*ماكرون إلى لبنان تثبيتاً لاستمرار الدعم الفرنسي*

0
8

لم تنته مهمة باريس التي شاركت في الضغوط من أجل انتخاب الرئيس جوزف عون إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية. فدورها ما زال محورياً لأن نجاح جوزف عون في إنجاز مهمته يحتاج إلى حكومة فاعلة تضع الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي منذ أعوام أي بعد انعقاد مؤتمر “سيدر ” الذي حدد هذه الأولويات. ويمكن أن توفر الأكثرية التي ولدت في الدورة الأولى لانتخابه دعماً أساسياً لتنفيذ تعهداته والإصلاحات فيما كان البرلمان يعيش انقساماً عمودياً منع إنتاج أيّ إصلاح.

بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي الذي أضعف لبنان فتحت صفحة جديدة للبنانيين هي مصدر أمل لهم ولجميع شركاء لبنان الذين دعموه منذ سنين عديدة تشجيعاً لهم للمساعدة على تفعيل المؤسسات اللبنانية. وفي هذا السياق سيتابع الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان مهمته واتصالاته الوثيقة مع أعضاء الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر) ومع مجموعة أصدقاء لبنان لحث السياسيين اللبنانيين والسلطات اللبنانية على التزام العمل على النهوض الدائم للبلاد. ويجب أن يتبع هذا الانتخاب تشكيل حكومة فاعلة تنفذ تعهدات رئيس الجمهورية، وتكون قادرة على الجمع بين الأطراف في الداخل لتلبية تطلعات اللبنانيين واحتياجاتهم وتنفيذ الإصلاحات البنيوية من أجل إنعاش الاقتصاد وتأمين الاستقرار والأمن والسيادة في لبنان.

وما زالت باريس داخل لجنة المراقبة تسهم في التنفيذ السليم لوقف إطلاق النار الذي أبرم بين لبنان وأسرائيل في 26 تشرين الثاني الماضي مع التزام باريس وواشنطن وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان بوقف القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. ويتابع هذا الدور عن كثب الفريق العسكري الفرنسي الذي يعمل إلى جانب الولايات المتحدة لتأمين تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

ويمكن الاستنتاج أن فرنسا حشدت جهودها للخروج من الفراغ المؤسساتي من خلال مهمة المساعي الحميدة الذي قام بها لودريان منذ كانون الثاني 2023. وشاركت أعضاء الخماسية خلال فترة الفراغ الرئاسي في تأمين التوصل إلى هذا الانتخاب. فكانت للرئيس الفرنسي زيارات متتالية للبنان وعيّن ممثلاً شخصياً لمتابعة هذا الملف وكانت مشاركة فرنسا كاملة إذ انعكس ذلك على دورها في مجلس الأمن إذ قادت مبادرات عديدة أدّت بعد جهد كبير إلى انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ تخطى السنتين. وهذا يشكل ارتياحاً لباريس.

ولكن هذه المشاركة ستستمر لأن من الواضح أنه لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب مواجهتها في لبنان. لذلك ستقوم باريس بتحركات جديدة لدعم لبنان، إذ تعتبر أن لبنان يمر بلحظة تاريخية وحاسمة بالنسبة إلى مستقبله. ولكنها تعوّل على المنعطف الذي شكله انتخاب رئيس لعودة المساعدات الدولية لأن الرئيس يحظى بغطاء سياسي على أعلى المستويات الدولية والإقليمية، وعودة لبنان إلى الحضن العربي بعد تراجع النفوذ الإيراني.

وباريس مستعدة كما أعلن الرئيس ماكرون خلال الاتصال الذي أجراه مع الرئيس جوزف عون بعد انتخابه لـ”دعم الجهود لتشكيل حكومة قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم واحتياجاتهم وتنفيذ الإصلاحات الضرورية لإنعاش الاقتصاد وإعادة الإعمار والاستقرار والأمن وسيادة لبنان”.

وأضاف أن باريس “ستدعم الحوار الذي سيقوده الرئيس عون لهذا الغرض، وهي تدعو جميع القادة اللبنانيين إلى المساهمة في نجاح مهمته”. وأكد ماكرون أهمية “التنفيذ السليم لوقف إطلاق النار المبرم بين لبنان وإسرائيل وفقاً للجدول الزمني الذي حدّده الاتفاق”. وأكد التزام فرنسا بدعم القوات المسلحة اللبنانية على الصعيد الوطني وفي إطار دورها مع اليونيفيل”. وأكد الرئيس ماكرون خلال الاتصال الهاتفي أن بلاده ستواصل تعبئة الشركاء الدوليين إلى جانب لبنان كما فعلت خلال المؤتمر الدولي الذي نظمته في باريس في 24 تشرين الأول الماضي من أجل دعم إعادة إعمار لبنان وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني”. وأكد ماكرون “مواصلة وقوف فرنسا إلى جانب لبنان وشعبه”. وتم الاتفاق على زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي قريباً جداً للبنان