تتّجه الأنظار إلى جنوب لبنان وانقضاء مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في 26 كانون الثاني الجاري، وذلك عقب انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، وما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات رئاسية في هذا الملف.
على الجانب الإسرائيلي، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً اليوم، يُفيد بأنّ “رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس ورئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، يصرّون على بقاء الجيش الإسرائيلي في ثلاث مناطق مركزية في جنوب لبنان حتى بعد انتهاء وقف إطلاق النار”.
ووفق تقرير أعدّه المراسل الإسرائيلي باراك رافيد عن الوضع في لبنان، قال إنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن يعارض التحرّك الذي يقوده المسؤولين الثلاثة الإسرائيليين، لكنّ المصادر نفسها تُقدّر أنّ الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب سيدعم قرار المستوى الأمني”، خصوصاً وأنّ نهاية المهلة تُصادف بعد أسبوع فقط من تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني.
وأضاف التقرير أنّ “مسؤولاً أميركياً قال إنّ فوز جوزيف عون برئاسة لبنان، سيخلق ضغوطاً إضافية على إسرائيل من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية أخرى لاستكمال الانسحاب في الموعد المحدّد”.
وقال مصدر إسرائيلي لـ”معاريف”: “عندها سيبدأ الإسرائيليون بتلقي رسائل… ومن المستحيل أن يبقوا في لبنان”.
وفي التقرير الإسرائيلي أيضاً، قال جوناثان الحوري، الخبير والمحاضر في شؤون لبنان والدبلوماسية العامة، في ضوء انتخاب عون رئيساً للبنان، إنّه “في ما يتعلّق بالاتفاق مع إسرائيل، فإنّ قدرته على تطبيق هذا الاتفاق زادت بشكل كبير، لأنّ هناك حاليّاً رئيساً للدولة، والأمر يتعلّق بوضع الرئيس، وهو من يُقرّر هذه الأمور… وسننّفذ الاتفاق في نهاية المطاف”.
وكان الرئيس جوزف عون قد تطرّق بالأمس، في خطاب القسم أمام مجلس النواب اللبناني، إلى الحرب الإسرائيلية، قائلاً: “عهدي أن أعيد إعمار ما هدّمه الكيان بالجنوب والبقاع والضاحية وكل لبنان، وعهدي أن أدعو إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة بما يُمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي”، مؤكداً على “حقّ الدولة باحتكار السلاح”.
وجاء التقرير على خلفية الزيارة التي قام بها إلى لبنان المبعوث الأميركي إلى إسرائيل آموس هوكشتاين، الذي ترأس اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، مع ضباط عسكريين لبنانيين وإسرائيليين، مطلع الأسبوع الحالي.
وتزامناً مع الاجتماع، باشر الجيش الإسرائيلي بسحب قوّاته من بلدة الناقورة حيث اجتمعت لجنة المراقبة، ومن بقية البلدات في القطاع الغربي لجنوب لبنان، ممّا سمح للجيش اللبناني ببدء الانتشار وتسلّم المواقع المحتلّة.