الحدث – هيلدا المعدراني – على بعد أربعة أيام من انتهاء فترة الستين يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله، ومع اعلان الهدنة في غزة وابرام صفقة تبادل الرهائن بين حماس وحكومة نتنياهو، يبدو المشهد في لبنان منفصلاً عنها او بمعنى أدق، غير مؤثر إطلاقاً بعد وقف حرب “الاسناد” وفك الارتباط بين جبهة الجنوب وغزة باستثناء اطلاق النار ابتهاجاً والذي أدّى الى سقوط مواطنين برصاص طائش.
وفيما يستمر الجيش الاسرائيلي خلال هذه الفترة بأعماله العدائية وخرق الهدنة تحت أعين اللجنة الخماسية المولجة مراقبة تطبيق الاتفاق مستغلاً الوقت الفاصل للمضي في مخططه متذرعاً بعمليات البحث عن أسلحة حزب الله، فيمعن في التدمير وإحراق المنازل وقطع الاشجار وتمشيط القرى والتوغل إلى الأودية والمكوث فيها ساعات، ثم الانسحاب منها ليدخل الجيش اللبناني ويتمركز في بعض النقاط المجاورة للقرى الحدودية المحتلة كعيترون ومارون الراس ويارون. حرية حركة القوات الاسرائيلية يقابلها موقف تحذيري لحزب الله على لسان أمينه العام نعيم قاسم الذي صرّح من ان “الاتفاق محصور في جنوب الليطاني وليس في شماله وان صبرنا ينفذ”.
“لا عودة الى الحرب وحزب الله ليس في وارد تفجير الوضع”، تقول اوساط متابعة لـ “ليبانون فايلز” انما هو سلّم زمام الوضع الى الجيش اللبناني وهو يسمح له بتفتيش ما يطلب اليه والشواهد على ذلك كثيرة بدءا من الضاحية وصولا الى قرى جنوبية منها حومين، وانتقل الحزب الى مربع استيعاب الصدمة والتكيّف مع العهد الجديد والتفاهم مع حكومة نواف سلام والانخراط في بازار التسميات والحقائب، ومحاذرة اظهار ضعفه
والتمسك بالحدّ المطلوب من مواقفه المقاومة وعدم التراجع عن مطالبه وحصّته وفق وزنه السياسي وتمثيله الشعبي”.
وتتابع الاوساط عينها ان “لبنان وحكومته حاليا تحت المجهر وبرعاية المظلة الاقليمية والدولية، ومع طي صفحة الحرب في غزة والحروب في الشرق الاوسط حصل تبدّل عميق في توازنات القوى التي كانت تتحكم في المنطقة منذ اكثر من ثلاثة عقود، كان من نتائجها حصول تغييرات جيوسياسية وسقوط النظام في سوريا”.
ما سلف يفتح الباب على تساؤلات عدة حول مصير المقاومة وحزب الله ومشاركته في صياغة الاتفاق 1701 والتفاهمات الجديدة ودخوله في صلب العملية السياسة وان بوجه جديد.





