، الذي يعيش حالة من الانكار، وحسبها «غلط»، برأي مصادر مطلعة، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يحاول الادعاء انه «ام الصبي» في وصول القائد الى قصر بعبدا، مع العلم ان «معراب» كانت وراء الترويج لفكرة «تطيير» الجلسة في سياق تحضير الارضية لاعلان جعجع ترشيح نفسه للرئاسة او يكون صانعا رئيسيا للرئيس الجديد، لانه يعتقد ان صلاحية ترشيح عون انتهت، فهو كان منطقيا قبل الحرب الاسرائيلية، واضعاف حزب الله، وسقوط النظام السوري، والتطورات المنتظرة التي تشير الى ضربة لايران، والان حان الوقت لرئيس «سيادي» لا «وسطي»، لكنه لم يلق التجاوب السعودي المطلوب وتم ابلاغ مبعوثه النائب بيار بوعاصي ان الظروف غير ملائمة لهذا الترشيح، كما لم يتعامل الاميركيون بجدية مع هذا الطرح، فاقترح حينئذ ان تمر الرئاسة «بمعراب» طارحا اسمين من خارج الاسماء المتداولة، فجاء الجواب سلبيا، وحضر الموفد السعودي يزيد بن فرحان، ولم يمنح «الحكيم» حق المناقشة وابلغه ان عون هو مرشح المملكة والقوى الدولية «ونقطة على السطر»، وهكذا كان..!

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا