بعد خمسة أيام من انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية، انطلقت الاستشارات النيابية في لبنان صباح اليوم الإثنين لاختيار الشخصية التي ستتولى تشكيل حكومة جديدة، التي تنتظرها تحديات كبيرة. وفي ظل ترجيح الأصوات لصالح القاضي نواف سلام، نسلّط الضوء على مسيرته المهنية والشخصية التي أوصلته إلى منصبه الحالي كرئيس لمحكمة العدل الدولية.
▪️النشأة والخلفية العائلية
ولد نواف سلام في 15 كانون الثاني/ديسمبر 1953 في بيروت لعائلة سياسية عريقة. والده عبدالله سلام، كان أحد مؤسّسي شركة طيران الشرق الأوسط. زوجته سحر بعاصيري، صحافية وسفيرة لبنان لدى اليونسكو، ولهما ولدان: عبدالله ومروان.
ينتمي سلام إلى عائلة لها تاريخ سياسي بارز، فجده سليم علي سلام كان شخصية وطنية تولت مناصب مهمة، أبرزها عضوية الحكومة العربية الكبرى التي أسسها الملك فيصل بن الحسين. أما عمه صائب سلام وابن عمه تمام سلام، فقد شغلا رئاسة الحكومة اللبنانية في فترات مختلفة.
▪️المسيرة الأكاديمية
بدأ نواف سلام مسيرته الأكاديمية بحصوله على دبلوم من مدرسة الدراسات العليا بالعلوم الاجتماعية في باريس عام 1974، ومن ثمّ على دكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون عام 1979. وواصل دراسته في القانون، حيثُ حصل على ليسانس من جامعة بيروت عام 1984، وماجستير من كلية الحقوق بجامعة هارفارد عام 1991، ودكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية بباريس عام 1992.
▪️الخبرة المهنية
دخل سلام مجال المحاماة عام 1984، حيث عمل محاميًا بالاستئناف وقدم استشارات قانونية لمؤسسات دولية ومحلية. كما عمل محاضرًا في جامعات مرموقة، منها الجامعة الأميركية في بيروت، جامعة هارفارد، وجامعة كولومبيا.
تولى رئاسة قسم الدراسات السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت بين عامي 2005 و2007، وأسهم في تطوير قانون الانتخابات اللّبناني عام 2005 ضمن لجنة “بطرس”، والتي سُمّيت نسبةً إلى رئيسها الوزير الراحل فؤاد بطرس، والتي شملت اقتراح قانون عام 2006 تضمن العديد من الإصلاحات، من أبرزها اعتماد نظام انتخابي مختلط ينتخب 77 نائبًا وفقًا للنظام الأكثري و51 وفقًا للنظام النسبي.
ئاسة محكمة العدل الدولية
في شباط/فبراير 2024، انتُخب سلام رئيسًا لمحكمة العدل الدولية بلاهاي، ليُصبح ثاني عربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المحكمة. انضم سلام إلى المحكمة عام 2018، حيثُ انتُخب كواحد من 15 قاضيًا يمثلون دول العالم.
▪️العمل الدبلوماسي
شغل نواف سلام منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، وكان ممثلًا للبنان في مجلس الأمن. تولى رئاسة مجلس الأمن مرتين، كما شغل منصب نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بين 2012 و2013.
شارك في بعثات ميدانية للمجلس إلى مناطق عدة، مثل السودان، كينيا، وأفغانستان، ممّا عزّز خبرته الدبلوماسية.
▪️المؤلفات
كتب سلام العديد من المؤلفات التي تعكس اهتمامه بالقانون والسياسة، أبرزها:
الإصلاح الممكن والإصلاح المنشود (1989)
أبعد من الطائف (1998)
لبنان في مجلس الأمن 2010-2011 (2013)
لبنان بين الأمس والغد (2021)