تمديد الامر الواقع القسري يفرض على لبنان “توترات التاليف”

0
81

بدا مؤكدا ان ارجاء الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب لفترة شهر مزعومة وربما اكثر صار بمثابة تمجيد قسري لبقاء الجيش الإسرائيلي حيث يحتل عشرات القرى والبلدات الجنوبية وسط موافقة أميركية علنية أعلنها البيت الأبيض في واشنطن وموافقة ضمنية اوعدم قدرة او عجز من الأفرقاء الدوليين الاخرين لدفع إسرائيل الى التزام موعد سحب قواتها بحلول فجر 27 كانون الثاني كما كان يفترض . وبذلك واجه العهد الجديد وقبل ولادة الحكومة الجديدة التي لا يزال تأليفها يمر في مخاض لا يبدو انه سهل ابدا امام الرئيس المكلف نواف سلام، التحدي الأول من نوعه لجهة عدم طواعية الموقف الدولي وتحديدا الأميركي والفرنسي والأممي لجهة الاستجابة لمطلب لبنان، كما ان تبرير تأجيل الانسحاب الإسرائيلي بعدم اكتمال انتشار الجيش اللبناني ووجود مساحات إضافية لم يطاولها بعد مسح مخازن ومواقع الأسلحة ل”حزب الله” يصعب تجاهله بدليل ان الجيش اللبناني يتخذ إجراءات مشددة لحماية الأهالي ودعوته اليهم لتجنب العودة قبل  استكمال انتشاره في كل مناطق جنوب الليطاني .    

وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان العاصمة الفرنسية تجري منذ ايام اتصالات مع ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لمطالبة الجانب الاميركي بالضغط على اسرائيل للانسحاب من لبنان حسب اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه باريس وادارة الرئيس الاميركي السابق علما ان ادارة ترامب كانت حينئذ شاركت في الضغط على اسرائيل لقبولها وقف اطلاق النار في لبنان .

وتجدر الاشارة الى ان المفاوضات تجري مع مسؤولي البيت الابيض المهتمين بالملف اللبناني وهما مورغان اورتاغوس مساعدة مبعوث ترامب للشرق الاوسط ستيف ويتكوف وكانت تعمل محللة  في فوكس نيوز واريك تراغر  مدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في البيت الابيض الذي حل مكان بريت مغكورك في عهد بايدن . ويبدو كما يقول البعض ان السيد مسعد بولس لم يعد متابعا للملف . 

وفي ظل مخاوف جراء عدم انسحاب الاسرائيلي والدعوات الاهلية للعودة الى القرى التي ما زال يحتلها عقب انتهاء المهلة فجر الاحد، اكدت مصادر معنية ان الجيش اللبناني يتخذ الاجراءات الواجبة كافة لمنع تعريض الاهالي للخطر وحثهم على عدم الدخول الى البلدات والقرى المحتلة.

وافيد ان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون تابع اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات الاخيرة والممارسات الإسرائيلية الخطيرة. وفي هذا الاطار، تلقى ظهر امس اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.وأوضح الرئيس الفرنسي انه يجري اتصالات من اجل الإبقاء على وقف اطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق.واكد الرئيس عون لنظيره الفرنسي، ضرورة الزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الامر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم.

وكان من المقرر أن يقوم أهالي الجنوب بزيارة بلداتهم إلا أن القوات الاسرائيلية استبقت ذلك بتهديدات وأغلقت مداخل القرى الجنوبية بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها. وشملت الإجراءات الإسرائيلية إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتي برج الملوك وديرميماس، إضافة إلى تجريف المدخل الشمالي لبلدة يارون، وحرث الطرق والمفترقات الفرعية المؤدية إلى قرى بني حيان، طلوسة، حولا، وعيترون. كما قامت بعمليات تجريف للبنية التحتية في منطقة المفيلحة وخلة الخشب قرب ميس الجبل. كما تلقى عدد من أهالي الجنوب اتصالات هاتفية من أرقام دولية بلكنة إسرائيلية ولهجة عربية ركيكة، تحذرهم من التوجه إلى القرى الأمامية يوم الأحد وتدعوهم لتجنب المناطق الجنوبية. وتجمع عدد من اهالي الناقورة وطير حرفًا استحصلوا على تصاريح  من الجيش عند منطقة الحمرا البياضة لتفقد منازلهم وأرزاقهم، وشوهدت اليات وجرافات ضخمة متوجهة إلى طير حرفا والجبين وشيحين لفتح الطرق العامة والداخلية، فيما تقوم فرق الهندسة في الجيش بعمليات المسح والكشف للحفاظ على السلامة العامة قبل دخول الاهالي اليها.

المصدر – النهار

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا