سطوح بيروت 2025″… شمسٌ من قلوب الناس تضيء سماء العيد في لبنان

0
8

‎لم يكن يوم الثلاثاء 23 كانون الأول 2025 يومًا عاديًا، بل كُتب بعنوان عريض اسمه العطاء.
يومٌ جسّد أسمى معاني التضامن الاجتماعي اللبناني، بجميع أطيافه وطوائفه ومناطقه، تحت سقف إنساني واحد، خلال تيليتون “سطوح بيروت 2025” الذي حمل شعار ” كونوا شمس العيد”… فيما كانت الشمس الحقيقية هي الناس.
افتتحت داليا داغر، رئيسة ومؤسسة جمعية سطوح بيروت، التيليتون ٢٠٢٥ عند الساعة 9:30 صباحًا ببث مباشر عبر صفحات البرنامج على فيسبوك وإنستغرام، بدعم من عشرات المواقع والمنصات الإلكترونية، قبل أن ينتقل الحدث لاحقًا إلى النقل التلفزيوني المباشر.
وامتد البث لأكثر من 14 ساعة متواصلة بين وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات، في رهان إنساني كبير على قدرة اللبنانيين في الداخل والاغتراب على مدّ يد العون لعائلات تواجه أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة.
وشهد التيليتون حضورًا فنيًا وإعلاميًا واجتماعيًا لافتًا، بمشاركة قائد اليونيفيل الجنرال المايجور ديودوتا ابنيارا و رئيس البروتوكول نيكولا كاستيلي و عدد من الوجوه المعروفة، إلى جانب مساهمات مؤثرة من أهل الفن والإعلام والناشطين في العمل الإنساني.
كما عكس التيليتون صورة لبنان الحقيقية من خلال افتتاحية عند الخامسة بوجود شخصيات دينية من مختلف الطوائف، في مشهد جامع عكس رسالة عكس “سطوح بيروت” القائمة على الوحدة، المحبة، والتضامن

17 حالة إنسانية… وقلوب لبنانية واحدة

‎خلال النهار، تم عرض 17 حالة إنسانية من اصل ٢٥ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وقد تراوحت التبرعات بين 4 دولارات وصولًا إلى 20 ألف دولار وما فوق، ما ساهم في جمع ما يقارب 350,000 دولار أميركي، ستُوزّع على الحالات وفق حاجاتها، مع الإشارة إلى أن المبلغ المطلوب يفوق هذا الرقم بكثير هذا و تستمر التبرعات للحالات التي تدعمها الجمعية على www.stouhbeirut.org او عبر الاتصال على الرقم 70 -388389

او عبر وسائل التواصل التابعة لسطوح بيروت.
وتتوجه الجمعية بجزيل الشكر لكل من ساهم، ولو بـ “فلس الأرملة”، ولكل الضيوف الذين حضروا من مختلف المناطق والانتماءات للمشاركة في هذا اليوم الإنساني.

مسيرة 14 عامًا من العطاء
يُذكر أن جمعية سطوح بيروت تدخل هذا العام موسمها الرابع عشر على التوالي، بعد سنوات طويلة من الالتزام والعطاء رغم الأزمات الاقتصادية المتلاحقة. وقد أثبتت الجمعية مصداقيتها عبر مبادرات إنسانية مستمرة، كان آخرها تجهيز مشروع “Femme du Soleil” لتمكين المرأة، بكلفة بلغت 600 ألف دولار بدعم المتبرعين، إلى جانب نشاطات سنوية لدعم حالات مرضية، تعليمية واجتماعية.
وخلال التيليتون، عُرضت شهادات مؤثرة لأطفال تماثلوا للشفاء، وآخرين تابعوا تعليمهم رغم إعاقات وظروف قاسية، بفضل دعم الجمعية.
ومن بين هذه القصص: كريستينا عيد ، شادي كالوسيان ، وجيه بعينو و جيو عرموني نماذج حيّة تؤكد أن الإنسانية، حين تبدأ، لا تتوقف.

“سطوح بيروت”… أكثر من جمعية

“سطوح بيروت” ليست مجرد جمعية، بل حالة وطنية إنسانية تعيد جمع القلوب قبل أن تجمع المال، وتثبت أن التضامن الحقيقي قادر على إنقاذ الأرواح وصناعة الأمل في وطن أنهكته الأزمات