حضر لبنان الى جانب غزة في القمة العربية الاسلامية برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، واذا كان الوفد اللبناني قد ارتاح لوجود تقارب ايراني –سعودي، فان مصادر مطلعة لفتت الى ان الموقف السياسي كان اقل من المتوقع، حيث انتهت القمة ببيان انشائي معتاد لا يقترن باي فعل، يمكن ان يجبر «اسرائيل» على وقف حمام الدم في لبنان وغزة، وحتى مسألة اعادة الاعمار لم تتبلور على نحو تنفيذي وبقيت مجرد وعود. واللافت ان الرد «الاسرائيلي» الوقح على القمة لم يتأخر كثيرا، حيث اعلن وزير المال «الاسرائيلي» بتسلئيل سموترتيش انه اعطى تعليماته ليكون العام 2025 عام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
ما جدوى القمة؟
وللمفارقة، تشير اوساط ديبلوماسية الى ان قمة الرياض الثانية جرت في اليوم نفسه لقمة العام الماضي، أي بعد قرابة شهر من التطوّر الخطير الذي جرى في قطاع غزة. حينها أدانت العدوان «الإسرائيلي» وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية، وطالبت بوقف الحرب فورا، ورفض توصيفها دفاعا عن النفس..
لكن لم يحصل اي شيء من ذلك، واليوم بدل توقّف الحرب تحوّل الانتقام «الإسرائيلي» إلى عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي للفلسطينيين، وواجهت «إسرائيل» مطالب العرب والمسلمين دعم الأونروا بإعلانها منظمة إرهابية، وفي أثناء ذلك وسعت الحرب لتشمل لبنان، وقصفت اليمن بشكل مباشر، وصعّدت المواجهة المباشرة مع إيران مرتين، مما قرّب مخاطر حرب إقليمية.
ووفق ما تقدم فان ما تواجهه القمة العربية ـ الإسلامية هو أخطر بكثير مما واجهته القمة الأولى، فهذه الدول امام تحديات وجودية خطيرة، تتطلب تغيّرات استراتيجية عميقة، وتحضرا لاحتمالات كبرى، لكن ما حصل كان مجرد «ثرثرة» لا تغني ولا تثمن عن جوع.
اين الايجابية؟
وكان بن سلمان اكد «رفض بلاده انتهاك سيادة لبنان ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية». وطالب ولي العهد السعوديّ « بإنهاء الاحتلال «الإسرائيليّ» غير المشروع في فلسطين كما طالب بتنفيذ حلّ الدولتين.
وفي هذا السياق، اكدت مصادر ديبلوماسية ان الوجه الايجابي في القمة، كان تقصد ولي العهد السعودي تظهير التقارب الايجابي مع طهران وكذلك مع دمشق، حيث التقى الرئيس السوري على هامش القمة.