ثاني أكبر سفارة في العالم في احدى أصغر الدول – السفير معلوف: السفارة بهذا الحجم تشير إلى تجاوز إطار العلاقات الدبلوماسية التقليدية

0
1327

خاص : اوديت ضو الاسمر

ثاني أكبر سفارة في العالم في احدى أصغر الدول

هذه الخطوة التي قامت بها الولايات المتحدة جعلت لبنان محط اهتمام الدول الساعية لفهم السبب وراء هذا الخيار، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة.
بدءًا من طوفان الأقصى، إلى تغيّر النظام في سوريا، وصولًا إلى التحولات الأخيرة في لبنان، والقائمة لا تزال مفتوحة على المزيد من الأحداث

للإجابة عن هذه التساؤلات توجه موقع صوت الأرز إلى السفير المتقاعد مسعود معلوف المقيم حاليًا في الولايات المتحدة والمُلم بالشؤون السياسية الأميركية.

استهل السفير معلوف حديثه قائلًا:

“أولًا، لنبدأ بالسؤال التالي: لماذا تبني الولايات المتحدة سفارة بهذا الحجم الكبير؟”

السفارات عمومًا تُبنى لتخدم العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وتشمل ملحقين عسكريين، وسفيرًا، ومستشارين سياسيين واقتصاديين. لكن عندما تكون السفارة بهذا الحجم الضخم، فإن هذا يشير إلى أن دورها يتجاوز العلاقات الدبلوماسية الثنائية التقليدية.

سفارة بهذا الحجم تعكس اهتمامات الولايات المتحدة في قضايا كبرى، مثل الشؤون الأمنية، المالية، الاقتصادية، وربما الاستخباراتية. هذا أمر متوقع، إذ أن وجود مقر ضخم يسمح بتوفير مساحات مناسبة لكل هذه الأنشطة. كما أن كل إدارة داخل السفارة تحتاج إلى استقلالية نسبية في العمل، رغم أنها تعمل تحت إشراف السفير. حجم السفارة يتيح للولايات المتحدة مرونة كافية لتغطية هذا الاهتمام الواسع من الأنشطة.

“لماذا اختير لبنان ليكون مقر ثاني أكبر سفارة أمريكية في العالم؟”
بحسب السفير معلوف، السبب الأساسي هو الموقع الجغرافي للبنان.
أما السبب الثاني فيكمن في طبيعة النظام اللبناني الحر الذي يتيح حرية تحرك كبيرة لجمع المعلومات، كونه دولة منفتحة على العالم.
من لبنان، يمكن للسفارة الوصول إلى معلومات دقيقة ومهمة عن الدول المجاورة، خاصة أن هذه الحرية غير متوفرة في دول مثل سوريا أو مصر، وحتى إسرائيل التي لا تتمتع بعلاقات الجيدة مع الدول العربية المجاورة.

لذا السفارة الأميركية في لبنان تستطيع أن تجمع معلومات مرتبطة بتركيا، وسوريا، وإسرائيل، ودول الخليج إلى حد ما.

و ختم ان هذا الحجم الكبير للسفارة يعكس رغبة الولايات المتحدة في أن يكون لها وجود قوي وفعّال في لبنان من جهة و من جهة أخرى السهولة في التحرك من الناحية الجغرافية واللوجستية التي يوفرها لبنان يجعله خيارًا مثاليًا لواشنطن لاتخاذ مثل هذا القرار.