“من الواضح أن إسرائيل تسير نحو التصعيد، على الرغم من أن الأميركيين يحاولون إنقاذ الاتفاق في الشمال”، خلاصة وصل إليها الكاتب إيتمار أيخنر في مقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أشار فيها إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) شلومي بيندر، قدم إلى المبعوثة الأميركية الخاصة إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي تعمل نائبة لستيف ويتكوف، “معلومات بشأن تعاظم قوة حزب الله وعجز الجيش اللبناني في مواجهته، وفي ظل التوتر على الحدود الشمالية وانتهاء الزيارة التاريخية للبابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، تقدّر إسرائيل أن الجيش اللبناني لا يرغب ولا يستطيع نزع سلاح التنظيم، لأن عدداً كبيراً من جنود الجيش اللبناني هم من الطائفة الشيعية”.
وبحسب الكاتب: “جرى عرض هذه المعلومات الاستخباراتية خلال لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس بأورتاغوس في مكتب رئيس الحكومة في القدس. وخلال هذا الاجتماع، أوضحت إسرائيل للمبعوثة الأميركية أن حزب الله يهرّب العديد من الصواريخ القصيرة المدى عبر الحدود مع سورية، وينقل بنى تحتية شمال نهر الليطاني. كذلك، وبعد أكثر من عام على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يقوم حزب الله بتفعيل عناصره داخل القرى”.
السير نحو التصعيد
ويتابع المقال: “على خلفية المعلومات التي نُقلت إلى الولايات المتحدة، كان مسؤول أمني إسرائيلي حازماً في كلامه حين قال: “لا نرى أن حزب الله سيتخلى عن سلاحه عبر اتفاق، ولا جدوى من استمرار هذا الاتفاق. نحن نسير نحو التصعيد، وسنقرر موعده بما يتناسب مع مصالحنا الأمنية.”
وبحسب المقال: “وفي هذه الأثناء، تحاول واشنطن إنقاذ وقف إطلاق النار من الانهيار الكامل، ويبدي البيت الأبيض قلقاً بالغاً من انهيار الاتفاق وضعف الحكومة اللبنانية التي تعجز عن إلزام الجيش اللبناني فرْض نزع سلاح حزب الله، على الرغم من قرار الحكومة الصادر في آب/ أغسطس، القاضي بضرورة حصر السلاح في يد الدولة، ومن تعهُد الرئيس جوزاف عون بتنفيذ ذلك. وعلى الجانب الآخر، يواصل حزب الله إعادة التسلح، ويتلقى أموالاً من إيران، منها تحويلات تجري عبر تركيا”. وبحسب الكاتب فإنّ “إسرائيل حمّلت رسائل شديدة اللهجة إلى بيروت، فحواها أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات ضد حزب الله، فستضطر إسرائيل إلى التحرك بنفسها. وعلى خلاف موقف الإدارة الأميركية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن الأميركيين لا يكبلون إسرائيل في الساحة اللبنانية. وأكد دبلوماسيون غربيون أن الوضع في لبنان “يقترب من الغليان”، وخصوصاً بعد موافقة إسرائيل على وقف الهجمات خلال وجود البابا في لبنان، بينما تُبذل حالياً جهود اللحظة الأخيرة لمنع انهيار الاتفاق”.
وبحسب التقرير: “وخلال زيارته التاريخية للبنان -وهي الأولى لرئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى خارج الفاتيكان منذ توليه المنصب في أيار/مايو – أقام البابا قداساً ضخماً في الواجهة البحرية للعاصمة بيروت حضره نحو 160,000 شخص. وفي لبنان أيضاً، يخشى كثيرون من أن حدوث التصعيد بعد انتهاء الزيارة هو مسألة وقت فقط. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال زيارة البابا، لم تشن إسرائيل غارات في لبنان، لكن مساء أمس، بعد ساعات من مغادرته، أفادت تقارير من لبنان بحدوث قصف مدفعي طال قريتَي بيت ليف ورامية في الجنوب.
وعلى الرغم من دعوة البابا لاوون الرابع عشر إلى السلام، فإن حزب الله ما زال يرفض نزع سلاحه، وأعلن أنه سيتصدى لأي خطوة في هذا الاتجاه. وقد يؤدي هذا الرفض إلى مواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله، أو كما يبدو، بين الحزب وإسرائيل”.





