فصول تصعيدية إرتسمت معالمها بوضوح أمس، أولاً من خلال اقدام إسرائيل على مزيد من المجازر بين المناطق المأهولة في ما ينذر ليس فقط بتراكم الحصيلة المخيفة للشهداء والمصابين بل أيضاً بإشعال حساسيات وإشكالات ومخاوف وحتى فتنة بين النازحين وأهالي المناطق التي نزحوا اليها، وثانياً من خلال المواقف “القديمة المتجددة” التي أعلنها “حزب الله” معيداً عبرها ربط لبنان بغزة ومنذراً بتعميم الحرب وتعميقها في ما يُعدّ ذروة سياسات الإنكار التي سترتب مزيداً من الانفصام والازدواجية بين مواقف “الدولة” ومواقف الحزب.
النهار كتبت :وجد لبنان نفسه أيضاً في موقع الحرج الكبير مجدداً بإزاء الخطاب المنفصل عن الانسجام المزعوم بين الحكومة و”حزب الله”، إذ أن الأخير بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم وإن يكن “عرض” على الإسرائيليين وقف النار، لم يجد حرجاً في تجاهل سائر اللبنانيين مجدداً في مضيه قدما نحو تصعيد الحرب وربطها بحرب غزة.ومع أن قاسم وضع إلى جانب علم الحزب للمرة الأولى العلم اللبناني وصورة السيد حسن نصرالله، صوّر المعركة بأنها معركة “الدفاع عن لبنان كله”
وافادت معلومات الى النهار أن مشروع بيان يحظى مبدئياً بموافقة جميع رؤساء الطوائف قد أُعد ،بعد مشاورات كثيفة تحضيرية أجريت ،سيصدر اليوم من بكركي بعد القمة الروحية الاستثنائية التي سيراسها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية . وسيتضمن مشروع البيان المناداة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وتولّي الجيش واليونيفيل الأمن الكامل وفق القرار وإدانة الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في لبنان، وسيكون البيان متوافقاً مع الموقف الرسمي للدولة.
صحيفة “الاخبار “نقلت عن مصادر ان الجهات الدولية تضغط في عدة اتجاهات، أهمها فرض لائحة شروط إجرائية تريد الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية تنفيذها في مطار بيروت الدولي وفي مرافئ بيروت وطرابلس وصيدا وصور وإغلاق الموانئ غير الكبيرة، إضافة إلى المعابر الحدودية مع سوريا، والتي قال الأميركيون إن اسرائيل زوّدتهم بخرائط تبيّن نقاط عبور غير شرعية بين لبنان وسوريا يستخدمها حزب الله لتهريب السلاح إلى لبنان
وتوقّعت المصادر أن يقوم العدو بجولة جديدة من العنف ضد أكثر من منطقة لبنانية، بذريعة أنه يهاجم أهدافاً لحزب الله أو شخصيات قيادية فيه. وقالت إن العدو لا يزال يضغط ميدانياً لترهيب جنود قوات اليونيفل من أجل الضغط على حكومات بلادهم لسحبهم من الجنوب، بقرار تتخذه كل دولة على حدة
وبحسب المصادر، فإن الجهات اللبنانية باتت على اطّلاع على مشروع إسرائيلي يهدف إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 5 كيلومترات وتمتد على طول الحدود، على أن تكون خالية ليس فقط من القوات الدولية والجيش اللبناني، بل من كل المدنيين اللبنانيين، وكذلك من المؤسسات الرسمية المدنية والمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة.
وقالت المصادر إن إسرائيل تفترض أن قواتها ستتمكن خلال أسابيع من احتلال كل هذه المنطقة، وأنها تريدها منطقة خالية بصورة تامة، وهي تسعى لأن تكون تحت سيطرتها وحدها، وستبقيها تحت سيطرتها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد حول الترتيبات الأمنية التي يطلبها العدو في جنوب لبنان، والتي تشتمل على تغييرات جوهرية في القرار 1701.
صحيفه الديار نقلت عن مصادر متابعة للحركة السياسية حديثها عن «طبخة ما» يعمل عليها “التيار الوطني الحر” من ضمن مبادرة تنوي ميرنا الشالوحي اطلاقها، تتضمن لائحة «اسماء تعتبرها توافقية» لعرضها على الاطراف المعنية، مستدركة في هذا الاطار، ان اي اتفاق لا يمكنه ان يتخطى القوات اللبنانية، وموافقتها مبدية خشيتها من ان تلقى المبادرة الجديدة نصيب سابقاتها، في ظل الخلافات القائمة والانقسامات حول الاولويات، خصوصا مع تصاعد الاصوات في الداخل ضد الخيارات السياسية لبعض الاطراف.
يشار على هذا الصعيد، الى ان المجموعة العربية، وبتزكية اميركية، فوضت الملف اللبناني وترتيباته لملك الاردن، لاجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف الاقليمية والدولية، للوصول الى حل للوضع القائم.