خاص صوت الارز – اوديت اسمر
تمارس اسرائيل في حربها اليوم كل أنواع الانتهاكات ضاربةً عرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية.
فلم تحترم لا بشراً ولا حجراً توعّدت وطبّقت لكن من هو المسؤول ومن سيعوّض على لبنان خسائره التي لا تُحصى والتي لا تُعوّض و اهمها أرواح من نحبهم وتراث أجدادنا الذي نفتخر به؟
كان لموقع ” صوت الارز ” حديث مع الدكتور روني خليل، أستاذ تاريخ محاضر في الجامعة اللبنانية ، حول أهمية حماية الآثار، خاصة في زمن الحروب، وما هي السبل لتحييدها عن الصراعات الدائرة؟
استهل د. خليل حديثه مشيراً إلى أنه خلال الحروب وبالرغم من كل الإجراءات القانونية والدولية لحماية المواقع الأثرية لا يمكن تحييد الخطر عن هذه المواقع. والأحداث الأخيرة التي حصلت في العراق وسوريا كانت خير دليل إذ خلّفت خرقاً كبيراً ودماراً فاضحاً للعديد من الآثار دون تدخل دولي يُذكر من قبل اليونسكو أو أي جمعية دولية مختصة بهذا المجال
فالأجدى هو وقف القتال وأضاف: “تكمن الخطورة هنا في حال طال الدمار مواقع أثرية تاريخية لا يمكن تعويضها فنحن هنا لا نتحدث عن مواقع عمرها ٥٠ سنة بل عن مواقع عمرها آلاف السنين التي تشكّل مصدر غنى للبلد سياحياً، اقتصادياً، معنوياً، حضارياً وتاريخياً…”
كما حصل في سوق النبطية الذي دُمّر بالكامل دون تحييد المباني والمعابد الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ٢٠٠ عام فضلاً عن المنازل الأثرية في صور وصيدا التي من المستحيل إرجاعها. فمن المسؤول هنا عن تدمير ذاكرتنا الوطنية التي تختبئ في كل زاوية أو حجر يحمل حدثاً نعتزّ به ونعلّمه لأبنائنا؟
وتابع خليل: “إن التجارب علّمتنا عبر التاريخ أن الحروب دمّرت العديد من المواقع الأثرية، ولم نحصل على تعويضات تُذكر تساعدنا في إعادة ترميم ما فقدناه. وهذا بالإضافة إلى ما شهدناه سابقاً من حوادث سرقة لآثارنا من قبل الجيوش الغربية أو نتيجة إهمال أبناء الوطن الذين لا يقدّرون التراث الوطني، من خلال التعديات أو البناء على أنقاض اثرية دون أي محاسبة من السلطات المعنية رغم كل المناشدات والتحذيرات.”
فكيف هو الحال اليوم ونحن نتعرض لأبشع الحروب؟ فالخوف كل الخوف من أن يتعرض أي معلم أثري أو تاريخي أو تراثي أو ثقافي للدمار الشامل
في ظل غياب المحاسبة أولاً، وثانياً من عدم قدرتنا على التعويض، وأي تعويض يجدي نفعاً بعدما نكون قد طمسنا تاريخاً وحضارة ومعالم أثرية عمرها آلاف السنين.
وعن السؤال حول تحييد الآثار في النزاعات، وما الإجراءات التي يجب تطبيقها، أكد خليل أنه على الصعيد الشخصي أي جهة تخوض حرباً ضد أي بلد لن يوقفها درع أزرق أو أي إجراء آخر
إنما الأهم من كل ذلك كما سبق وأكدنا هو المطالبة بوقف الحرب وعدم استخدام هذه المواقع كدروع للاحتماء بها
فقلعة بعلبك، على سبيل المثال، ذات الشهرة العالمية، هي نتاج حضاري عريق وصل إلينا، فعلينا المحافظة عليها وتحييدها عن أي دائرة خطر.
وختم د. خليل: بغض النظر عن هوية المعتدي، فإن لبنان تاريخياً تعرّض لحروب واستعمارات عديدة، وكان الوطن والشعب دائماً الخاسر الأكبر.
فعلى أمل أن يعود طائر الفينيق لينفض الغبار عنه ويحلّق مجدداً نناشد الجميع أن يرأفوا بأرواح وتراث الشعب اللبناني وألا يجعلوا منها متاريس يختبئون وراءها أو اهداف يمارسوا غضبهم وحقدهم عليها