كُلّنا في وطنٍ منزوفٍ! “العكره” ل”صوت الأرز”:علينا أن نسأل بعضنا ما هو الإستقلال وما معنى السيادة؟

0
40

خاص – انطوني الغبيرة

“العكره” ل”صوت الأرز”:علينا أن نسأل بعضنا ما هو الإستقلال وما معنى السيادة؟

ذكرى الإستقلال منقوصةٌ أيضاً هذا العام ليس فقط بسبب غياب رئيسٍ الجمهوريّة، بل أيضاً بسبب الأوضاع الأمنيّة التي يشهدها لبنان. تغيب السيادة اليوم عن لبنان، ويغيب الشعور بالإستقلال معها.

وبين شعورنا الممزوج بالغبن والحزن من جهة والأمل والسلام من جهةٍ أخرى؛ هل فعلاً علينا عدم الإحتفال بذكرى الإستقلال؟

الدكتور في علم الآثار حسان العكره أوضح في حديثٍ خاص لموقعنا أنّ اليوم وبعد مضيّ 81 عاماً علينا أن نسأل بعضنا ما هو الإستقلال وما معنى السيادة؟ اعتُبر 22تشرين الثاني 1943 يوم الاستقلال في حينها مع خروج رئيس الجمهورية آنذاك بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح مع بعض أعضاء الحكومة من السجن.فتوّج هذا الحدث التاريخيّ بذكرى استقلال لبنان عن القوات الفرنسيّة؛ بعد أن جابهوا سلطة غير لبنانية كانت تدير الشأن السياسي اللبناني.

مُكمِلاً، حينها تزامن الإستقلال مع الإفراج عنهم وأصبح القرار عند اللبنانيين. فهل اليوم القرار بحت بيد اللبنانيين!؟هل جميع الفئات والأطراف متّفقة على كيانٍ واحِد وعلى وحدة لبنان؟ بالطبع كلاّ، إذاً على أي أساس أستطيع أن أعتبر اننّي مستقلّ! التضامن الشعبي مع المآسي الذي يعيشها مكوّن رئيسي بالوطن هو السبب الرئيسي الذي يمنعنا اليوم من عدم الإحتفال بذكرى الإستقلال.

أمّا عن أهميّة وجود رئيس جمهوريّة، أشار الى أنّه وبظلّ الوضع القائم والإنقسام العامودي بين الأحزاب والطوائف،وجود رئيس جمهورية اليوم لن يغيّر شيء من المعادلة أو من المشاكل لأنه وللأسف بعد إتفاق الطائف لم يكن هناك إدارة جيّدة والطائف جرّد الرئيس من صلاحياته.

وأضاف: ” أصبحت صلاحيات الرئيس تقتصر بالتواقيع على الإتفاقيات والقرارات الدولية،   ولكن داخلياً ليس لديه حق التوقيع أو الإعتراض على مرسوم بشكلٍ عام؛ فالمرسوم الصادر عن مجلس الوزراء يصبح حكماً نافذاً بعد أسبوعين من عدم توقيع الرئيس عليه”.

منذ العام 1843 أي من نظام القائمقاميتين، مروراً بنظام المتصرفية ودولة لبنان الكبير ولغاية اليوم نشهد القطار التاريخي نفسه! صراع طائفي داخلي بين الطوائف التي تنتصر واحدة وتخسر الأخرى حيناً ويضطر أن يجلس مسؤولوا الطوائف على الطاولة نفسها للحوار أحياناً. فلا يوجد عبر التاريخ اللبنانيّ محطّة رئيسية نستطيع اعتبارها مرحلة جديدة مختلفة عن التي سبقتها. التاريخ لا يعيد نفسه كونه بنفس المسار الذي انطلق فيه بالماضي.

وأكّد العكره أنّ الأحزاب التي تعدّ نفسها عابرة للطوائف تستكمل ذاك المسار، من خلال خلفيتها الطائفيّة؛ وهذه تركيبة ما تزال لغاية اليوم. لذا نحن بحاجة للإنتقال الى مرحلة جديدة من خلال عقد إجتماعي جديد، ربّما ذو خلفية طائفية ولكن نكون على إدراك بأسسه التي نحن وضعناها. 

تختلف وجهات النّظر بالنسبة ل “العكره” حول موضوع الحياد، فهناك عدّة عوامل تؤثّر على تحييد لبنان نفسه عن المشاكل والصراعات؛ كوننا لا نعيش في جزيرةٍ. فاليوم وبظل وجود دولة غاصبة وكيان غاصب طموحاته الدينيّةكبرى وبصلب مكونه الجغرافي توسّع أراضيه من النيل الى الفرات. هل سيسلم لبنان من الحياد ومن الأطماع؟ 

خاتماً، لذا علينا من خلال العقد الإجتماعي الجديد أن نبحث عن قوّة لبنان، لكي نستطيع ان نكون ضمانة لبعضنا.

نفتقد اليوم لرجالٍ، لزعماء، لحكّام لقرارات نزيهة يتّخذها مسؤولينا غير المسؤولين عن فسادهم. فساد دمّر السلطة يدمّر الأرض ويقتل الشعب!