جدد الأمين العام لحزب الله الشّيخ نعيم قاسم، في كلمته خلال الحفل المركزي الّذي يقيمه الحزب، إحياءً للذّكرى السّنويّة الأولى لاغتيال الأمينَين العامَّين السّابقَين السيّدَين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ورفاقهما “العهد لنصرالله”، مشدداً على أن “نهجك مستمر وسنكون حملة الأمانة وحملة الإسلام والمقاومة وتحرير فلسطين ولن نترك الساح ولن نترك السلاح”. مستعيناً بزخم المناسبة أمام جمهور المقاومة والبيئة الشيعية وتزامناً مع تحليق المسيّرات الإسرائيلية فوق بيروت، أكد قاسم أننا “نتقدم ونرمم وحاضرون لأي دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي”. أعطى لذلك دلالات مباشرة، مشيراً إلى أنه “من الدلائل على قوة المقاومة إنجاز ترميم 400 ألف منزل وخوض الانتخابات البلدية بنجاح وحضورنا السياسي”، ليؤكد “حصل عندنا التعافي الجهادي وجاهزون لأي دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وفي كلمته اختصر قاسم رؤية حزب الله بسبع نقاط: “أولًا، نحن نعتبر أن الخطر الإسرائيلي الأميركي على لبنان هو خطر وجودي على المقاومة وعلى لبنان. ثانيًا، نزع السلاح يعني نزع القوة، تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها. ثالثًا، لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية، لأننا في معركة وجودية، وبإمكاننا تحقيق هذه المواجهة إن شاء الله”. وتابع قاسم: “رابعًا، المشكلة إسرائيل، هي لن تسمح باستقرار لبنان، ونحن نرفض أي مشروع يصب في خدمة إسرائيل ولو أُلقي عليه اللبوس الوطني. أصبح واضحًا: لبنان نفّذ ما عليه من القرار 1701، فلتنفّذ إسرائيل.
خامسًا، الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تحقيق الأولويات الأربعة جنبًا إلى جنب: إيقاف العدوان، انسحاب إسرائيل، إطلاق صراح الأسرى، إطلاق عجلة الإعمار. فلتقم الحكومة بواجبها بدل أن تتلهى بأمور جانبية قشرية لا قيمة لها”.
وأضاف قاسم: “فلتقم الحكومة بواجبها، وخاصة بإعادة الإعمار، وأن تضع في الموازنة موازنة للإعمار، مهما كانت قليلة ومهما كانت بسيطة. يجب أن تفتح الباب وأن تنطلق، وبعدها من خلال التبرعات ومن خلال الدول ومن خلال وسائل مختلفة نستطيع أن نحقق الإعمار. وهنا على الحكومة أن تضع بند السيادة الوطنية على رأس جدول أعمالها، وأن تسعى لتحقيقها، ولا سيادة وطنية ما دامت إسرائيل تحتل شبرًا واحدًا من الأرض وتعتدي علينا ليل نهار. السيادة الوطنية هي بمنع إسرائيل من البقاء في لبنان، ونشر الجيش اللبناني إلى الحدود، ومنع إسرائيل من العدوان أو الاحتلال بأي طريقة من الطرق.”. وبخصوص النقطتين الأخيرتين تابع قاسم: “سادسًا، لبنان واحد لجميع أبنائه. نحن نحرص على الوحدة الوطنية الداخلية، لكن هناك عنوان أساس، وهو أن نكون في خندق واحد في مواجهة العدو الإسرائيلي. ونحن حاضرون ونعمل من أجل نهضة لبنان في كل المجالات. سابعًا، يجب أن يكون لبنان قويًّا، والمقاومة أساس في قوته، نترجم الاستفادة منها في استراتيجية الأمن الوطني”.
قاسم رأى أن “تصريحات الموفد الأميركي توم بارّاك تقول بوضوح إن واشنطن تريد نزع سلاح حزب الله وإنها لن تسلح الجيش ليواجه إسرائيل”، وقال: “يريدون من الجيش اللبنانيّ مقاتلة أهله لكننا نشد على أيدي الجيش في مواجهة العدو”.
وتابع قاسم مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تريد أن تنهي لبنان وتجعله ملحقا بالكيان الإسرائيلي”، ولكن في المقابل قال “نحن استطعنا أن نبقى في الميدان وحاضرون للدفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي، والدلائل على ذلك كثيرة ومنها أيضاً خوض الانتخابات البلدية بنجاح وحضورنا السياسي. كما استعدنا المبادرة في معركة أولي البأس ومنعنا تحقيق الهدف الإسرائيلي بإنهاء المقاومة وواجهنا حربا عالمية بالأداة “الإسرائيلية” وبالدعم الأميركي والأوروبي ومستوى الحرب مستوى عال وكان الهدف هو إنهاءها”.
وتابع: “هذه سفينة، لا يستطيع شخص أن يأتي ويثقبها من محل ويعتبر أنه يعمل ما يريد، لا، هذه السفينة تغرق بالجميع، يجب أن نكون معًا حتى نحمي هذا البلد. يريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، نحن نشد على أيدي الجيش اللبناني لمواجهة العدو الحقيقي، والوقوف إلى جانب أهله وشعبه، ونحن معه دائمًا إن شاء الله”.
ودعا قاسم إلى “إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها وفق القانون الحالي كي لا نضيع مزيدا من الوقت. وكذلك إلى إنشاء مجلس الشيوخ وإجراء الانتخابات على أساس مجلس نواب وطني لا طائفي”.
في رحيل نصرالله
وإذ أشار قاسم إلى أنّ “رحيل السيّد نصرالله مفجع، لكن نوره ساطع وغادر الدنيا مكاناً وأشرف عليها علياء وكان القائد فصار ملهماً للقادة”، جازماً “أنّنا لن نترك السّاح ولن نتخلّى عن السّلاح”، توجه إليه بالقول: “جبلت مسيرة حزب الله بفكرك وروحك ودمك، وهي منصورة بإذن الله، وحزب الله هم الغالبون. افتتحت زمن الانتصارات في 1993 و1996 وتحرير 2000 ومواجهة 2006 وتحرير الجرود في 2017″، لافتًا إلى أنّك “سيد شهداء الأمة والعالم أنت القائد الأممي الملهم للأحرار ولم تعد لمكان دون آخر ولا لزمان دون آخر. جذّرت مقاومة منيرة ونشرت أنوارها في كل العالم، وغيرت وجه المنطقة ووجهتها، وامتدت هذه المقاومة إلى العالم إلى كل صاحب ضمير حي”.
وشدّد قاسم على أنّهم “قتلوا جسدك فتحرر روحك، وأصبحت حياً دائماً عند الله ترزق وتنير، ولن يهنئوا وأنت موجود فينا ولن ينتصروا وأنت فينا”.
وأضاف: “أنت صاحب الكلمة المشهورة ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات وبالفعل نحن نعيش زمن الانتصارات العظيمة في أنفسنا وحياتنا وعلى أعدائنا. جذرت مقاومةً نموذجيةً متلألئةً ونشرت أنوارها في كل المنطقة والعالم وأحدثت آثارًا بارزة غيرت وجه المنطقة ووجهَتها”.
حزب الله يحيي الذكرى السنوية الأولى
وأحيا حزب الله وجمهور المقاومة الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله والشهيد هاشم صفي الدين، في مهرجان مركزي في مرقد نصرالله في جادة الإمام الخميني في بيروت.
وبدأ توافد الحشود إلى مكان إحياء ذكرى الأمينين قبل ساعات من موعد الاحتفال. وبالتزامن يحيي حزب الله الذكرى في مرقد صفي الدين في دير قانون النهر وفي مرقد السيد عباس الموسوي في بلدة النبي شيت البقاعية. على أن يلي الاحتفال وقفة وجدانية لحظة استشهاد السيد نصرالله عند السادسة والدقيقة الحادية والعشرين في كل المناطق اللبنانية.
ويمثل وزير العمل محمد حيدر رئيس الحكومة نواف سلام في مراسم إحياء ذكرى استشهاد السيد حسن نصرالله، كما حضر أيضاً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى مرقد نصرالله للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتياله، وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية.






