خاص صوت الارز – نايلا شهوان
في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها منطقة رميش اللبنانية، تبرز شجاعة سكانها وإيمانهم العميق بأرضهم، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم
اليوم، تعاني البلدة من ظروف معيشية صعبة، حيث تستضيف نازحين من مناطق أخرى، ويصر أهلها على البقاء في أرض أجدادهم، متسلحين بالإيمان والأمل
رغم أن رميش لم تكن من البلدات التي حذرها العدو الإسرائيلي بالإخلاء، إلا أنه استهدف أحد منازلها. رميش اليوم فيها 4 آلاف شخص أبو مغادرة هذه البلدة حاملين إيمانهم وقائلين: “سنبقى في البلدة، وضمانتنا هي الإيمان الذي يهز الجبال إيماننا بالله وأرضنا يجعلنا صامدين على أرض أجدادنا، ولن نخرج منها.” رميش تأوي اليوم نازحين من بلدة يارون وعين إبل وقوزح، سكنوا في دير الرهبان ومنازل البلدة، إضافة إلى الكنائس التي فتحت لهم. فهم، كما يقول أبناء البلدة، ليسوا نازحين إنما إخواننا
حول وضع رميش اليوم، يقول الأب نجيب شكر الله العميل، خادم رعية مار جرجس رميش “بنعمة ربنا ما زلنا محيدين، ولكن ليس لسواد عيوننا، وإنما لأنه ليس لدينا مقاومة أو سلاح، ولا نحب الحرب. نحن قوم نعشق أرضنا ومتمسكون بها.” ولفت الأب العميل إلى أن العديد من البلدات من حولنا نزحت، لكننا لم نرد أن نذهب إلى أي مكان لأننا نأبى أن نعيش في الذل أو ننام تحت الأدراج أو ندفع إيجارات مرتفعة الثمن. ففضلنا الموت في أرضنا على أن نخرج منها
وأضاف الأب نجيب : “الله وضع خيمة فوق رؤوسنا لإيماننا ومواظبتنا على الصلاة. تبعد اليوم رميش 500 متر عن نطاق الاشتباك. وبهذا يقول الأب العميل: اليوم قصف كثير وغارات… تعودنا، وعوّدنا أطفالنا، والمؤكد أنهم لن يخافوا بنعمة وقوة ربنا. لكن وضعنا صعب ونعيش بقلق دائم لأننا لا نعلم أين سنكون عند نهاية هذه الحرب وما هو المصير الذي ينتظرنا
البلدة حصلت على تطمينات من الفاتيكان بأنها لن تقصف، ولكن هل يتمكن أهلها من الحصول على مقومات البقاء؟ الكثير من الجهات المحلية والدولية عمدت إلى إرسال المساعدات الغذائية والمادية، يؤكد الأب نجيب ولدينا داخل البلدة مستوصف وصليب أحمر، ولكن أريد أن أوجه كلمة إلى المسؤولين: “هناك أربع بلدات مسيحية مارونية في المنطقة وهي رميش، عين إبل، دبل والقوزح، هذه البلدات فيها 12 ألف ناخب وليس لدينا أي نائب مسيحي. وأكثر رتبة في الدولة وصل أحد أبناء البلدة لها هي اللواء الراحل فرنسوا الحاج، وعدا عن ذلك كان لنا رئيس دائرة أو رئيس مصلحة”
طرحنا هذا الموضوع على المسؤولين لتعيين وزير دولة من المنطقة ليهتم بالإنماء، فكان الجواب: “اطلبوا من نوابكم.” نحن نشكر الجميع على الاهتمام بنا في فترات الحرب، ولكن كان الأجدر بهم الاهتمام بنا في فترات السلم وتنفيذ مشاريع تنموية لكي لا يهاجر شبابنا. فنسبة حملة الدكتوراة في رميش لا تقل عن 15%، أما حملة الإجازات فالأكثر من 40%، وأردف: “لكنهم للأسف هاجروا، فلم يتمكنوا من الحصول على وظائف تليق بهم. وقد حاولنا إيجاد وظائف لشبابنا، ولكن… نحن نُعطى الفتات المتساقط عن موائدهم”
الطريق إلى رميش والبلدات المجاورة مقطوع اليوم، فبهدف إيصال المساعدات إليهم نحتاج إلى مواكبة اممية من أجل عدم استهداف المواكب، وهي في وسط معارك ضارية تدور من حولها. فكل فرد لا يزال في الجنوب اليوم يحمل قصة كفاح وصمود