أصبح 8 ديسمبر يوماً مدوناً في التاريخ السوري. ففي فجر اليوم، أعلنت الفصائل السورية المسلحة “هروب” الرئيس بشار الأسد، و”بدء عهد جديد” لسوريا، بعد دخول قواتها دمشق.
وخرج بيان للعمليات العسكرية من التلفزيون السوري يعلن سقوط نظام الأسد والحفاظ على ممتلكات الدولة.
وبعد أن أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة في تصريحاته لـ”العربية” و”الحدث” أن نظام بشار الأسد قد سقط، قال رئيس حكومة دمشق محمد غازي الجلالي إن الحكومة مستعدة للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب.
وطالب رئيس الائتلاف الوطني السوري من المواطنين الالتزام في منازلهم من أجل ضبط الأمن، مؤكداً في لقاء مع “العربية” و”الحدث” أن الوضع آمن في سوريا ولا مجال للثأر أو الانتقام”. فيما أبدى رئيس حكومة دمشق استعداده لمد يد المساعدة من أجل التعاون لتحقيق مصلحة سوريا، مبدياً استعداده لتسليم كافة الملفات.
وتزامنا، دعا قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع للامتناع من الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء حتى يتم تسليمها رسميا، حسب قوله.
في هذه الأثناء، أفادت “رويترز” أن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بسقوط النظام.
نهاية 50 عاما من حكم البعث
وأفاد شهود وكالة فرانس برس عن انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن العاصمة السورية، وسط إطلاق نار كثيف معظمه في الهواء ابتهاجا، بينما انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أشخاصا يحتفلون ويهتفون في شوارع دمشق.
وأعلنت الفصائل عبر حسابها “إدارة العمليات العسكرية” على “تليغرام” “بشار الأسد هرب”، و”نعلن مدينة دمشق حرة”.
وأضافت أنه بعد 50 عاما من حكم البعث.. “نعلن اليوم (…) نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى “سوريا الحرة”.
هروب بشار الأسد
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “الأسد غادر سوريا عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن ينسحب عناصر الجيش والأمن” من المطار.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش والقوات الحكومية السورية أخلت مطار دمشق الدولي فجر الأحد بعد “صدور أوامر لعناصر وضباط قوات النظام بالانسحاب من مطار دمشق الدولي”.
وكان مصدر مقرب من حزب الله الداعم للنظام السوري قال لفرانس برس إن الحزب سحب عناصره الموجودين في محيط دمشق وفي حمص باتجاه لبنان ومنطقة الساحل السوري فجر الأحد.
وقال المصدر “الحزب أوعز لمقاتليه في الساعات الأخيرة بالانسحاب من منطقة حمص، بعضهم توجه إلى اللاذقية وآخرون إلى منطقة الهرمل في لبنان”، مشيرا إلى أن “مقاتلي الحزب أخلوا كذلك مواقعهم في محيط دمشق”.
سجن صيدنايا
وأفادت الفصائل والمرصد السوري لحقوق الإنسان فجر الأحد بفتح أبواب سجن صيدنايا العسكري الواقع قرب دمشق وهو من الأكبر في سوريا والذي تفيد منطات غير حكومية بتعرض المساجين فيه للتعذيب.
وقال المرصد “فتحت أبواب سجن صيدنايا… أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية طوال حقبة حكم الأسد”.
يذكر أن القوات الحكومية السورية تراجعت بشكل كبير وغير متوقع خلال الأيام الماضية في الميدان.
هروب من الجبهة
وسمحت السلطات العراقية بدخول “مئات” الجنود السوريين “الفارّين من الجبهة” إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، على ما أفاد مصدران أمنيان السبت.
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن السبت على هامش منتدى الدوحة للحوار السياسي إلى “الهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين بما يتماشى والقانون الإنساني الدولي”، حاضّا على “بدء عملية تؤدي إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وأفاد المرصد السوري بسقوط 826 قتيلا، بينهم 111 مدنيا منذ بدء هجوم الفصائل. وأشار إلى أن 222 مقاتلا بالإجمال قضوا منذ الثلاثاء بمحيط حماة.
كذلك نزح 370 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة التي حذّرت من أن هذا العدد قد يرتفع إلى 1.5 مليون.