انتخابات نقابة الصيادلة: معركة سياسية – مهنية على مستقبل المهنة

0
125

نايلا شهوان

تتجه الأنظار اليوم إلى انتخابات نقابة الصيادلة في لبنان، التي تُعدّ من أكثر الاستحقاقات النقابية حساسية هذا العام، نظرًا لِما يحمله قطاع الصيدلة من أزمات مالية ومهنية تضغط على الصيدلي وعلى قدرة الصيدليات على الاستمرار..

تتنافس في هذه الدورة لائحتان أساسيتان:

1- لائحة “نقابة 2028” برئاسة الدكتور عبد الرحمن مرقباوي

وهي لائحة مدعومة بشكل واضح من:

تيار المستقبل عبر “صيادلة المستقبل” القوات اللبنانية الجماعة الإسلامية مجموعة كبيرة من الصيادلة المستقلين، أبرزهم “الصيادلة المنتفضون”

يقدّم مرقباوي نفسه كمشروع نقابي إصلاحي يهدف إلى حماية حقوق الصيادلة، تعزيز الشفافية، وإعادة تنظيم السوق الدوائية بما يحمي الصيدلية وصاحبها.

2- لائحة “النقابة للجميع” برئاسة جورج محفوض

وتضم تحالفًا واسعًا يجمع:

حزب الله حركة أمل الحزب التقدمي الاشتراكي التيار الوطني الحر حزب الكتائب جزء من “تجمع سندي”

هذا التحالف الثقيل يعكس اصطفافًا حزبيًا وطائفيًا واضحًا، ويمنح اللائحة قاعدة شعبية واسعة داخل النقابة.

المعركة ليست فقط على منصب النقيب

إلى جانب منصب النقيب، تشمل الانتخابات:

12 مقعدًا في مجلس النقابة صندوق التقاعد المجلس التأديبي

ما يجعل المعركة ذات أبعاد تنظيمية ومهنية ومؤسساتية تتخطى مجرد مواجهة بين رئيسين.

الصيدلي اليوم: بين المادة 80 وفوضى الأونلاين

ولكن بعيدًا عن الاصطفافات السياسية، يبرز مطلبان أساسيان يجمع عليهما الصيادلة في كل المناطق:

أولًا: تطبيق المادة 80 من قانون مزاولة المهنة

وهي المادة التي تمنع الخصومات والتنزيلات داخل الصيدليات.

بالنسبة للصيادلة، هذا ليس ترفًا، بل حماية للمهنة من الانهيار. فالمنافسة السعرية غير الشرعية تقتل سوق الدواء وتحوّل الصيدليات إلى متاجر تجارية بدل أن تكون مؤسسات صحية.

ثانيًا: وقف بيع الكريمات الطبية والمستحضرات شبه الدوائية عبر الأونلاين

هذه الفئة من المنتجات تُعدّ اليوم الربح الأساسي للصيدلي، بعد أن تقلّصت الأرباح على الأدوية.

بيعها عبر منصات إلكترونية غير مرخصة يعني:

حرمان الصيدليات من مصدر رزقها تعريض المستهلك لمنتجات مقلّدة أو غير آمنة ضرب دور الصيدلي وخبرته

الصيادلة يطالبون النقابة المقبلة باتخاذ موقف حاسم ينظم السوق ويحميهم من هذه الفوضى.