ما هي سيناريوهات الانتقام المتبادل المحتملة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب؟

0
172

تساءل الرّئيس الأميركي دونالد ترامب ، تعليقًا على تقارير عن اتصال محتمل بينه وبين رجل الأعمال ايلون ماسك ، “هل تقصد الرّجل الّذي فقد عقله؟”، مؤكّدًا أنّه “ليس مهتمًّا بشكل خاص” بالتحدّث إليه حاليًّا. وأوضح أنّ ماسك يريد التحدّث معه، لكنّه ليس مستعدًّا بعد للتحدّث إليه.

و يستعرض تقرير في مجلة “الإيكونوميست” سيناريوهات الانتقام المتبادل المحتملة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تفجّر الخلاف بينهما، معدّداً خطوات عملية أو أوراق ضغط يمتلكها كل منهما ضد الآخر.

قبل بضعة أشهر، كتب ماسك على منصته “إكس” أنه يحب ترامب  “بقدر ما يستطيع رجل مستقيم أن يحب رجلاً آخر”. وفي 30 أيار/مايو، وخلال مؤتمر صحافي مشترك في المكتب البيضاوي للإعلان عن مغادرة ماسك الوظيفة الحكومية، وصفه ترامب بـ”الوطني الرائع” وأشاد بعمله مع وزارة كفاءة الحكومة، المعروفة اختصاراً بـ”DOGE”. لكن بحلول 5 حزيران/يونيو، انهار كل شيء.


نشر ترامب على منصته “تروث سوشال” أن الملياردير “أصبح عبئاً” وأنه “فقد صوابه”. ثم هدّد بإنهاء العقود الحكومية التي تربط الدولة بشركات ماسك.  رد ماسك على “إكس”، مدّعياً أن اسم ترامب موجود في ملفات الحكومة المتعلقة بجيفري إبستين، المموّل الراحل المُدان بالاتجار الجنسي واستغلال القاصرات.

وكتب ماسك: “هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم نشر تلك الملفات حتى الآن”. ولاحقاً، وافق على منشور يقول إن على ترامب أن يحاكم ويعزل، وأضاف أنه سيبدأ بإيقاف مركبة “دراغون” الفضائية التي تنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

الدوافع لدى ماسك تشير إلى احتمال المصالحة، وفق “الإيكونوميست”. إذ إن الخلاف بين الرئيس وصديقه المقرّب جاء بسبب ما يعرف بـ”مشروع القانون الكبير الجميل” الذي طرحه ترامب.

يبدو أن ماسك غاضب لأن المشروع سيزيد العجز المالي بشكل هائل، مما يُقوّض جهوده في وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE).

في 3 حزيران/يونيو، صعّد ماسك انتقاده، واصفاً المشروع بأنه “فظاعة مثيرة للاشمئزاز”. وفي 5 حزيران/يونيو، أضاف شكوى أخرى، قائلاً إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ستؤدي إلى ركود اقتصادي.

ترامب من جهته لديه تفسيره الخاص لتحوّل ماسك ضده: يقول إن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مستاء لأن مشروع القانون الجديد سيلغي الدعم الحكومي المخصص للسيارات الكهربائية، وهو دعم أقر في عهد جو بايدن.

وإذا قرر ترامب الانتقام فعلاً، فإن المخاطر على ماسك وشركاته ستكون هائلة.
لكن التهديدات التي أطلقها ترامب حتى الآن تعتبر الأضعف مصداقية، فإلغاء عقود الحكومة مع “سبيس إكس” (شركة الفضاء التابعة لماسك) سيكون أمراً بالغ الإرباك.
فمن دون صواريخ “سبيس إكس”، ستواجه الحكومة صعوبة في إطلاق أي شيء إلى الفضاء، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية التجسسية.

وتعتمد وزارة الدفاع الأميركية بشكل كبير على شبكة “ستارلينك” التابعة لماسك.
أما “سبيس إكس” نفسها، فمن المرجّح أن تتحمّل هذا الضغط، فبالرغم من استفادتها الكبيرة من العقود الحكومية، إلا أن عائداتها التجارية تضاعفت ثلاث مرات العام الماضي وفقاً لتقديرات شركة “كوالتي سبيس” المتخصصة في استخبارات الأعمال.
كما أن ماسك أراد منذ فترة إيقاف مشروع مركبة “دراغون”.

ستيف بانون، المستشار السابق لترامب والمعروف بعدم إعجابه بماسك، اقترح تهديدات أكبر حتى، إذ دعا إلى سحب الجنسية الأميركية من الملياردير المولود في جنوب أفريقيا، معتبراً إياه “مهاجراً غير شرعي” – وتأميم شركاته بموجب “قانون الإنتاج الدفاعي”.
لكن هذه المقترحات شبه مستحيلة التنفيذ، فإسقاط الجنسية يتطلب أن يدين قاض ماسك بتهمة الاحتيال، والقانون المذكور لا يجيز التأميم الفوري حتى في زمن الحرب.

ومع ذلك، هذا لا يعني أن ماسك يستطيع النوم مرتاحاً. فمصالحه تظل عرضة لإجراءات رقابية روتينية. فعند دخوله الحكومة في كانون الثاني/يناير الماضي، كانت شركاته تواجه 65 تحقيقاً أو إجراءً رقابياً فعلياً أو محتملاً من قبل 11 وكالة اتحادية، بحسب تقرير للجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ.

وتشمل هذه التحقيقات اتهامات لشركة تسلا بتضليل الجمهور بشأن تكنولوجيا القيادة الذاتية، وانتهاك شركة “نيورالينك” لقانون رعاية الحيوان من خلال تجارب على القردة، وإخفاق “سبيس إكس” في الامتثال للقوانين خلال عمليات الإطلاق الفضائي المتكررة.
وبصفته رئيس DOGE، تمكن ماسك من تفكيك العديد من الوكالات التي كانت تحقق في أنشطته، مثل مكتب حماية المستهلك المالي.

بحسب دونالد موينيهان، أستاذ السياسة العامة في جامعة ميشيغان، فإن أحد أسباب دعم أثرياء وادي السيليكون مثل ماسك لترامب العام الماضي، هو وعده بتوفير بيئة تنظيمية أكثر تساهلاً. لكنه يضيف: “كان هناك دائماً خطر أن ما يحصلون عليه في المقابل هو شروط حكم الأوليغارشية”، أي أن رجال الأعمال الموالين للرئيس يمنحون حرية التصرف كما يشاؤون، بينما يواجه المنتقدون كامل قوة القانون.

ويخلص تحليل “الإيكونوميست” إلى أن ماسك قد يكون على وشك اكتشاف كيف تبدو الحياة خارج الخيمة. وربما، حين يكتشف برودة الخارج، سيبحث عن طريق للعودة إلى الداخل.

المصدر afp