خاص – مصير حزب الله وحزب البعث بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وتداعياته على لبنان والخيارات المستقبلية بين الحل السياسي والفوضى؟

0
66

خاص : سينتيا عبدالله

ما مصير حزب الله والبعث بعد سقوط النظام في سوريا؟

ليلة الثامن من كانون الثاني عام 2024 كانت طويلة جدًا في سوريا، كتبت تاريخًا جديدًا وانطوت صفحة حكم حزب البعث وعائلة الأسد بعد حوالي خمسة عقود من الحكم، حيث سيطر مقاتلو المعارضة المسلحة في عملية سموها “ردع العدوان” على العاصمة دمشق بالتزامن مع تقدم موازٍ في كل البلاد تقريبًا.
طوال فترة العملية كلها لم يصدر أي تصريح من الرئيس السابق بشار الأسد أو حكومته، إلى أن تم الإعلان عن هروبه مع عائلته إلى روسيا.
ومنذ ذلك اليوم بدأت المشاهد في جميع أنحاء سوريا تتبدل، وظهرت فيديوهات لتحطيم تماثيل الرئيس الراحل حافظ الأسد في دمشق وتمزيق صور بشار الأسد والسطو على منازله وممتلكاته وسط احتفالات عمّت الشوارع لرحيل هذا النظام الذي حكم البلاد منذ السبعينات.
على مدى 13 سنة من الثورة السورية، أُجبر الملايين من السوريين على اللجوء والمنفى بسبب قسوة النظام والجرائم المرتكبة بحقهم واعتقالهم في سجون سُميت بالمسالخ البشرية كسجن صيدنايا، حيث قام النظام السابق بأبشع أساليب التعذيب التي يتخيلها العقل. أما اليوم، فالسوريون المحررون والمواطنون يحتفلون بسقوط هذا النظام.
وقد منحت روسيا للرئيس السابق وعائلته حق اللجوء لاعتبارات إنسانية، ومع ذلك فهو لم يظهر إلى اليوم ولا أي من أفراد عائلته، علمًا أن هناك إشاعات ترددت عن سقوط طائرته وأخرى عن وجوده في روسيا، والكثير من الأخبار المتضاربة في هذا البلد الذي انقلب رأسًا على عقب في أيام معدودة. فما مصير لبنان في ظل هذه الأحداث؟ وما مصير حزب الله الداعم الأول لنظام بشار الأسد؟
مصادر مقربة من حزب الله أكدت لصوت الأرز أن سقوط النظام في سوريا سيكون له تداعيات على لبنان بالتأكيد، وتداعيات على المقاومة اللبنانية كونها الخط الإمداد الأساسي الذي تعتمد عليه، وهو مقفل حاليًا. وقد وصلت الأمور إلى مرحلة لم يكن من الممكن فيها الدفاع عن هذا النظام الذي رفض القيام بمبادرات لحل سياسي، بالإضافة إلى ظروف الدول الإقليمية كإيران والدولية في روسيا التي أدت إلى رفع اليد عن وجود نظام الأسد وأدت إلى سقوطه.
أما مصير حزب البعث فسيكون مشابهًا لمصيره في العراق، وسيتم رسم مشهد جديد في سوريا حيث هناك العديد من القوى المسلحة وتقاسم للنفوذ، وبالتالي قد تعم الفوضى ومعارك داخل سوريا بين الجماعات المسلحة. وهذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي على لبنان، حتى ولو لم يكن بشكل كبير ومباشر في المرحلة الأولى، بسبب العمق اللبناني الاستراتيجي المتمثل بسوريا، فلا بديل عنه نظرًا لأن البديل على الحدود هو العدو الإسرائيلي.
وعن عودة تنظيم داعش إلى الصورة، فهو كان دائمًا موجودًا في سوريا في أماكن معينة، ولم يتحرك هذا التنظيم حتى الآن، بانتظار ربما ما ستتجه إليه الأمور. فالتطرف في سوريا لا يزال قائمًا ولو بأسماء مختلفة كداعش وغير داعش.
الدولة السورية الآن أمام خيارين: الخيار الأول هو أن تذهب باتجاه حل سياسي دولي، وهذا أمر قد يكون صعبًا بسبب تعدد الجماعات المسلحة داخل سوريا، والخيار الثاني هو الفوضى التي بدأت بشائرها تظهر داخل الشارع السوري.
أما عن تخلي الدول عن بشار الأسد، أوضحت هذه المصادر أن الملف الروسي بحربه مع أوكرانيا اضطر إلى تخفيف الاهتمام بالملف السوري، كما أن التحديات التي تواجه إيران والتهديدات الأميركية الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية عليها دفعها لاتخاذ هذا القرار وتحييد نفسها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا