مخاوف جدية من تجدد الحرب

0
62

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

تتجدد بين الحين والآخر هواجس لدى كثيرين من العودة الى ما قبل تاريخ السابع والعشرين من تشرين الثاني من العام ٢٠٢٤ اي الى ما قبل اتفاق وقف اطلاق النار وتحديداً الى سيناريو الحرب الاسرائيلية ضد لبنان. تتكرر الاستفسارات عما اذا كان هذا السيناريو واقعاً لا محالة في فصل الصيف مع الموسم الواعد اثر عودة الاخوة العرب، أم ان المسألة لا تتعدى كونها توقعات. في الواقع،ليس في امكان احد جزم. ماهية المشهد المقبل لاسيما اذا بقي ملف نزع السلاح يراوح مكانه.

بالامس قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون امام وفد فرنسي ان لبنان نفذ اتفاق وقف النار بحذافيره وان الجيش انتشر بنسبة ٨٥ في المئة في جنوب الليطاني ويتعاون مع قوات اليونيفيل لتطبيق القرار ١٧٠١ ومتمماته لجهة حصر السلاح في يد القوى المسلحة اللبنانية وما يعيق انتشاره هو استمرار الإحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، في حين ان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لمناسبة مرور ١٠٠ يوم على تشكيل الحكومة قال ان الجيش فكك اكثر من ٥٠٠ موقع عسكري ومخزن.

هذه هي الوقائع التي يتوقف عندها الرئيسان عون وسلام وفي الوقت نفسه تواصل اسرائيل استهدافاتها وفق قولها لبنى تحتية لحزب الله ولكوادر منه وتتحدث تقارير صادرة عنها عن اعادة الحزب لهيكلة قواه العسكرية.

وفي سياق متصل، ترتفع اصوات من الداخل بشأن تمييع مسألة تسليم السلاح سواء المتصل بحزب الله او ذلك المرتبط بالمخيمات الفلسطينية.

والسؤال الأبرز هنا، هل تقرر اسرائيل شن حرب جديدة مستندة الى ما ورد في إتفاق وقف النار لاسيما النقطة المتصلة بحق إسرائيل في القيام بأي تحرك ضد اي تهديدات ..

وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الكلام كثير عن نزع السلاح، والترجمة مفقودة حتى ان حزب الله يدرك ان سلاحه لن ينزع منه كما هو مرتقب، فإلى ماذا يقود ذلك؟ الى عودة التوتر او الى مشهد قاتم؟.

في هذا السياق، يرى مدير المركز الإقليمي للدراسات العسكرية والإستشارات العميد الركن المتقاعد خالد حمادة في تصريح لـ«اللواء» انه بعد مضي اكثر من ستة اشهر على توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الذي كان يجب ان تتوقف معه كل الاعتداءات الاسرائيلية، لا نزال نشهد

على هذه الأعتداءات بشكل يومي على مناطق لبنانية سواء في جنوب الليطاني او في شماله وتستند البيانات الإسرائيلية دائما الى معلومات تقول انها تهاجم بنى تحتية لحزب الله يعاد تكوينها بعد اتفاق وقف النار او مخازن أسلحة لم يصادرها الجيش اللبناني حتى الان.

هذه الإعتداءات المتكررة التي لا يبدو ان الحكومة اللبنانية قادرة على وقفها حيث يبدو ان ما من وسائل ضغط ديبلوماسية وازنة، كما ان ما من إجراءات ميدانية يمكنها طبع ما هو مطلوب من الحكومة اللبنانية امام اصدقاء لبنان للضغط على إسرائيل لوقف هذه الإعتداءات ، وبالتالي يصبح من المنطقي التساؤل هل فعلا ستتطور هذه الإعتداءات الإسرائيلية لتصبح اكثر عنفا وربما تؤدي الى عمليات عسكرية متواصلة تذكرنا بما كان يحصل قبل وقف اطلاق النار. هذا سؤال يقلق اللبنانيين بالرغم من كل التطمينات التي تصدر من هنا او هناك ولاسيما من رئاسة الجمهورية او الحكومة اللبنانية وتعد اللبنانيين بإستقرار قادم وعودة لبنان الى ما يجب ان يكون عليه.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا