في الوقت الذي بلغت مقاربةُ قاسم حد تفسير أن المقصود بـ«حصر السلاح بيد الدولة هو سلاح الأمن الداخلي، أما المقاومة فسلاحها حصراً مرتبط بمواجهة العدو الإسرائيلي»، فإنها عكستْ في جوهرها سرديةً معاكسة لِما يعمل عليه لبنان الرسمي الذي لم يربط بدء مناقشة سحب السلاح، تَلازُمياً، بانسحاب اسرائيل أولاً ووقف اعتداءاتها، وسط كلامٍ كانت نقلته أورتاغوس بأن تل ابيب تعتبر أن بقاء سلاح الحزب يعني أن بيروت لم تطبّق الجزء المتعلق بها من اتفاق 27 تشرين الثاني، في ظل اعتبار أوساط مطلعة أن عودةَ الكباش الشائك بين أيهما أولاً،«الانسحابُ أو سحب السلاح»، ثم ربْط حزب الله الصريح بين السلاح والتوافق على استراتيجية دفاعية تكون ترسانته جزءاً منها وله «الكلمة» فيها و«الفيتو» تالياً عليها، تعمّق الشكوك بإزاء مآلات هذا الملف البالغ الحساسية والذي يتعاطى معه الرئيس عون بأفقٍ يحمل هواجس تتعلّق بالسلم الأهلي.
«انقلاب»سياسي!
في حين بدا كلام الأمين العام لـ«حزب الله» تعبيراً عن الشقّ اللبناني من ملف السلاح، لم يكن عادياً أن يتولى السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني وبعد إطلالة قاسم تظهير البُعد الإيراني مما وُصف بأنه «انقلاب» سياسي، وسط توقف الأوساط المطلعة عند تعمُّد إطلاق هذه المواقف عشية الجولة الثانية من المفاوضات بين واشنطن وطهران في روما أمس والتي «ربطتْ» مع محطة جديدة السبت المقبل في عُمان «سترتقي» إلى المستوى السياسي بعد «جولة خبراء» الاربعاء، وخشيةٍ من أن يكون مآلها، بلوغاً لاتفاق أو خصوصاً فشلاً في الوصول إليه، «باب رياح ساخنة» على لبنان الذي تسود مخاوف من أن يدفع ثمن أي تَفاهُم إيراني – أميركي إطلاقاً ليد اسرائيل لتحقيق هدفها«النهائي» في ما خص سلاح «حزب الله» الذي يُعتبر بمثابة «نووي الأذرع» بحال أصرّ الحزب على محاولات«عصيان» قرار إنهاء وضعيته خارج الشرعية بـ «توقيت دولي».
فأماني وعبر منصة «إكس» أطلّ بمنشور، ذكرت «وكالة تسنيم للأنباء» إنه كتبه «حول ما يقال عن نزع سلاح حزب الله»، معلناً أن «مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول»، محذراً من الوقوع في فخ الأعداء. وقال «فبينما تواصل الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع الدول من تسليح وتعزيز جيوشها، وتضغط على دول أخرى بحجج مختلفة لتقليص أو تدمير ترساناتها».
وأضاف «عندما تستسلم هذه الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حدث في العراق وليبيا وسورية».
وتابع ان «الجمهورية الإسلامية الايرانية تدرك خطورة هذه المؤامرة وتهديدها لأمن شعوب المنطقة. ونحن نحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. الحفاظ على الردع هو خط الدفاع الأول للسيادة والاستقلال ولا ينبغي المساومة عليه».
أورتاغوس و«التثاؤب»
في موازاة ذلك، برز دخول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس مباشرة على خط الردّ على كلام قاسم، حيث عاودت نشْرَ منشورٍ تضمّن مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» ومكتفية بتعليق«الكلمة الواحدة» بالانكليزية yawn والتي تعني «التثاؤب» (بمعنى الضجر)، قبل أن تعلّق أيضاً على مقابلةٍ لرئيس الحزب«التقدّمي الاشتراكي»السابق وليد جنبلاط اعتبر فيها أن شروطها على لبنان مستحيلة.
وإذ كتبت أورتاغوس عبر «إكس» رداً على جنبلاط «المخدّرات مضرّة يا وليد»، عاد الأخير ونشر أمس على المنصة نفسها صورة لمحاربيْن (أحدهما بهيئة هيكل عظمي) مع تعليق بالانكليزية «The ugly American» أيّ «الأميركي (أو الأميركية) القبيح»، مُرْفِقاً منشوره بهاشتاغ أورتاغوس.
المصدر – الراي الكويتية






