الرئيس عون: كل طائفة تتضمن نخبة لمكوناتها الحق بالتمثيل وأمامنا فرص كبيرة علينا الاستفادة منها وذلك من خلال تضافر المجتمع اللبناني وإنتاج حكومة بأقرب وقت ممكن

0
115

 اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ان لبنان متمسك باستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي المحتلة في الجنوب ضمن المهلة المحددة في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني الماضي. وابلغ الرئيس عون وزيرة الدفاع الاسبانية ماغريتا روبلس التي استقبلها قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا ان عدم التزام إسرائيل بالانسحاب يناقض التعهدات التي قدمت للبنان خلال المفاوضات التي سبقت التوصل للاتفاق، ويبقي الوضع متوترا في القرى الحدودية ويحول دون تثبيت الاستقرار وعودة الأهالي الى بلداتهم ويعيق عملية إعادة اعمار ما دمره العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان. وأوضح الرئيس عون انه اجرى اتصالات عدة لارغام إسرائيل على الانسحاب، وانه لقي تجاوبا من المجتمع الدولي الذي يفترض ان تضغط دوله في هذا الاتجاه. وشكر الرئيس عون الوزيرة الاسبانية على زيارتها منوها بالدور الذي تلعبه الكتيبة الاسبانية العاملة ضمن “اليونيفيل” والجهود المميزة التي يبذلها قائد القوات الدولية الجنرال ارلاندو لازارو، والتنسيق الكامل مع وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات الدولية.

وكانت الوزيرة روبلس قدمت التهاني للرئيس عون بانتخابه رئيسا للجمهورية وأكدت دعم بلادها للدورالذي يقوم به في إعادة نهوض لبنان بعد الظروف الصعبة التي مرّ بها. وقالت ان اسبانيا ستقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني ومستمرة في عملها ضمن القوات الدولية، لافتة الى ضرورة تحقيق الانسحاب الإسرائيلي في موعده حفاظا على الاستقرار في الجنوب وعلى ما  تحقق في هذا الصدد. وأشارت الى العمل مع الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في المجالات كافة.

وضم الوفد المرافق للوزيرة الاسبانية رئيس اركان الجيش الاسباني الجنرال Teodoro Lopez Calderon، رئيسة مركز المخابرات الوطنية السيدة Esperanza Casteleiro Llamazares، رئيس المكتب التقني في وزارة الدفاع السيد  Antonio Cordero Aparicio، مستشارة الوزيرة السيدة  Angela Navas Chillon، رئيسة مكتب التواصل والصحافة السيدة Maria Jose Munoz Estevez، سفير اسبانيا لدى لبنان السفير Jesus Santos Aguado، والملحق العسكري الاسباني في لبنان العقيد Angel Santamaria Sanchez. كما حضر الاجتماع قائد القوات الدولية لازارو.

وحضر عن الجانب اللبناني المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير  والمستشار الأمني والعسكري العميد أنطوان منصور والمستشارة الديبلوماسية السفيرة جان مراد ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية  رفيق شلالا.

رئيس المجلس الإسلامي العلوي: واستقبل الرئيس عون رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور على رأس وفد ضم: نائب الرئيس الأستاذ شحادة العلي، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الشيخ آصف العلي، الشيخ حامد زغبور، الشيخ محمد عبد الكريم، الشيخ محمد عبد الرحمن العلي، الشيخ علي حامد عبده، الأستاذ علي حمود، الأستاذ محمد داغر، الأستاذ حيدر مظلوم، الأستاذ علي اعد، الأستاذ أسامة رمضان، الأستاذ نضال المحمد، مدير مكتب رئيس المجلس الشيخ احمد عاصي، مدير المراسم السيد جلال ضاهر، امين سر المجلس الأستاذ احمد كنجو.

في مستهل اللقاء، تحدث الشيخ قدور فقال: مبارك لنا بكم ومبارك للبنان، والحمدلله على انجاز هذا الاستحقاق الوطني الكبير بإنتخاب فخامتكم رئيسا للجمهورية اللبنانية، ما بعث في نفوسنا الامل لأسباب عدة، ابرزها ان انتخاب فخامتكم هو ما كانت تشخص اليه انظار الشعب اللبناني جيمعا. ونسأل الله ان يديم علينا هذه النِعَم لما يتمتع به شخصكم الكريم من مميزات وخصائص القائد الشجاع النزيه. ونحن رأينا فيكم القائد الوطني الإستثنائي الذي عمل على وحدة الشعب اللبناني ووحدة أراضيه، والذود والدفاع عنها.”

أضاف: “نحن على يقين ان لبنان سيكون اكثر إزدهارا وتطورا وتقدما بقيادة فخامتكم لهذه البلاد. ونسأل الله ان يقّدركم على كل خير وأن يقدِّر من حولك على ان يكونوا لك خير عون.”

وقال: “أنا اعلم انكم تمقتون اللغة الطائفية والمذهبية لأن طائفتكم هي لبنان، ولكن من باب ما نأمله ان تلحظوا الطائفة الإسلامية العلوية حيث هناك مظلومية لجهة مشاركتها في الحكومة اللبنانية لأنها حرمت منها في الحكومات السابقة، ومطلبنا ليس طائفيا او فئويا انما خطوة نحو الإصلاح السياسي وتحفيز للمشاركة الوطنية.”

الرئيس عون: ورد الرئيس عون مرحبا بالشيخ قدور والوفد المرافق، مؤكدا اننا ننبذ الطائفية والمذهبية ونتفيأ العلم اللبناني، حاملين الهوية نفسها. ولبنان مكون من طوائف عدة وهذا غناه،  مشيراً الى أنه في كل طائفة هناك نخبا، ومن حق كافة المكونات ان تكون ممثلة بالحكومة ومجلس النواب والإدارات العامة، كما هو معمول به في الجيش على أي حال”، مشددا على “انه لدينا فرصا كبيرة نأمل الإفادة منها بتضافر جهود كافة مكونات المجتمع اللبناني من مدنية وروحية وسياسية. معا نحن قادرون على النهوض ببلدنا.” 

وإذ اكد الرئيس عون انه علينا ان نقابل إنتظارات دول العالم لنا بإشارات إيجابية، فإنه امل تأليف الحكومة بأسرع وقت “كي نخلق إستقرارا سياسيا واقتصاديا وأمنيا فيتمكن المواطنون من ان يعيشوا بكرامة وليس فقط ببحبوحة.”   

وقال الرئيس عون “ان خطاب القسم اتى نتيجة تجربتي على الأرض مع الشعب، وعيشي مع معاناته من الشمال والبقاع والجنوب حيث خدمت. وهذه المعاناة ترجمتها في خطاب القسم، على أمل ترجمتها على ارض الواقع فلا تبقى حبرا على الورق”، مكررا “اننا على مفترق طرق فإما ان نستفيد من الظرف، ونخرج من صغائر الأمور الطائفية والمذهبية والسياسية ، او نذهب الى مكان آخر ولا يكون فيه الحق على الآخرين بل علينا لأننا لم نقم بواجباتنا.” 

الشيخ قدور: بعد اللقاء، صرح الشيخ قدور فقال: “مبارك للبنان انجاز هذا الاستحقاق الوطني الكبير بانتخاب الرئيس جوزف عون، وهذا ما كانت تشخص اليه انظار الشعب اللبناني. وانتخاب فخامته يبعث في نفوسنا الامل والتفاؤل، حيث ننظر الى غد مشرق واعد، ونرى في انتخابه طاقة نور وخلاص للبنان من كل مآسيه ومشاكله، وخطوة نحو تقدمه وازدهاره ووحدة ارضه وشعبه. ونثني على خطاب القسم الذي القاه فخامته، ونرجو ان يكون برنامجا عمليا، كما نثني على ما أورده دولة الرئيس نواف سلام في كلمته والذي بعث فينا الاطمئنان والراحة. نرجو للبنان الخلاص والازدهار والتقدم، ونسأل الله ان يجمع اللبنانيين على كلمة سواء”.

تابع: “تكلمنا مع فخامته بأمور كثيرة، وطلبنا منه ان يلحظ الطائفة العلوية بتوزير علوي في الحكومة المرتقبة، حيث حرمت هذه الطائفة من التوزير في الحكومات السابقة. مطلبنا ليس طائفيا او فئويا، وانما هو خطوة نحو تصحيح الخلل السياسي وتعزيز المشاركة الوطنية”.

وختم: “فخامة الرئيس يمقت اللغة الطائفية والمذهبية، وقال نحن ننتمي الى طائفة واحدة هي لبنان. ونحن نوافقه الرأي. ولأننا ننتمي الى لبنان الواحد، فلا بد ان يشارك كل اللبنانيين في هذه الحكومة، وهذا ما أكده اتفاق الطائف، وهذه هي الميثاقية، لأن لا شرعية لأي سلطة بعيدا عن الميثاقية”.

المحافظ بشير خضر: ثم صرح المحافظ خضر قائلا:” ان طبيعة الزيارة لفخامة الرئيس هي زيارة تهنئة تحت مظلة المجلس الإسلامي العلوي، اما الملفات المتعلقة بمحافظة بعلبك والهرمل، فسيتم التطرق اليها في موعد لاحق. موضوع إعادة الاعمار يهم كل اللبنانيين الذين تضرروا خلال الحرب، وكلنا ثقة بهذا الموضوع، كما اكد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. لذلك يستبشر اللبنانيون خيرا بعد كل الأجواء الإيجابية التي رافقت الانتخاب والتكليف”.

عائلة الامام موسى الصدر: وكان الرئيس عون استقبل قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفد عائلة الامام السيد موسى الصدر الذي ضم شقيقته السيدة رباب الصدر شرف الدين ونجله السيد صدر الدين الصدر وابنته السيدة مليحة الصدر، والسادة: رائد ولؤي وقصي ونجاد شرف الدين.
ونقل الوفد الى الرئيس عون تهاني العائلة بانتخابه رئيسا للجمهورية منوها بمواقفه ومتمنيا له التوفيق في مهامه الرئاسية. وعرض الوفد ملابسات تغييب الامام الصدر والمراحل التي قطعتها  التحقيقات القضائية والاتصالات الجارية لمعرفة مصيره مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.

وشكر الرئيس عون وفد عائلة الامام الصدر على زيارته معربا عن تقديره لمواقف الامام والقيم الإنسانية والفكرية التي يمثلها، مستذكرا خصوصا دعواته الدائمة لبناء الانسان في لبنان وتحييده عن الصراعات.  واكد استمرار العمل على مختلف المستويات لكشف الملابسات  التي لا تزال تحيط باستمرار اختفائه. ونوه الرئيس عون بما تقوم به مؤسسات الامام الصدر باشراف السيدة رباب الصدر على الصعد الاجتماعية والإنسانية والتربوية.

السفير غدي خوري: واستقبل الرئيس عون سفير لبنان في الفاتيكان السفير غدي خوري وعرض معه للعلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي.

اللواء عباس إبراهيم: كما استقبل الرئيس عون المدير العام السابق للامن العام اللواء عباس إبراهيم مهنئا واجرى معه جولة افق تناولت الأوضاع العامة في البلاد.

نشاط بعد الظهر: اكد رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الثقة بأن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون “سيكون على قدر المسؤولية، وله الدور الأساسي في إنقاذ البلد وانتشاله من هذا المستنقع الغارق فيه، ونعتبر انتخابه خلاصاً لبلدنا”.
    ودعا الى تضامن الشعب كله مع رئيس الجمهورية في مهمة الإنقاذ بعد المخاض الذي مرّ به لبنان. وقال ان تكليف الرئيس نواف سلام في هذا الظرف، يذكّر بالشعار الذي اطلقه الرئيس صاب بك سلام: لبنان واحد لا لبنانان، آملاً ان يتم تطبيق هذا الشعار في الوقت الراهن. ورأى انه إذا كان هناك من أحد من المفروض ان يقوم بتضحيات ويسرِّع تشكيل الحكومة، فهو الثنائي الشيعي، إذ ان مصلحته هي في الدولة التي هي الخلاص له.
تصريح الرئيس الجميل
     وكان الرئيس عون استقبل الرئيس الجميل في قصر بعبدا، عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم وعرض معه التطورات على الساحة اللبنانية، والسبل الكفيلة بالعمل على اطلاق ورشة إعادة النهوض بلبنان من خلال تعاضد الجميع.
وبعد اللقاء، ادلى الرئيس الجميل بالتصريح التالي: “من الواجب، بعد الإنتخاب، ان نأتي لتهنئة فخامة الرئيس على إنتخابه. ونحن كنا ننتظر انتخاب رئيس للجمهورية منذ زمن إضافة الى إنتظارنا لشخصه. وأبعد من التهنئة، اتينا لنؤكد لفخامته المحبة الخالصة والتقدير والثقة بأنه سيكون على قدر المسؤولية، وله الدور الأساسي في إنقاذ البلد وانتشاله من هذا المستنقع الغارق فيه، ونعتبر إنتخابه خلاصا لبلدنا. وهذه مناسبة ليتضامن الشعب اللبناني كله مع فخامته في مهمة الإنقاذ بعد المخاض الذي مر به لبنان. وما يهمنا، هو الاطار الذي يمثله خطاب القسم الذي لاقى تجاوبا من كل الفئات، ونأمل ان يكون محور البيان الوزاري، لأنه حدَّد خطة طريق ومبادئ عامة ينتظرها الشعب اللبناني وهو متضامن معها لأنها تؤمّن الخلاص.”
أضاف: “لقد تمَّ تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، وهذا التكليف يذكِّرنا بصائب بك سلام الذي كان رئيسا للحكومة في ظروف صعبة ومماثلة لتلك التي نعيشها اليوم، فأطلق شعار: لبنان واحد لا لبنانان. ونحن نتمنى ان يكون هذا هو أيضا شعار نواف بك. وهذا مطلب الشعب اللبناني ليتأكد مسار الدولة في تحقيق مبدأ ان لبنان واحد هو لا لبنانان، لا سيما في هذه المرحلة بالذات. فنحن لا نريد لبناننا ولا لبنانكم ولا لبنانهم، بل لبنان واحد يكون للجميع. هذا هو الهدف الذي علينا ان نعمل له جميعا. أقول هذا وكلي ثقة، لأنني أعرف انَّ هذا هو المطلوب اليوم، ولسوء الحظ قد يكون للبعض مشاريع أخرى. نحن يهمنا الآن لبنان واحد لا لبنانان، ولنعترف كلنا انَّ لبنان للجميع وليس لفئة ضد اخرى. لبنان واحد بالشراكة والتساوي، إنطلاقا من مبدأ السيادة والديموقراطية والحرية. هذا المطلوب اليوم. ونعرف، بالنظر الى الظروف التي مررنا بها، ان هذا الكلام ليس عابرا بل هو كلام أساسي، فلنعد الى شعار “لبنان واحد لا لبنانان”، ولنتنازل عن لبناننا ولبنانكم ولبنانهم…، وغيرها من الشعارات.”
