كما كان الصحاف يجافي الواقع يومها ويبيع الشعب العراقي البطولات الوهمية فيما كانت الدبابات الأميركية على مشارف اقتحام الفندق الذي كان يقيم فيه، هكذا يطل عفيف في استعراض ممجوج من قلب الدمار يخاطب فيه البيئة الحاضنة بالأوهام بعدما اكتشف مسؤولو “الحزب” أن أضاليلهم لم تعد تنطلي على أكثرية الشعب. يقول عفيف إن العدو عجز عن احتلال قرية لبنانية واحدة مستشهداً بقلعة الخيام التي وصفها بالشاهدة الحية على بطولة المجاهدين. هذا في الخيال أما في الواقع وتحديداً في الاحتكام إلى الميدان فيظهر وبالفيديوات توغل الجيش الإسرائيلي في العديد من القرى والبلدات الحدودية حتى عمق يقارب 40 كلم وتدميرها بشكل كامل لخلق منطقة عازلة تسمح بعودة مستوطني المنطقة الشمالية، وكأن تدمير قرى بأكملها ليس بفداحة التوغل والإحتلال.
أما التناقض الفاقع الذي وقع فيه عفيف فهو تعويم العلاقة مع الجيش، وخانته الذاكرة أن أكثر من صوّب واستهدف الجيش اللبناني هي المقاومة، وقتل الطيار سامر حنا وتحديداً في الجنوب خير دليل على دعمهم للجيش وقتلهم العديد من الضباط خصوصاً في البقاع في ثمانينات القرن المنصرم، أيضاً يشكل مضبطة تكذيب للتقية التي يمارسها “الحزب”. ولعل الهجوم الذي يتعرض له الجيش وقائده من محور المقاومة وفجّره الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير بمسألة تقديم استفسار عما حصل بخصوص الإنزال البحري في البترون، خير دليل على أن المقاومة تحولت رأس حربة في التصويب على الجيش لقطع طريقَي التمديد والرئاسة على جوزيف عون.