خاص : اوديت ضو الاسمر
شهدت شعوب العالم حروبًا وصراعات دفعت ثمنها غاليًا، خدمة لأجندات الدول الكبرى، التي تستغل أصحاب النفوذ الداخليين ليكونوا هم من يحققون مصالحها.
فإلى متى ستظل الدول الكبرى تلعب بمصير الدول الأقل قوة؟ وإلى متى ستظل الأخيرة خاضعة لأجندات خارجية تستغلها وتستغل شعوبها؟
في هذا السياق طرح موقع “صوت الأرز” كل تلك الإشكاليات مع الكاتب والمحلل السياسي ورئيس تحرير الجريدة الأوروبية العربية الدولية، خالد زين الدين الذي استهل حديثه بالقول:

” نحن في لبنان ما زلنا غير معتادين على الفترة الزمنية بين الواقع الحالي و بين التغيير القادم و حزب الله خاصة بعد الحرب على لبنان لن يكون كما بعدها من حيث قدراته العسكرية و اللوجستية و الاقتصادية و لم تبق في يده ورقة التحكم في القرار السياسي الداخلي او الخارجي اللبناني …”
وتابع:” يذكرنا ما يحصل في لبنان بما حصل مع نظام الاسد عندما إستخدمته القوى الدولية للوقوف في وجه النظام البعثي العراقي بهدف إضعاف الطرفين ثم سمحت له بالدخول الى لبنان للقضاء على المقاومة الفلسطينية و سيطرته على الحدود اللبنانية الفلسطينية لمنع استخدام الجبهة الجنوبية في وجه اسرائيل و ثم إستخدم ابنه لاكمال مسيرة و الده في ضرب اي طرف يسعى لزعزعة أمن اسرائيل و كتم افواه الفصائل الفلسطينية في سوريا و لبنان مقابل سماحه بحكم سوريا بقبضة امنية استخباراتية الى ان سقطت ورقته باقحامه بحرب داخلية و حولت سوريا مركزا للارهاب و المخدرات و القتل لحين انتهاء دوره و دخول البلاد في تسويات و عدم استقرار مضمون و احداث الساحل خير دليل على ذلك
فيستفيد منها الاسرائيلي ليتمدد أكثر في داخل سوريا ويسيطر على ثرواتها بالتنسيق مع الفصائل الداخلية.”
وقال زين الدين:”حرب لبنان الاخيرة مماثلة لحرب العراق و ايران عندما ادخلا لاعوام بصراع دمر كلا الطرفين و أضعفهم لصالح الدول الكبرى و اسرائيل و توازن القوى و كحرب العراق مع الكويت التي انتهت بسقوط النطام العراقي و ادخال البلاد بحروب داخلية و فقر و غيرها
فضلا عن حرب اوكرانيا و روسيا و بعد سنوات من الدمار انتهت بمفاوضات بين القوى الاقليمية و الشعبان الاوكراني و الروسي وحدهما دفعا الثمن . ‘
واضاف: “ان الحرب الاخيرة في لبنان دمرت قدرات الحزب العسكرية و لكن لم تنهيه خصوصا على مدى اكثر من ٣٥ سنة. فهناك اندماج و ترابط شبه تكاملي بين الشيعة و القتال على الوجود و القضية لا تتعلق فقط بالسلاح او مرحلة تسليمه و هذا ما ترجم في التسويات التى حصلت بعد خلافات على التعيينات و المحاصصة.
وشدد زين الدين : على ان هذه الفوضى الداخلية التى يترقبها الامريكي و الاسرائيلي ليست الا تحول المعركة من عسكرية على الحدود الى داخلية على التمثيل و الوجود .
الاحداث مترابطة ببعضها و السؤال هل من مصلحة للولايات المتحدة الامريكية و روسيا انهاء الحزب كليا و القضاء عليه في هذه المرحلة و اذا تم انهاء الحزب فما هي المبررات الدولية للتحرك ضد ايران و تبرير ضربات و توغلات اسرائيل في الاراضي العربية … فكل شي يسير ضمن خطط المجتمع الدولي و توقيته.
في لبنان سيبقى السلاح ذريعة للبقاء و سبب الخلافات الداخلية و خاصة ان الثنائي الشيعي ما زال غائبا عن الوعي لسحب ورقة الذرائع من القوى الخارجية و الاندماج بالوطن بالاضافة للتطورات الدولية و الاقليمية من ايران الى حرب اوكرانيا الى نظام سوريا الجديد بالإضافة لتصريحات المبعوثة الامريكية مورغان اورتاغس باطلاق مجموعات ديبلوماسية للعمل على حل المشاكل بين لبنان و اسرائيل الى إلغاء المقاومة العسكرية و البدء بالتطبيع اللامباشر مبدئيا اضافة الى دعم القوى العسكرية اللبنانية و اعادة الاعمار المرتبط بالسلاح .
و ختم زين الدين بالسؤال الاهم هل سيسمح للبنان ان يكون دولة قوية على كافة الاصعدة و هل من صالح اسرائيل استقرار لبنان و انهاء حزب الله كليا
و ان تكون الى جانب لبنان القوي؟
كل ما يحصل نلخصه بصراع الدول الكبرى على اراضي و ثروات بأيادي شعوب الغير و لكن لبنان ما زال في مرحلة البداية …
السلاح سيسحب ولكن لا ينهى حزب الله و بالتالي ايران لانه مطلب دولي كورقة ضغط بوجه الخليج العربي.