وقال: “إن الظروف التي نمرّ بها تذكّرني قليلا بأيام عهدي حيث كان هناك تحد وصعوبات بين المواقف الأساسية ومعتقداتنا الأساسية التي كنّا متمسكين بها لخلاص البلد من جهة، والأفكار الأخرى المعاكسة من جهة أخرى. وخلال ولايتي كان من المفروض على الرئيس المحافظة على البلد، واحيانا ان يعترف ان هنالك أمورا واقعية على الأرض، عليه ان يأخذها بالاعتبار بمعزل عن قناعاته الأساسية. المهم ان تبقى هناك بوصلة هي مصلحة البلد. نحن اليوم في ظروف مماثلة تقريبا حيث ان هناك تأكيدا على مصلحة البلد وثوابت معينة وعلى مفهوم السيادة والديموقراطية. وهذا ما علينا التمسك به فنحاول بكافة الطرق، أيا كانت الصعوبات، ان نبقي على هذه البوصلة لنتمكن من إنقاذ البلد. وعلينا الاخذ بالاعتبار انه لا يجب ان تتناقض الواقعية مع المبادئ الأساسية التي نؤمن بها.”
وتابع: “علينا أخيرا ان نعرف أهمية الدعم الدولي للبنان الذي قلّ نظيره على الساحة اللبنانية. هذا الدعم شرقا وغربا، يجب ان يكون حافزا لنا فلا نفرّط به ونستفيد منه، فلبنان بحاجة اليه بعد هذه الجلجلة التي مرّ بها، وكل ما رافقها من خراب ودمار. نحن بحاجة للدعم الدولي أكان سياسيا او إنمائيا لكي ننقذ لبنان، وعلينا الا نفرّط به بل على العكس، التجاوب معه لنتمكن من تحقيق هدفنا بالانقاذ. وبعض ما يطالب به هذا الدعم هو مطلبنا، مثل الإصلاحات التي علينا الإسراع بها لإنماء البلد ومواجهة المخاطر التي نعيشها. ونحن اليوم نعوِّل على هذا الدعم الدولي لا سيَّما في الجنوب الذي يعاني من أصعب الظروف وهو تقريباً مدمر، ونعرف مدى عذاب شعبه، وهذا يدمي قلبنا. نحن بحاجة لإنقاذ الجنوب بأسرع وقت من خلال التأكيد على وقف إطلاق النار، ومن ثم العمل على إنمائه ليستعيد إخوتنا في الجنوب الحد الأدنى من الكرامة عبر الإقامة الكريمة في قراهم وبيوتهم. كما أنَّنا بأمَّس الحاجة الى المجتمع الدولي لكي يساعدنا في تحقيق هذا الهدف فنخفف من اوجاع اخوتنا ما يقتضي منَّا تفاهما وطنيا من كافة النواحي. نحن نعرف ان هناك إشكالات في بعض التفسيرات، ولكن علينا تجاوزها مؤكدين، فوق أي إعتبار، على سيادة البلد ومصلحة لبنان، فنكون حقَّقنا مصالحنا في الجنوب وطبَّقنا القرارات الدولية وقرار وقف إطلاق النار بشكل واضح وصريح، وتكون تبعاته على كافة الأراضي اللبنانية لأن هذا هو خلاص لبنان. ويمكن ان يمرّ الخلاص والإنقاذ وعودة الأمور في لبنان الى طبيعتها عبر بوابة الجنوب، ولكي تمرّ عبر هذه البوابة ،علينا ان نتفهم ما هي الضرورات الواجب القيام بها لتسريع معالجة موضوع الجنوب.”
وختم بالقول: “هذه هي سريعا الأمور التي كانت موضوع زيارتنا لفخامة الرئيس للتهنئة والتمني بالنجاح. ولقد حاولنا ان نستعرض بسرعة هذه النقاط. ولن نتكلم بالموضوع الحكومي فالرئيس نواف سلام يقوم بواجباته وهو يسعى بكل ضمير حي ومسؤولية وطنية الى الوصول الحل يرضي الجميع، فيكون شعار الحكومة ما اطلقه صائب بك: “لبنان واحد لا لبنانان”، ونلتقي جميعنا حول مبادئ السيادة والديموقراطية في لبنان.”
وردا على سؤال حول ما اذا كانت لديه مخاوف لعرقلة تشكيل الحكومة عبر وضع بعض الشروط، أجاب: “لن أدخل الآن بالتفاصيل لأن رئيس الحكومة المكلف يبذل كل الجهود لإنقاذ لبنان، لكن لا يمنع ان نعرف ان هناك  رواسب وسوابق ومعطيات تجعلنا نتساءل. وما افكر به انه من مصلحة حزب الله وحركة امل، بأسرع وقت، ان يقف لبنان على رجليه ويحقق الحد الأدنى من الخدمات والضمانات، قبل مصلحة أي كان. لا يقدر اليوم حزب الله وحركة امل الاستمرار كما في الماضي، نظرا للظروف التي كانت في البلد من كافة النواحي. لن ادخل في تفاصيل وضع حزب الله اليوم وما يعانيه الثنائي الشيعي من مشاكل وعزلة، إن صحَّ التعبير. من مصلحة الحزب اليوم، ولا خيار له سوى العودة الى الدولة. الدولة تحميه وتنقذه وتطعمه وهي المرجع الأساسي اليوم الذي لا بديل عنه. وإذا كان هناك من أحد من المفروض ان يقوم بتضحيات ويسرِّع تشكيل الحكومة فهو الثنائي الشيعي، إذ ان مصلحته هي في الدولة التي هي الخلاص له.”
 وردا على سؤال حول الاتجاه الى ترك حقيبة وزارة المالية بيد الثنائي الشيعي في حين نتكلم على مرحلة جديدة وعهد جديد وتشكيلة وزارية مختلفة عن الحكومات المتعاقبة السابقة، أجاب: “دعونا لا ندخل الآن في التفاصيل. نحن لدينا ملء الثقة بأن الرئيس نواف سلام سيجد مع فخامة الرئيس المخرج اللازم للموضوع. كما ان الواقع على الأرض يفرض أحيانا بعض التضحيات. ما يهمنا هو إنقاذ البلد ليقف مجددا على رجليه، أيا كانت التضحيات التي يمكن للإنسان ان يقوم بها. وكما ذكرت، اليوم، من مصلحة حزب الله وحركة امل ان يعودا الى كنف الدولة، ومن مصلحة الدولة ان ترعى الجميع سواسية وبالتساوي. اما التفاصيل الصغيرة، فيمكن ان تُبحَث بهدؤ أعصاب.”
النائبة بهية الحريري
والتقى الرئيس عون النائبة بهية الحريري، التي هنأته بانتخابه رئيساً للجمهورية، ونقلت اليه تهاني الرئيس سعد الحريري وتمنياته له بالتوفيق والنجاح في مهامه، في ظل هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان. 
وأشارت الى ان الرئيس الحريري أشاد بخطاب القسم، ورأى فيه خارطة طريق حقيقية للنهوض بلبنان واخراجه من المشاكل التي تعصف به منذ سنوات، وانه لا بد من تكاتف اللبنانيين لمساندة الرئيس عون على تحقيق البنود الواردة فيه.
وجرى خلال اللقاء، عرض الأوضاع العامة في البلاد وحاجات منطقة صيدا.  
تهنئة البروفسور عصمت غانم
من جهة أخرى، اجرى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً بالبروفسور عصمت غانم العائد الى لبنان بعد تعيينه   أول رئيس غير فرنسي للجمعية الفرنسية لجراحة العظام عند الأطفال. 
وراى رئيس الجمهورية ان ما حققه البروفسور غانم، هو انجاز لجميع اللبنانيين، ودليل على ان الرهان على نجاح اللبنانيين رغم كل الصعوبات والتحديات، هو رهان صائب ويجب ان يحفّزنا جميعاً على التعاضد للنهوض بالبلد.  وتمنى الرئيس عون للبروفسور غانم النجاح في مسؤولياته الجديدة، وان يستمر بثبات على النهج الذي اختاره.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا