من ويستوود إلى العالم: قصة أمنية لبنانية بطعم النجاح

0
812

في زمنٍ تتكاثر فيه تحديات اللبنانيين في الداخل والخارج، تبرز قصص مضيئة لأشخاص قرروا تحويل غربتهم إلى مساحة دعم وعطاء لوطنهم. من ولاية بوسطن الأميركية، اختارت ناتالي حمصي أن تحمل جزءًا من لبنان معها، وأن تعيد تقديمه بطريقتها الخاصة عبر مشروع يجمع بين الشغف، الإبداع، والوفاء للجذور. في هذا اللقاء، تروي حمصي تفاصيل رحلتها، وتشاركنا قصة ولادة علامتها “أمنية” التي تحولت من فكرة بسيطة إلى مشروع واعد بطعم لبناني أصيل.

ناتالي حمصي: من قلب الولايات المتحدة قررت مساعدة اللبنانيين على طريقتي

في مقابلة مع السيدة ناتالي حمصي، اللبنانية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات، تحدثت عن انتقالها للعيش في منطقة ويستوود، وهي إحدى ضواحي ولاية بوسطن. وأكدت أنها تزوجت في سن الثامنة عشرة، وكان زوجها وعائلته قد عاشوا سابقًا في هذه المنطقة.

وأعربت حمصي عن سعادتها بالانتقال إلى ويستوود، المنطقة المعروفة بقوتها التعليمية والتربوية، وهو عنصر يقدّره كل لبناني، إضافةً إلى طبيعة سكانها المحافظة والمتمسّكة بالعادات والتقاليد.

وعن الجالية اللبنانية هناك، شددت على أن اللبنانيين في بوسطن وفي كل أنحاء العالم معروفون بنضالهم، وحبهم للعمل، وطموحهم الدائم. فهم شعب مثابر، يحافظ على تقاليده الاجتماعية والدينية، وينقلها بفخر إلى الأجيال القادمة.

وتحدثت حمصي عن مغامرتها الجديدة ودخولها عالم الشوكولاتة من بابه العريض مع علامتها التجارية “أمنية”. وأوضحت أنها استوحت الاسم من رغبة الإنسان في تحقيق ما يطمح إليه، فكل حلم وكل مستقبل جميل يبدأ بأمنية.

وعن التحديات التي واجهتها عند انطلاق مشروعها قبل ثلاثة أسابيع، أشارت إلى أنها تشحن الشوكولاتة من لبنان، البلد الذي يمرّ بأزمات أمنية واقتصادية متلاحقة. وقالت:

“هذا الشوكولا يُصنَع في بلجيكا ثم يُشحن إلى الولايات المتحدة من لبنان، رغم التوتر الأمني الدائم. لكننا ننجح في تخطي جميع الأزمات لأننا شعب مثابر لا يعرف الاستسلام.”

وأضافت:

“بدأنا العمل منذ ثلاثة أسابيع فقط، وحتى الآن بعنا أكثر من نصف الكمية بسرعة خيالية. وهذا كله بفضل المجتمع المتماسك هنا وفي لبنان. فأنا أقدم فائدة مالية لي أولًا، وخدمة عالية الجودة للمجتمع الذي أعيش فيه، وفائدة مالية لأبناء بلدي الذين يعملون معي بكل جهد.”

وختمت حمصي مؤكدةً أن هدفها هو منافسة الماركات العالمية في مجال الشوكولاتة، لكن الهدف الأهم بالنسبة لها يبقى رؤية الابتسامة على وجه كل من يتذوق منتجات “أمنية”.

عن المنتشرين اللبنانيين ودورهم:

وتشير حمصي إلى أن المنتشرين اللبنانيين حول العالم يلعبون اليوم دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد اللبناني، سواء من خلال تحويلاتهم، أو عبر خلق فرص عمل وربط الأسواق ببعضها. فكل مبادرة من أبناء الاغتراب، مهما كانت صغيرة، تحمل معها روح لبنان وتساهم في إبراز الصورة الحقيقية لشعب لا ينكسر. وتعتبر أن نجاح مشروع “أمنية” مثال واضح على قوة الاغتراب اللبناني حين يمدّ يده لبلده الأم، فيحوّل الأمنية إلى حقيقة.