الشويري في كتاب الى رئيس الجمهورية…الرياضة ليست بخير

0
178

كتاب مفتوح إلى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
العماد جوزاف عون،

تحية الوطن والواجب والرياضة التي باتت تُحتضر على مرأى من الجميع،

أكتب إليكم، لا كخبير في الرياضة فقط، بل كمواطن يرى في الرياضة مرآة لوطن يُراد له أن ينكسر في كل ميادينه، حتى تلك التي كانت تُجمِّل صورته في زمن القبح.

فخامة الرئيس،
الرياضة اللبنانية اليوم ليست بخير، بل هي في خطر داهم، مهددة بالإيقاف الدولي، والتجميد الكامل لحضورها على الخارطة الرياضية العالمية. ولم نعد أمام أزمة عابرة يمكن تجاوزها بترقيع أو مجاملة، بل أمام انهيار شامل يهدد كل البنية الرياضية في لبنان.
إن ما يجري ليس خلافاً تقنياً في إدارة رياضية، بل هو فرز سياسي وطائفي حاد، تُستغل فيه الرياضة كأداة نفوذ، لا كقيمة وطنية جامعة.
نشهد اليوم كيف تُقسَّم الاتحادات بين اصطفافات سياسية، وكيف تُستثار النعرات الطائفية، ويُستخدم النفوذ لاستصدار قرارات قضائية عشوائية لا تمت للعدالة ولا للرياضة بصلة.
نشهد اندفاعاً نحو إنشاء أندية وهمية تفرز اتحادات فاسدة، واستنسابية فاضحة في قرارات رسمية يُفترض بها أن تكون وطنية بامتياز، لكنها تُتخذ للأسف على أسس سياسية وطائفية.
إننا أمام مشهد مُهين: رشوات تُقدَّم في انتخابات اتحادية، وترهيب وترغيب يُمارَس على الاتحادات لإمالتها إلى هذا الطرف أو ذاك، في وقت تتجاهل السلطة الرسمية، أو تُشجّع ضمناً، هذا العبث القاتل.
والأخطر من ذلك كله، أن بعض الأطراف تذهب إلى تحدي المرجعية الرياضية الدولية، اللجنة الأولمبية الدولية، ورفض تنفيذ توصياتها، ما يضعنا جميعاً على مسار التصادم المباشر مع المجتمع الرياضي الدولي.

فخامة الرئيس،
نحن على موعد مع كارثة: دعوتان من جمعيتين عموميتين لانتخاب هيئة إدارية للجنة الأولمبية اللبنانية. واحدة في 16 أيار تستمد شرعيتها من اللجنة الأولمبية الدولية، وأخرى في 14 أيار تنطلق من تحالف محلي، يعوّل على إفادة من وزارة الشباب والرياضة لن تنال يوماً اعترافاً دولياً.
وها هي اللجنة الأولمبية الدولية وبعض الاتحادات الدولية قد بدأت باتخاذ إجراءات بحق عدد من المسؤولين الرياضيين والاتحادات، وما الحبل إلا على الجرّار. إنها علامات الانهيار، ونذير الانعزال الكامل عن المحافل الدولية، ما يعني تدمير أحلام أبطالنا، وقتل مستقبل رياضيينا، وتشويه صورة لبنان في أهم واجهة مشرقة متبقية له.

فخامة الرئيس،
إننا أمام انقسام خطير، وسط غياب سلطة تُلزم وتُوحّد. ففريق يتهم وزارة الشباب والرياضة بالتحيّز، وفريق آخر يريد فرض أمر واقع لا يخدم إلا تقاسم النفوذ. والنتيجة: لا رابح في هذا الصراع، بل خسارة وطن بأكمله. والخاسر الأكبر هو شبابنا، رياضيونا، أبطال لبنان.
وفي هذا السياق، من غير المفهوم كيف ولماذا تم إقحام وزارة الشباب والرياضة كطرفٍ مباشر في هذا النزاع.
فلعلّ البعض غفل، أو أراد أن يتغافل، عن أن الوزارة المعنية هي راعية للرياضة اللبنانية بمختلف قطاعاتها، لكنها ليست صاحبة صلاحية في انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية التي تخضع، بحسب الميثاق الأولمبي، لسلطة اللجنة الأولمبية الدولية وحدها.
فمن الخطير أن تُحمَّل الوزارة ما لا تملك من صلاحيات، أو أن تُستخدم كأداة لترجيح كفة على أخرى في معركة لا يجب أن تكون فيها أي جهة رسمية طرفاً.
لهذا، فإنني، ومعي كل الغيورين على مستقبل الرياضة اللبنانية، أناشدكم كأب للجمهورية، أن تتدخلوا فوراً، تدخلاً وطنياً نزيهاً، تُكلَّف بموجبه لجنة من ثلاثة أو أربعة خبراء مستقلين مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، لصياغة تسوية عادلة ومنصفة تُبقي الرياضة اللبنانية تحت مظلة اللجنة الأولمبية الدولية، وتعيد الاعتبار لمفهوم المصلحة العامة لا المحاصصة.
نريد تسوية تُنقذ، لا تسوية تُقايض.
نريد حلولاً تُبنى على الكفاءة والنزاهة، لا على الترضيات والتسويات العقيمة.
نريد رياضة تبني وطناً، لا تُستعمل كأداة لتقسيمه وتدميره.

فخامة الرئيس،
إن الرياضة ليست ترفاً، بل هي عنصر سيادي، ثقافي، اقتصادي، تربوي. لا تتركوها تنهار. تدخلكم اليوم هو طوق النجاة الأخير. نرجوكم أن تفعلوه، قبل أن نصحو على عزلة دولية تامة، وخراب لا يمكن ترميمه.

بكل احترام، وبكل أمل،
زياد الشويري
رئيس اتحاد البحر المتوسط للمبارزة
الرئيس الفخري للإتحاد اللبناني للمبارزة