زار وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن، مطرانية دير الأحمر، على رأس وفد ضم المسؤول التنظيمي لحركة “أمل” في إقليم البقاع أسعد جعفر وفاعليات، لشكر المطران حنا رحمة ورئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر المحامي جان فخري، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وأهالي بلدات المنطقة على احتضانهم العائلات النازحة بسبب العدوان الإسرائيلي.
الحاج حسن
وتوجه الوزير الحاج حسن إلى المطران رحمة، فقال: “نحن نشد على يدك ونقول لك، لا أعاد الله هذه الحرب، وما قمتم به يا سيادة المطران ليس غريبا عنك، لأنك أنت ابن الكنيسة، ولأنك تتمنطق بمنطق السيد المسيح فهذا دأبك، ومن واجب العبد أن يشكر دائما رب العالمين على أنه سخَّر له عبادا آخرين لمساعدته في هذه المحن، ونحن بالنيابة عن كل الناس الذين كانوا في هذه المنطقة، سواء في البيوت أو في مراكز الإيواء أو في الكنائس والأديرة، نشكرك لأنك فتحت الكنيسة لاستقبال الناس وهذه مسألة كبيرة وقد تكون هذه اللفتة تحصل للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد، وهذا التصرف النبيل يعكس الصورة المشرقة”.
ورأى أن “احتضان الوافدين إلى منطقة دير الأحمر كان عفويا، وبعيدا من كل قيد. بالسياسة هناك اختلاف وتنافر أو تنافس وهذا طبيعي جدا، ولكن في العلاقات الإنسانية يتم تجاوز كل الخلافات، وهذا أكدنا عليه في مجلس الوزراء لرئيس الاتحاد جان فخري، في حضور النائب أنطوان حبشي، قلنا الآن ليس الوقت لنشكر بعضنا، وإنما وقت أن نقول أنتم على قدر المسؤولية وجميلكم نحفظه برموش عيوننا، هذه الزيارة لشكرك سيادة المطران وشكر الآباء والراهبات والرهبان وقساوسة الكنيسة، وغبطة البطريرك الذي نعلم بأن هذا الاحتضان أيضا بتوجيه منه، كما نشكر كل الأحزاب والفاعليات والاتحادات والبلديات والمخاتير وكل من ابتسم في وجه شخص كان في ضيافته”.
وأشار إلى أن “هناك تقصيرا حصل من قبل الدولة بدون أدنى شك، ولكن الحرب وضعت أوزارها، وبحكمة الرئيس نبيه بري استطعنا الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ونأمل أن يستمر بعد الستين يوما، لأن هناك جهدا دوليا يتم العمل عليه”.
ختم: ” المطلوب من اللبنانيين التضامن لكي نصل إلى 9 كانون الأول ويكون لدينا رئيس للجمهورية، وبعدها يتم التكليف وتأليف الحكومة المكتملة المواصفات، لأن العاصفة حولنا صعبة، ويجب علينا أن نحصن بيتنا الداخلي، حتى نقول نحن قادرون. الكنيسة والجامع والبلديات والمخاتير سبقونا كسياسيين بالاحتضان، وفي ترجمة العيش المشترك بشكل عملي في وطننا، وسبقونا في إبراز الصورة الحقيقية للمواطنة في بلدنا”.
رحمة
واعتبر المطران رحمة أن “الذي حصل أظهر صورة لبنان الحقيقية بالمعنى الإيجابي، أنا كمسيحي أرفض كل حرب وكل انقسامات وخلافات، لأن الحرب هي لغة الشيطان، والله علمنا المحبة، والمسيح علمنا أن نحب بعضنا ونضحي مع بعضنا، ونغفر ونسامح لبعضنا، ونكون فعلا عائلة واحدة، وأنا مع كل ما ببني الود والألفة والمحبة والتعاون، والله خلق هذا الكون وخلق فيه الإنسان ليمجد الله ويكون معه في الحياة الأبدية”.
وأكد أن “لبنان الصغير بمساحته الجغرافية وبعدد سكانه، إلا أن نوعية البشر فيه عظيمة جدا، وحيثما اتجه اللبناني يثبت وجوده في العالم، وهناك الكثير من النواب والوزراء ورؤساء البلديات والمسؤولين من أصل لبناني في العالم، أكثر من عدد المسؤولين والنواب والوزراء ورؤساء البلديات في لبنان، وهذا فخر للإنسان اللبناني، وكما قاتلنا ضد اسرائيل أو ضد فلان وغيره، يجب أن نبدأ بالتفكير بالمشروع اللبناني، وأن نقاتل فكريا وبكل إمكانياتنا من أجل المشروع الواحد الذي هو مشروع لبنان الذي نطمح إليه جميعا”.
فخري
وبدوره رأى فخري أنه “من الصعب على الله أن يشكروا بعضهم البعض، وما مرّ ليس أزمة نزوح، إنما فرصة لقاء حقيقية، لنقوم بتنفيذ مناورة حية للعيش معا”.