…آخر موضة ” التشليح ” في لبنان … تحذير الى مستخدمي النقل العام

0
41

“عيش كتير بتشوف كتير” مثل لبناني معروف، لكن حقا ثمة فارق كبير بين أن نسمعه أو أن نقوله وبين أن نرى نموذجا يجسده بأم العين .
ففي حادثة لم يخطر ببالي السيناريو الذي ” نُسجت ” خيوطها به ، وبعد أن إستقليت ” فان ودع أهلك ” من محلة الكولا إلى طرابلس عند الساعة الثامنة إلا عشرة مساء يوم الثلاثاء صعد من محلة كورنيش المزرعة رجلان سوريان ومعهما ولدان (أبني أحدهما ) إلى المقعد الخلفي الأخير وجلسوا ورائي ، وبعد أن قطعنا محلة الدورة بحوالي كيلومتر واحد لاحظت “فانا “أبيض يطلب من صاحب التوقف على اليمين لأمر ضروري ، إستجاب السائق وتوقف .
ما لبث أن اقترب من الزجاج المقابل للسائق وأبلغه أن ثمة حادثة اعتداء وسرقة حصلت في محلة الدورة على مواطن لبناني ( من أقاربه ) وهو مضطر لأن يدقق بهويات الركاب وأوراقه الثبوتية ، والغريب هنا أن السائق وافق ومن دون أي ممانعة بجوابه :” تفضل ، إذا كان هالشي بساعدك ” .
عندها فتح الباب الخلفي وراح يؤكد للركاب وعددهم خمسة بأنه مضطر إلى هذه الخطوة من دون أن يعرف عن نفسه، وأثناء إطلاعه على الأوراق الثبوتية للركاب لاحظ حقيبة سوداء متوسطة الحجم مع أحد الرجلين خلفي فسأله : ماذا تحتوي ؟ فأجابه أموال وهي ” الغلة” التي جنيناها من بيع العلكة والسمسمية والكيك أنا وأولادي خلال 20 يوما . فطلب منه هاتفه لأنه مضطر لأن يرى ماذا يحتوي من صور وجواز سفره كي يتأكد من إسمه ومن ثم طلب منه أن يدقق بالأموال عما إذا كانت مزورة أو أنها نفسها التي تم سرقتها من قريبه .
تجاوب معها الرجل السوري وأعطاه كل ما طلب ، توجه إلى ” الفان ” خاصته وطلب من سائق الفان الذي أستقله انتظاره دقيقة، ولم يمض 20 ثانية حتى كان أدار محرك ” الفان ” خاصته ، سالكا طريقا متفرع من الطريق الرئيسي، فصرخ الراكب السوري مطالبا السائق باللحاق به ، إستجاب السائق له لكن بعد دقيقتين من ملاحقته أبلغ السائق الراكب السوري ” المسروق ” بأن ” الحرامي ” سلك طريقا فرعيا آخر وهو يخاف من ملاحقته مخافة أن يتعرض والركاب لإطلاق نار أو اعتداءات من أفراد العصابة التي يرأسها ” الحرامي ” وأنا مضطر إلى العودة إلى الطريق الرئيسي .
وهكذا حصل، وما هي إلا دقائق قليلة حتى راح الراكب المسروق ينهمر بالبكاء : سرق مني 26 مليونا وخمسماية ألف ليرة، وهاتفي، إنخرب بيتي، حتى أجرة السائق لم يعد لدي .
ضحية لا أعرف أي رقم تحمل ضمن لائحة ضحايا هذا السارق المحترف في إقناع ضحاياه ، والجملة الأكثر سماعا على أذني من السائق والركاب كانت ” الله بعوضك ، المال بيتعوض لكن حياتك وحياة أولادك هي يلي ما بتتعوض .