خاص – نايلا شهوان
رسالة قاسية وشديدة اللهجة وجهها حزب الله اليوم، وربما يقول إنه بدأ مرحلة جديدة في استخدام المسيرات على أوسع نطاق بهدف جعل إسرائيل تفقد الأمن في كامل مناطقها
إن استهداف منزل رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يعد تحولًا بارزًا في مسار المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، حيث ارتفع مستوى التوتر بشكل كبير. هذا الحدث له دلالات عميقة، إذ أسفر عن تعزيز حالة التأهب في جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، مما يعكس خطورة الوضع
وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، انطلقت الطائرة المسيرة نحو هدف محدد، وهو منزل نتنياهو في قيسارية، ما يدل على أن أهداف حزب الله لم تعد تقتصر على المواقع العسكرية أو تجمعات الجنود، بل تتجه نحو استهداف شخصيات سياسية لها دور في عمليات الاغتيالات التي طالت العديد من القيادات في لبنان وفلسطين. بدأ هذا الاتجاه باستهداف منزل نتنياهو، الذي تم تحديد موقعه بدقة عن طريق الطائرات المسيرة في وقت سابق
بعد الهجوم، اتخذت الشرطة الإسرائيلية إجراءات سريعة، حيث قامت بإغلاق الشوارع المحيطة بقيسارية ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من موقع الحادث. فيما أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الطائرة المسيرة قطعت مسافة 70 كيلومترًا من لبنان ونجحت في إصابة المبنى بشكل مباشر
وأكد مكتب رئيس الوزراء أن “طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان وأصابت منزل بنيامين نتنياهو”، فيما أوضحت القناة الـ12 أن رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا متواجدين في المنزل أثناء وقوع الانفجار
تعتبر هذه العملية واحدة من أكثر العمليات دقة وخطورة التي نفذها حزب الله، وهي الثانية من حيث الخطورة والدقة في الهدف بعد عملية استهداف مقر اللواء غولاني في جنوب حيفا، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد كبير من الضباط والجنود، لكنها في ذات الوقت الأولى من نوعها بسبب طبيعة الهدف
وتأتي في إطار تحول استراتيجي في المواجهة، مما يبرز القلق المتزايد في إسرائيل حيال قدرات حزب الله. وما يشغل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية هو قدرة المسيرة على الوصول إلى هدفها بنجاح، مما يُظهر إخفاقًا مزدوجًا لجهازي الشاباك وسلاح الجو. على الرغم من محاولات المروحيات الإسرائيلية للتشويش على الطائرة، إلا أنها تمكنت من تنفيذ مهمتها بنجاح، مما أدى إلى حدوث انفجار ضخم في منزل نتنياهو
مصدر عسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي نقل للاعلام العبري أن هذا الحادث يُعتبر فشلًا أمنيًا بالغ الخطورة. بالتالي، تؤكد الأحداث أن الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل ضد قادة المقاومة تأتي مع ثمن مماثل، مما يجعل نتنياهو ووزراء حكومته أهدافًا مشروعة للمقاومة
كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول حكومي أن إيران كانت تسعى لتصفية نتنياهو. في هذا السياق، أعرب نتنياهو بعد الهجوم عن تصميمه على مواصلة العمليات العسكرية، قائلًا: “سنواصل حتى النهاية ولا شيء سيردعنا”.
تدور النقاشات في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في القضاء على حزب الله، إذ يُظهر الحزب قوة متزايدة وقدرة على إدارة المعركة، على الرغم من الضغوط والعمليات العسكرية المتكررة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة
وبدأ الحديث يدور في وسائل الإعلام العبرية عن أن حزب الله من الصعب القضاء عليه بسهولة، وأن إسرائيل ستواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع المقاومة في لبنان، وأن اغتيالات القادة هناك وضرب منظومات القيادة والسيطرة، والضربات العسكرية القاسية التي تلقاها حزب الله بشكل متتابع في الشهر الماضي، لم تحقق كل النتائج التي كانت تتوقعها إسرائيل، وأن حزب الله بات في الأسابيع الأخيرة أكثر شراسة وقوة وقدرة على إدارة المعركة
هو حدث ليس مجرد تصعيد عسكري، بل يحمل في طياته رسائل متعددة تتعلق بالقدرة على استهداف القيادات السياسية، مما يعكس التحولات في ميزان القوى..