خاص : الأمراض المعدية ترتفع بنسبة 50% بين الأطفال والإسهال وسوء التغذية في الصدارة

0
39

خاص: سينتيا عبدالله

كيفية مساعدة الأطفال للحد من انتشار الأوبئة؟

صحيح أن الحرب قد انتهت، لكن الكثير من الناس سيعودون إلى بيوت مدمرة، بينما سيبقى العديد منهم في أماكن مخصصة للنازحين. كما فقد الكثيرون أشغالهم ومصادر رزقهم.

و بالتالي إن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا في الحروب، ويُعدّ وضعهم الصحي في مناطق النزاع من القضايا الملحة التي تستدعي انتباهًا عالميًا. يعيش الأطفال في هذه المناطق تجارب قاسية تعرض صحتهم الجسدية والنفسية للخطر، خاصةً مع تدمير البنى التحتية، مما يفاقم صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.

العدوان الإسرائيلي على الجنوب وبيروت والبقاع أثّر بشكل كبير جدًا على الأطفال، حيث تزايدت معدلات سوء التغذية وتعطلت برامج التطعيم، مما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية بشكل واسع، خاصة في أماكن الإيواء التي تعاني من الاكتظاظ السكاني.

الوضع الصحي للأطفال في مراكز الإيواء يتطلب استجابة عاجلة ومنسقة من المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية لتوفير الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهؤلاء الأطفال، وضمان حقوقهم في الحياة الكريمة والصحة الجيدة.

صوت الأرز كان له كلمة مع طبيب الأطفال، الدكتور درويش سرحال، الذي أوضح أن عدد الأمراض المعدية ارتفع بنسبة 50% عن العام الماضي، خاصةً في مراكز الإيواء كالمدارس الرسمية وغيرها. وأشار إلى أمراض مثل الإسهال، والتسمم الناتج عن سوء التغذية، ومرض الكوكساكي، الذي قد تكون من أعراضه ارتفاع حرارة الطفل.

وأوضح د. سرحال أن الوضع في المستشفيات لا يزال تحت السيطرة، حيث لم تُسجل أعداد كبيرة وغير مسبوقة لدخول الأطفال بسبب الحروب. فأغلب الأمراض يتم علاجها في المنازل أو مراكز الإيواء.

وعن أسباب انتشار الأمراض المعدية، أكد د. سرحال أن تدمير البنى التحتية الصحية قلل من قدرة العائلات على الحصول على العلاج اللازم، بالإضافة إلى نقص اللقاحات وتعطل برامج التطعيم، مما ساهم في انتشار الأمراض. كما تعذر الوصول إلى المستشفيات بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء، مما ساعد على تفاقم الوضع.

كيفية الوقاية أو التخفيف من انتشار الأمراض لدى الأطفال؟

أكد د. سرحال أن النظافة هي العامل الأهم للوقاية، مشددًا على استخدام أدوات التنظيف والتعقيم في الطعام، وارتداء الكمامات بشكل دائم، خاصةً مع اقتراب فصل الشتاء. فالبيئة الآمنة تُشعر الأطفال بالراحة الجسدية والنفسية.

وأشار إلى أن الظروف النفسية تلعب دورًا كبيرًا في صحة الأطفال، حيث يمكن للقلق والاكتئاب الناتج عن سماع الغارات بشكل يومي، أو الحديث المستمر عن الدمار، أن يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.

أما الأطفال الذين شهدوا أعنف الغارات أو فقدوا أحد أفراد عائلتهم، فقد يظهرون سلوكيات سلبية، أو عدوانية، أو انسحابًا اجتماعيًا يؤثر على علاقاتهم مع محيطهم.

هذه الفئة، كونها الأضعف وغالبًا غير مدركة لما يحصل، تحتاج إلى دعم صحي وجسدي لمحاربة الأمراض، بالإضافة إلى دعم نفسي يساعدهم في التعامل مع تجاربهم الصعبة.

وشدد د. سرحال على أهمية ممارسة الرياضة حتى في مراكز الإيواء، حيث تعزز مثل هذه النشاطات من مناعة الأطفال وتساعدهم على الابتعاد عن الأمراض المعدية.

إنّ الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة في أوقات الحروب، حيث يتعرضون لخطر الأمراض المعدية وسوء التغذية بالإضافة إلى الأزمات النفسية التي تؤثر على نموهم وسلوكهم. ومع انتهاء الحرب، تبرز الحاجة الملحة لتوفير بيئة آمنة، ودعم صحي ونفسي متكامل لهم. على المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية أن تتكاتف لتلبية هذه الاحتياجات وضمان حق كل طفل في حياة كريمة وصحية. إنّ مستقبل الأجيال القادمة يعتمد على استجابتنا اليوم، فالأطفال هم أمل الغد وبناة المستقبل