عبده: عوامل و اشارات يجب مراقبتها للحفاظ على الصحة النفسية لأولادنا

0
641

خاص : اوديت ضو الاسمر

هزّت الأخبار المحلية في الآونة الأخيرة قضايا متعدّدة، لكن أكثرها تأثيرًا كانت حالات انتحار المراهقين، هؤلاء الذين من المفترض أن تكون أمامهم الآمال والمشاريع والطموحات. لكننا نتفاجأ أحيانًا أنّ خلف تلك الضحكات تختبئ نفوس حزينة إلى درجة أنّ وجعها لا يتوقف إلّا بتوقف نبض قلوبها.

فكيف يمكننا أن نعرف ما إذا كان تغيّر سلوك أولادنا طبيعيًا أم مؤشرًا للقلق؟ وكيف يمكننا التدخّل ومعالجة الأمر قبل الشعور بالندم ؟ للإجابة على هذه التساؤلات كان لنا أن نتوجّه إلى المعالجة النفسية ساندي عبده
التي أكّدت أنّ المراهقين يمرّون غالبًا بفترة تتغيّر فيها سلوكياتهم وطريقة عيشهم، وقد تكون هذه التغيّرات أحيانًا ناقوس خطر يجب الانتباه إليه، إذ يمكن أن يؤدي إلى عوائق كبيرة، وغالبًا إلى حالات انتحار.

هذه الحالات يمكن اختصارها في أربع إشارات أساسية:1. الانعزال عن العائلة والأصدقاء. 2. فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يحبّونها سابقًا، مثل الألعاب الإلكترونية أو الهوايات. 3. مشاكل النوم: إمّا نوم لساعات طويلة أو أرق وصعوبة في النوم. 4. اضطرابات الأكل: فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.

إضافةً إلى ذلك يصبح بعض المراهقين عاطفيين أكثر من المعتاد، فلا يتقبّلون الملاحظات، وقد يظهرون تصرّفات عدوانية عكسية تجاه اي حادثة يتعرضون اليها .

وفي حال لاحظنا هذه العوارض الاربعة لدى أولادنا، فهذا لا يعني بالضرورة أنّهم يعانون من أفكارًا سوداء أو انتحارية، لكن علينا أن نكون على دراية بأنّ استمرار هذه الأعراض لفترة طويلة قد يشكّل خطرًا حقيقيًا ويحتاج إلى تدخّل سريع.

غالبًا ما تأتي الأفكار السوداء لدى المراهق الذي يشعر أنّ الحياة لا معنى لها أو أنّه لا يرى لنفسه مستقبلًا جيّدًا. وفي معظم الأحيان، من يريد إنهاء حياته هو في الواقع يسعى لإنهاء الألم الداخلي الذي يعانيه.

من هنا تبرز أهمية أن يكون الأهل مصدر ثقة لأولادهم وأن يراقبوا تصرّفاتهم عن قرب. كما يجب أن يشعر المراهق أنّه يستطيع اللجوء إلى أهله عند الحاجة و عند شعوره باي ألم الداخلي. اما في حال لم يتمكّن الأهل من معالجة مشكلات أولادهم، يجب عدم التردّد لللجوء إلى طبيب أو معالج نفسي لمعرفة كيفية تعاملهم مع ابنهم المراهق.

كما ، يمكن للمراهق نفسه مراجعة طبيب أو مختص ويمكن للطرفين (الأهل والمراهق) التواصل مع جمعية Embrace عبر الرقم الساخن 1564 حيث يتواجد مختصّون لمساعدتهم ومعالجة أي مشكلة.

لا قيمة لحياتنا نحن كأهل إلّا من خلال صحة أولادنا النفسية والجسدية، ومن هنا علينا أن نكون على استعداد دائم للوقوف إلى جانبهم، إذ عند وقوع الحادث لا تبقى لحياتنا أي قيمة بعدها.