واشنطن تهدّد بالتخلي عن الوساطة لحل النزاع بأوكرانيا… ما الخيارات ‏البديلة؟

0
104

في تطوّرٍ مفاجئ بشأن الملف الأوكراني،  حذر  ترامب من أن الولايات ‏المتحدة ستتخلى عن التوسط في مزيد من المحادثات بشأن الحرب بين ‏أوكرانيا وروسيا، إذا “صعّبت” موسكو أو كييف مسألة التوصل إلى ‏اتفاق سلام.‏

وأشار لصحافيين في المكتب البيضوي، الى أنه لا يتوقع التوصل إلى ‏هدنة خلال عدد محدد من الأيام، لكنه يريد أن يتم ذلك بسرعة.‏

تصريحات ترامب جاءت بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية ‏الأميركي ماركو روبيو من أن الولايات المتحدة ستنسحب من المحادثات ‏إذا لم يتضح أن إحلال السلام بين البلدين ممكن.‏

وقال روبيو: “لن نستمر في هذا المسعى لأسابيع وأشهر متواصلة”، ‏مضيفاً أن لدى الولايات المتحدة “أولويات أخرى للتركيز عليها”.‏

فهل باتت الوساطة الأميركية لحل النزاع في أوكرانيا مهددة بالفشل؟

في هذا الإطار، يقول أستاذ العلاقات الدولية خطار أبو دياب في حديث ‏لـ”النهار”: “روبيو هو وزير خارجية رسمي ولكن من يتولّى الملفات ‏المبعوث لكل الأزمات، صديق ترامب، ستيف ويتكوف”. ‏

ويضيف: “ترامب كان قد عيّن مندوباً خاصاً لأوكرانيا اسمه الجنرال ‏كيث كيلوغ ولكن نتيجة رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستقباله ‏عاد وأرسل ويتكوف. إذاً كلام روبيو مهمّ ولكنّه ليس القول الفصل في ‏الولايات المتحدة”. ‏

ويؤكّد أن “القول الفصل هو لترامب والتنفيذ لويتكوف ولكن في مطلق الأحوال الملاحظة ‏جديرة بالإهتمام لأن ترامب  بشّرنا منذ حملته الإنتخابية بأنه سينهي ‏هذا الملف بسرعة، ولكن يتبيّن بوضوح الآن أن هذا الملف معقّد وأن الرئيس ‏الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعداً لأي تسوية لا تراعي تفكيره ‏الإستراتيجي أو طموحاته في المسألة الأوكرانية”. ‏

ويتابع أبو دياب: “ولذلك ما هو الخيار الآخر، بالطبع ليس الحرب إنما ‏العودة للعقوبات. ففي النهاية هناك إمكانية لدى الولايات المتحدة  لتشديد ‏العقوبات، ويمكن في مرحلة لاحقة أن يعود ترامب لدعم أوكرانيا بشكل ‏أكبر خاصةً أنه من المنتظر أن يوقّع قريباً ما يسمى باتفاق المعادن ‏النادرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة الأميركية”. ‏

ويرى أن “هذا يمنح الولايات المتحدة أيضاً نوعاً من رافعة تستند إليها ‏في القول لروسيا بأنها يمكن أن تبدّل هذا الخيار في الرهان الكامل على ‏التسوية”. ‏

ويبقى السؤال هل  تتخلّى الولايات المتحدة عن الوساطة في الملف ‏الاوكراني؟، وفقاً لأبو دياب “من غير الوارد ذلك رغم الصعوبات التي ‏تواجه الملفات الثلاثة المكلّف بها ويتكوف (غزة وأوكرانيا وإيران)”، ‏مضيفاً: “واشنطن لن تدع أياً من هذه الملفات الثلاثة. الولايات المتحدة  ‏الإمبرطورية العالمية أو القوة العظمى في العالم ولن تتخلى عن هذا ‏الملف”. ‏

وعن الخطوات الأخرى التي قد تلجأ إليها واشنطن بهذا الملف، يلفت أبو ‏دياب الى أنه “بالإمكان تعديل الأولويات أو الخيارات ولكن ليس من ‏الوارد التخلي عن أي من هذه الملفات”، معتبراً أن “وصول إدارة ترامب ‏الى نجاح ما ليس بهذه السهولة”.  ‏

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا