
خاص: رمزي ابو خالد ناشط سياسي و اجتماعي
يواجه حزب الله بعد استشهاد نصر الله ليس فقط تحد داخلي حزبي، بل تحوّل في قواعد اللعبة اللبنانية.
يوصف ماكس فيبر المنظر الألماني لعلم الاجتماع “مفهوم سلطة الكاريزما “بأنه ، ليس مجرد شخصية آسرة، بل سلطة استثنائية تشرعن وجود التنظيم وتدفعه خارج رتابة الروتين. غيابها يعيد البنية إلى طور مؤسسي أكثر محافظة وأقل جرأة. وهذا ما يعيشه حزب الله اليوم
نرى القيادة الجماعية التي تحدث عنها الشيخ نعيم قاسم انتقلت من خطاب إقليمي واسع ومحور متماسك، إلى آخر داخلي يختبئ خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري ويحمّل الدولة مسؤوليات التحرير والإعمار ….
ضمن هذا السياق على الحزب أن يتعامل مع مستجدات والتغيرات الراهن وفق الآتي :
أولاً: داخلياً، يحتاج الحزب صيغة جديدة بالتعامل مع الشرعية والمؤسساتية الداخلية
فالكاريزما التي كان يمثّلها نصر الله كانت تغطّي على التناقضات: سلاح بلا دولة، مشروع إقليمي وسط انهيار داخلي، جمهور مؤمن بالمقاومة رغم الكلفة الاقتصادية والإنسانية
بغياب هذا الغطاء ضاقت الخيارات ما يجبر الحزب على إعادة التموضع، والاعتماد على مؤسسات الدولة هذا اذا اراد أن يبقى حاضرا بالسياسة اللبنانية.
ثانياً: على مستوى الهوية الجماعية، من المفروض على الحزب أن يعمل على بناء خطاب جديد يحافظ على الانتماء للمجتمع اللبناني ،والتخلي عن الشعارات الإقليمية التي تعزز ارتباطه بمخططات الخارج فمن الأفضل له التركيز على قضايا مثل إعادة الإعمار، مكافحة الفساد، والشراكة بالدولة .
ثالثاً: إقليمياً، يجب على الحزب أن يكثف. انخراطه بتفاهمات لبنانية–عربية، خصوصاً مع دول الخليج. وأن يترجم أقواله وطروحاته الى أفعال تلتزم بشرعية الدولة وقرارتها وتوجهاتها في هذا الاتجاه
بالمختصر: يرى الحزب نفسه مجبرا اليوم لأن يتعاطى مع المتغيرات الجديدة بمنطق “التسوية” بدل “المواجهة الدائمة”، ويحوّل جزء من ما تمتع به من قوة عسكرية وسياسية إلى رصيد داخلي يصب في مصلحة الشعب اللبناني على أن لايبقى ورقة تفاوض إقليمية.
فالمتغيرات الإقليمية والجيواستراتيجة الحاصلة اليوم يجب أن تفرض على الحزب قراءة مختلفة ليبقى الخطر الأكبر أن يصرّ الحزب على التصرف كأن الزمان لم يتغير ، مايعمق الهوة بينه وبين الداخل اللبناني أكتر ويعرقل بناء عقد اجتماعي لبناني جديد
يحقق مصالح وتطلعات كافة أبناء الشعب اللبناني






