خاص – اوديت ضو الاسمر
أشعلت الضربة الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية المنطقة والعالم بأسره وفتحت الباب أمام سلسلة من التساؤلات أبرزها:
ما ردود الفعل المتوقعة من الحلفاء الإقليميين والدوليين لإيران وإسرائيل؟
و كيف سيؤثر هذا الهجوم على استقرار دول الخليج العربي؟
و انعكاساته على جهود المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة؟
وهل نحن في صدد تطبيق فعلي لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”؟

كل هذه الأسئلة طرحناها عبر موقع صوت الأرز على السفير المتقاعد مسعود معلوف المقيم حاليًا في الولايات المتحدة والمطّلع عن كثب على الشؤون السياسية الأميركية.
السفير معلوف استهل حديثه بالتأكيد أن ردود الفعل حتى الآن من حلفاء إيران اقتصرت على الخطابات من دون أي تحرّك فعلي على الأرض. مشيرا ً إلى أنه حتى روسيا والصين، رغم تحالفهما الوثيق مع إيران، لن يتدخلا عسكريًا، بل سيكتفيان بالتحرك عبر القنوات الدبلوماسية لاحتواء التصعيد.
أما بالنسبة إلى حلفاء إسرائيل، فاعتبر أن لا حاجة لهم للتدخل في هذه المرحلة، نظرًا إلى تفوق إسرائيل العسكري، سواء بالجو أو من خلال الضربات المباشرة للمنشآت الحيوية.
اما في ما يتعلق بانعكاسات الهجوم على دول الخليج، أكد معلوف أن أي تصعيد عسكري في المنطقة سيؤثر حتمًا على استقرارها، بما في ذلك لبنان وسوريا. لكنه رأى أن وقف العمليات العسكرية في الوقت المناسب سيمنع الانزلاق نحو اي فوضى كانت، بل من شأنه أن يُطمئن دول الخليج ويخفف من مخاوفها تجاه التهديد الإيراني.
وأشار إلى أن هذه الدول، وخصوصًا السعودية، أبدت في عام 2015 قلقًا كبيرًا بعد توقيع الاتفاق النووي الأول مع إيران ورفع العقوبات عنها.
ورغم تحسن علاقاتها لاحقًا مع تلك الدول الا انها لا تزال الشكوك قائمة حول نوايا طهران بتطوير برنامجها النووي.
اما عن مصير المفاوضات النووية الإيرانية–الأميركية، قال معلوف إن هذه المفاوضات دخلت في حالة من الشلل التام، متسائلًا: “على ماذا ستتفاوض واشنطن؟ على برنامج نووي تم تدميره؟ هذا البرنامج يحتاج سنوات لإعادة بنائه ناهيك عن اغتيال كبار علماء الذرة في إيران”.
ورأى أن طهران باتت عاجزة حاليًا عن استعادة قوتها النووية و حتى في حال ارادت اصلاحه فهي لا تمتلك الموارد و هذا ما يجعلها ضعيفة .
وحول ما إذا كانت المنطقة تدخل فعليًا في مرحلة “الشرق الأوسط الجديد”، لم يستبعد السفير معلوف هذا الاحتمال، معتبرًا أن إضعاف إيران من قِبل إسرائيل، بمساعدة أميركية (مباشرة أو غير مباشرة)، ستودي الى تغير النظام الإيراني اذا دعت الحاجة الى جانب ضرب أذرعه العسكرية في المنطقة.
و هذا ما حدث في سوريا اخيراً ومع حزب الله في لبنان الذي هو جزء من هذا التوجه، فلم يتبقَّ لإيران حتى اللحظة سوى الحوثيين في اليمن فالبرنامج النووي الإيراني نوعًا ما كان يعطيها نوعا من الحصانة و القوة و هنّا المفاجأة كيف فشلت ايران في حماية منشآتها ومرافقها الحيوية رغم التهديدات المتكررة لإسرائيل.
و ختم مسعود بالقول ان إيران اليوم في أضعف حالاتها. والأيام المقبلة كفيلة بكشف مدى استمرار العمليات الإسرائيلية و ما سيكون موقف الولايات المتحدة منها.
فهل تتجه واشنطن نحو تغيير النظام الإيراني؟ سؤال كبير، لكنه مطروح بجدية.
وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة، نكون قد دخلنا فعلًا في شرق أوسط جديد بوجود إيران ضعيفة من جهة، مقابل تصاعد لنفوذ المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.
وهذا ما ستكشفه تطورات المرحلة المقبلة…






