*ترامب يقترح خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا: تنازلات إقليمية لروسيا مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا وأوروبا*

0
43

تكشف مصادر أمريكية مطّلعة أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تمنح روسيا أجزاءً من الشرق الأوكراني لا تسيطر عليها حاليًا، مقابل ضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا وأوروبا ضد أي عدوان روسي مستقبلي.

لماذا يهمّ الأمر:

لأن الخطة تمثّل — بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها — تنازلًا ضخمًا لصالح موسكو، عبر منحها مكاسب إقليمية لم تحققها عسكريًا حتى الآن. وترى واشنطن، وفقًا للمصدر، أن استمرار الحرب سيؤدي إلى خسارة كييف لهذه المناطق في جميع الأحوال، «ولذلك فإن مصلحة أوكرانيا تكمن في عقد اتفاق الآن».

كما أن الخطة تمسّ أكثر ملفين حساسيّة في مفاوضات أوكرانيا منذ بداية الحرب: الحدود التي ستستقر بعد انتهاء القتال، وكيفية ضمان ألا تعود روسيا لاستئناف الحرب لاحقًا بعد التقاط أنفاسها.

ما الذي يحدث:

الخطة المؤلفة من 28 بندًا تمنح روسيا السيطرة الكاملة بحكم الأمر الواقع على لوغانسك ودونيتسك (اللتين تُعرفان مجتمعتين باسم دونباس)، رغم أن أوكرانيا ما تزال تسيطر على نحو 14.5% من هذه المناطق وفق آخر تحليل صادر عن “معهد دراسة الحرب”.

وبموجب الخطة، تُعدّ المناطق التي ستنسحب منها أوكرانيا مناطق منزوعة السلاح، بحيث لا يمكن لروسيا نشر قواتها فيها رغم وقوعها تحت سيطرتها الميدانية، في محاولة لخلق منطقة عازلة تمنع استئناف الحرب بشكل مفاجئ.

نظرة قريبة:

في منطقتَين أخريين تدور فيهما المعارك — خيرسون وزاباروجيا — سيتم تجميد خطوط السيطرة الحالية إلى حدّ كبير، مع احتمال إعادة روسيا بعض الأراضي وفقًا لنتائج التفاوض. ويُعدّ هذا التجميد محاولة لإغلاق ملف جبهات الجنوب التي ظلت متقلبة خلال العامين الأخيرين.

 

 

وتشير الخطة أيضًا إلى أن الولايات المتحدة ودولًا أخرى ستعترف بأن شبه جزيرة القرم ودونباس «أراضٍ روسية قانونيًا»، لكن دون إلزام أوكرانيا بهذا الاعتراف، في محاولة لتخفيف الضغط السياسي على كييف في الداخل.

ما وراء الكواليس:

قال مسؤول أوكراني إن الخطة الأمريكية تشمل أيضًا قيودًا على حجم الجيش الأوكراني وعلى قدراته في مجال الأسلحة بعيدة المدى، مقابل منح أوكرانيا ضمانات أمنية أمريكية. كما أكّد أن الخطة تتضمن تنازلات إقليمية في دونباس، رغم غياب توضيحات حول مدى شمول الضمانات الأمنية الأمريكية.

وتبقى طبيعة هذه الضمانات غامضة، إذ لا يعرف حتى الآن إن كانت ستصل إلى حدّ الدفاع المباشر عن أوكرانيا، أم الاكتفاء بالتعهد بالتصدي لأي عدوان روسي جديد بوسائل سياسية أو اقتصادية.

الواقع:

المصادر تكشف انخراط قطر وتركيا في صياغة الخطة ودعم جهود الوساطة الأمريكية. وقال أحد المصادر إن «الوساطة القطرية والتركية ساهمت في إنهاء حرب غزة، وقد تلعب دورًا مماثلًا في إنهاء حرب أوكرانيا». ووفق المصادر، شارك مسؤول قطري رفيع في المحادثات بين مبعوث ترامب ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي للرئيس الأوكراني رستم أو ميروف قبل أيام.

ما الذي يدفع الخبر:

مصادر مطّلعة تشير إلى أن أو ميروف كان مفوضًا من الرئيس زيلينسكي للتفاوض مع ويتكوف، وأن عددًا من ملاحظاته أُدرج بالفعل في نص الخطة المكون من 28 بندًا. وتضيف أن تفاهمات عديدة تم التوصل إليها خلال المحادثات.

وفي الوقت نفسه، ينفي مسؤول أوكراني أن يكون زيلينسكي أو مستشاره قد قبلا ببنود الخطة، مؤكدًا أن أو ميروف لم يتسلم نسخة مكتوبة من المقترح، وأن كييف تعترض على أجزاء كبيرة منه.

نظرة أوسع:

قبل لقائه الجانب الأوكراني، أجرى ويتكوف نقاشات مطولة حول الخطة مع المبعوث الروسي كيريل دميترييف، ما يعكس رغبة واشنطن في اختبار ردّ موسكو قبل الانتقال إلى مرحلة الضغط السياسي على كييف. وكانت بعض تفاصيل الخطة قد ظهرت أول مرة في تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز”.

وتكشف مصادر أمريكية أن ويتكوف كان يخطط لزيارة أنقرة لإجراء اجتماع ثلاثي يضم زيلينسكي ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لكن اللقاء تأجّل بعد أن بدا أن زيلينسكي يتراجع عن التفاهمات التي بلورها أو ميروف، حسب الرواية الأمريكية.

ما يقولونه:

تقول المصادر الأمريكية إن زيلينسكي توجه إلى أنقرة بخطة بديلة أعدّها مع شركاء أوروبيين، وهي خطة ترى واشنطن أن روسيا لن تقبل بها مطلقًا. بينما تبرر كييف تأجيل الاجتماع برغبة زيلينسكي في توسيع دائرة المشاركة لتشمل دولًا أوروبية.

وتقول مصادر أمريكية أخرى إن فضيحة فساد داخلية في أوكرانيا — تمسّ شخصيات مقربة من زيلينسكي — كانت سببًا إضافيًا لتأجيل الاجتماع مع ويتكوف.

ما التالي:

قال مسؤول أمريكي: «سننتظر الآن. الكرة في ملعب زيلينسكي». ويضيف أن الرئيس الأوكراني يمكنه زيارة واشنطن في أي وقت لبحث الخطة الأمريكية الجديدة، إذا قرر الانخراط في هذا المسار التفاوضي.