سلام من البقاع: الجيش سياج الوطن وعنوان التضحية والوفاء

0
94

في إطار جولته البقاعية وعلى المعابر الحدودية، جال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في معبر المصنع الحدودي، حيث اطلع من ضباط وعناصر الأمن العام على التدابير والاجراءات المتخذة لتسهيل عملية الخروج والمغادرة ضمن الضوابط الأمنية اللازمة والمشددة. 

وأكد الرئيس سلام أن المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها – أمنيًا ولوجستيًا – يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها.
كما شدد الرئيس سلام على أن معبر المصنع، بصفته منفذًا حيويًا للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية. 

وكشف الرئيس سلام أن العمل جار لتركيب أجهزة تفتيش متطورة (سكانرز) في أقرب وقت ممكن، لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية برًا بشكل قانوني ومنظم.
هذا المعبر يجب أن يتحول من نقطة ضعف إلى رمز لحيوية الدولة ومصداقية إدارتها. الإصلاح يبدأ من هنا، من استعادة الدولة الكاملة لإدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذًا للفوضى والتجاوز.

بعلبك: وكان سلام بدأ جولته من بعلبك، يرافقه وزير الدفاع ميشال منسى، وزير الداخلية احمد الحجار ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس الأركان في الجيش اللواء حسان عودة.

 وزار سلام مركز الشعيبة في جرود بعلبك، وعقد اجتماعاً مع ضباط وعناصر الجيش في هذا المركز حيث اطلع منهم على كل الاجراءات المتخذة لحماية حدود لبنان وسيادته، وأشاد بجهود عناصر الجيش، مؤكداً أنهم سياج الوطن وعنوان التضحية والوفاء لحمايته وحماية أبنائه.

ومن هناك انتقل الى مركز بو فارس على الحدود مع سوريا، وتفقد برج المراقبة، واطلع على كل الإجراءات المتخذة من قبل الجيش اللبناني لضبط الحدود وحمايتها ومنع التهريب. 

كما رأس رئيس الحكومة سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في سراي بعلبك، حيث جرى عرض الأوضاع الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل مؤكداً على ضرورة اتخاذ الاجراءات الأمنية اللازمة لضبط الأمن والاستقرار وضمان انجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بنجاح كامل ووفق معايير الشفافية والنزاهة.

وعقد الرئيس سلام اجتماعاً مع نواب المحافظة، حضره النواب حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، ملحم الحجيري، انطوان حبشي، جميل السيد، وينال الصلح، واستمع منهم إلى هموم المنطقة واحتياجاتها. وأكد الرئيس سلام أمامهم اهتمام الحكومة بالبقاع وبمحافظة بعلبك الهرمل والعمل على إطلاق خطة للتنمية في هذه المنطقة، وقال الرئيس سلام إنه بدأ جولته من خلال زيارة للمواقع الحدودية الأمامية، حيث يجب تشديد الاجراءات لضبط الحدود وتكريس الاستقرار. وأشار إلى أنه تم وضع مشروع انشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي على السكة وذلك للانتقال الى اقتصاد مبني على الانماء ما يعود بالمنافع على أهل المنطقة، و أن الحكومة حريصة على الإنماء المتوازن. وأكد الرئيس سلام أنه لا أمن ولا تنمية بالاستنساب، ولا أمن بلا تنمية ولا تنمية بلا أمن.

وأشار الرئيس سلام إلى أنه لا بد من العمل الجدي لإيجاد حلّ جذري لطريق ضهر البيدر وكل الطريق الذي يربط بيروت بالبقاع. كما شدد على أهمية عودة بعلبك إلى خريطة المناطق السياحية، وهي التي عرفت تاريخياً بمهرجاناتها والتي لا بد من استئنافها.

ولفت الرئيس سلام الى أهمية المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية.. لتكون الناس صاحبة القرار ومسؤولة عن مشاريعها وبرامجها الإنمائية.. على أن نضمن نحن كحكومة شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.

كذلك التقى الرئيس سلام بمفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي حيث جرى عرض للأوضاع العامة.

زحلة: وزار سلام سراي زحلة ضمن جولته على محافظة البقاع الأوسط، حيث ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي، وأكد أن زحلة هي عروس البقاع ونريد للبنان أن يكون في عرس دائم، وهو ما يجب أن يبدأ من خلال تكريس الأمن ومشاريع الإنماء. وأعطى توجيهاته لضمان سلامة ونزاهة العملية الانتخابية داعياً الناخبين الى المشاركة بفعالية في اختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية. ونوه الرئيس سلام باعتماد نظام ممكنن من قبل المحافظة بما يتعلق بطلبات المرشحين او المندوبين.

كما التقى الرئيس سلام بنواب البقاعين الأوسط والغربي الياس اصطفان، جورج عقيص، جورج بوشكيان، سليم عون، بلال الحشيمي، ورامي بو حمدان، غسان سكاف، وائل أبو فاعور، وياسين ياسين. حيث جرى البحث في الملفات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، وفي مقدمتها طريق ضهر البيدر، الذي بات إصلاحه أولوية وطنية لتسهيل الانتقال، وإنهاء الازدحام، وتعزيز الترابط بين البقاع وبقية المحافظات.

وتم التطرق إلى ملف الأوتوستراد العربي، الذي من الواجب استكمال وصله وتوسيعه ما يُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية، ويعزز حركة التبادل الداخلي والخارجي، ما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة لمنطقة عانت طويلاً من التهميش. وأكد أن هناك عملاً جدياً وحثيثاً في سبيل تحقيق ذلك عبر مجلس الإنماء والإعمار وعدد من الصناديق العربية.
أما نهر الليطاني، فكان في صلب النقاش، بصفته شريانًا بيئيًا واقتصاديًا لا يمكن السماح بتلويثه أو الاعتداء عليه. وقد أكدت أن الدولة ماضية في رفع التعديات عن النهر، ومعالجة التلوث بشكل جذري، بما يحفظ سلامة البيئة وصحة اللبنانيين، ويصون الإنتاج الزراعي الذي يشكل البقاع عماده. وأعلن الرئيس سلام عن تشكيل لجنة وزارية للاهتمام بمعالجة وضع نهر الليطاني.

وختم الرئيس سلام بالقول: من زحلة، أُعيد التأكيد أن البقاع هو السلة الغذائية للبنان، ونريده أن يبقى كذلك: مصدرًا للغذاء، لا للسموم. لذلك، أعلن اليوم إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنب الهندي، بهدف تحويل هذه الزراعة من اقتصاد قاتل إلى مورد طبي مشروع، يخدم الإنسان لا يُدمّره، ويسهم في نمو الاقتصاد الشرعي ضمن إطار قانوني، طبي، وإنساني.

رياق: في السياق، تفقد رئيس الحكومة نواف سلام بحضور وزير الدفاع ميشال منسى، وزير الداخلية أحمد الحجار ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، ورئيس الأركان في الجيش اللواء حسان عودة، مكتب التعاون والتنسيق في الجيش الليناني في رياق، حيث اطلع على الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية لمتابعة أوضاع الحدود الشرقية، ولا سيما لجهة التنسيق مع الجانب السوري في ما يتصل بضبط المعابر ومكافحة التهريب، وصولاً إلى ترسيم الحدود اللبنانية السورية. 
وخلال الاجتماع مع العميد ميشال بطرس، رئيس مكتب التعاون والتنسيق ثمّن الرئيس سلام الأداء المحترف الذي يتعامل به الجيش اللبناني في إدارة هذه الملفات الحساسة. وأكد أن الدولة، بكل مؤسساتها، تقف إلى جانب الجيش في مهمته النبيلة بحماية الحدود، وتعتبره ضامنًا لوحدة السيادة الوطنية.
كما جدد الرئيس سلام الالتزام بالعمل المؤسساتي المبني على التنسيق القانوني والشفاف مع الأطراف الخارجية، بما يصب في مصلحة لبنان ويحصّن أمنه وحدوده.
وقد أقيم غداء على شرف الرئيس سلام والوفد المرافق في نادي الضباط في رياق، وتوجه الرئيس سلام بالشكر لوزير الدفاع ميشال منسى وللجيش اللبناني واللواء الركن حسان عودة على مرافقته في جولته وعلى حسن الاستضافة والاستقبال.
وأكد الرئيس سلام حرصه على متابعة المطالب المحقة للعسكريين والموظفين والمتقاعدين، مشدداً على رفع الظلم عنهم والمساواة بين كل القطاعات. معلناً عن السعي المتدرج لإعطاء الحقوق لأصحابها، وقريباً سيكون هناك تلبية لهذه المطالب ولو بشكل متدرج.
بدوره أكد الوزير ميشال منسى أنه طوال حياته العسكرية فإن الرئيس سلام هو أول رئيس حكومة يزور هذه القاعدة العسكرية، وشكره على قبول دعوة الغداء مع الضباط والعسكريين. وأكد الوزير منسى أن العمل مستمر في اللجنة المشتركة لمعالجة أوضاع الحدود مع سوريا، والرئيس سلام أراد أن يكون شريكاً في هذه اللجنة ومتابعتها على الأرض مع الضباط والعناصر. 
وقال الوزير منسى إن لابسي البزة العسكرية هم الذين يدافعون عن لبنان ويوفرون الأمن والحماية، متوجهاً بالمطالبة في إنصاف العسكريين، وأنه على ثقة بأن الرئيس سلام لن يخيب آمالهم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا