حرائق كاليفورنيا: مشاهد مرعبة وجهنمية – حميدان لصوت الارز : “تغير المناخ يزيد حرائق الغابات بحدة كبيرة “

0
158

خاص – سينتيا عبدالله

نشاهد في الأسابيع الأخيرة صورًا وفيديوهات كارثية وجهنمية لحرائق كاليفورنيا، بحيث إنها تفوقت على أفلام هوليوود التي تتضمن كوارث الحرائق سواء المفتعلة أو الناجمة عن كوارث طبيعية.

لم يكن أحد يتخيل هذا السيناريو المرعب، فحرائق كاليفورنيا ولوس أنجلوس قد دمرت آلاف الدونمات وآلاف المنازل والمباني، فيما يعمل رجال الإطفاء على مدار الساعة للسيطرة على هذه الحرائق.

ما مسبباتها؟ لماذا تعجز الدولة عن إخمادها؟ وما مصير التربة؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عليها الخبير البيئي وائل حميدان

.

وقال حميدان لصوت الأرز: “نحن كخبراء في المناخ لسنا متفاجئين بهذه الحرائق التي تحصل في كاليفورنيا، بل على العكس. المتوقع أن مشكلة تغير المناخ سوف تزيد حدة الحرائق أكثر فأكثر إن لم نتوقف عن حرق الفحم الأحفوري من نفط وغاز طبيعي وفحم حجري. زيادة في عدد وحدة الحرائق عالميًا هي إحدى أبسط آثار تغير المناخ، والإحصاءات تظهر أن هذه الزيادة حتى الآن هي أكثر من مئة في المئة. نحن نراها ليس فقط في كاليفورنيا بل أيضًا في لبنان وأوروبا وكندا وغيرها من البلدان. حرقنا للوقود الأحفوري يؤدي إلى زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. هذا الغاز له القدرة على حبس حرارة الشمس على الأرض، مما يزيد من معدل حرارة الكرة الأرضية الذي كان ثابتًا لعشرات آلاف السنين، مما سمح لتطور الحضارة البشرية كما هي الآن. لذلك، زيادة معدل حرارة الكرة الأرضية يهدد الحضارة البشرية ككل، والحرائق هي أبسط آثارها”.

وأضاف حميدان: “كل سنة تكون أحر من التي سبقتها، ومجددًا سنة 2024 كانت أحر سنة على الإطلاق منذ بدأنا تسجيل حرارة الكرة الأرضية. شدة وعدد الحرائق سوف يزداد أكثر في المستقبل. فما نراه في كاليفورنيا سوف يكون ما هو أسوأ. لهذا السبب تعتبر الأمم المتحدة والعديد من الدول الواعية للأمر أن تغير المناخ هو أكبر وأخطر تحدٍّ يواجه الإنسان”.

“صحيح أن المسؤولين في ولاية كاليفورنيا خفّضوا ميزانية مكافحة حرائق الغابات خلال الشهر الفائت، ولكن ليس له علاقة بالحرائق، بحيث عبر السنين القليلة الفائتة تم زيادة هذه الميزانية بعدة أضعاف. فالتخفيض الذي حصل لا يُقارن بهذه الزيادة. وهذا يُظهر خطورة تغير المناخ وتأثيرها على ميزانيات الدول. فقط لمكافحة تأثير واحد من آثار تغير المناخ، والتي هي حرائق الغابات، سيتطلب زيادة في ميزانية مكافحته بعدة أضعاف”.

“قد تستطيع بعض الدول الغنية القيام بذلك، لكن معظم البلدان النامية حتى ليس لها إمكانية لمكافحة حرائق ما قبل تغير المناخ”.

وأنهى حميدان قائلًا: “أهم وأكبر خمس حرائق في تاريخ كاليفورنيا حصلت في السنوات العشر الأخيرة فقط. وهذا دليل قاطع على أن تغير المناخ يزيد حرائق الغابات بحدة كبيرة. في سنة 2023، شهدنا في كندا أكبر حرائق في تاريخ شمال أميركا، حيث دخانها قد وصل إلى أوروبا. وكانت مساحة الرقعة التي احترقت في كندا أكبر من حجم إنكلترا”.

حتى الآن لا يزال ما لا يقل عن عشرين شخصًا في عداد المفقودين، حيث أكدت السلطات أن العدد سيتزايد، علمًا أن خدمة الطقس الوطنية كانت قد أصدرت عددًا كبيرًا من التحذيرات من انتشار النيران مع رياح بسرعة 80 كم وزوابع في المناطق الجبلية تصل إلى 113 كم في الساعة، مما يجعل هذه الكارثة الطبيعية الأشد تدميرًا في الولايات المتحدة الأميركية. فهل ستتمكن كاليفورنيا من العودة إلى سابق عهدها؟