خاص: نايلا شهوان
في بلد يمرّ بأصعب الأوقات، يبقى هناك من يختار أن يكون في الخطوط الأمامية، حاملًا الأمل في وجه الألم، ومسعفًا للناس في لحظاتهم الأشد ضعفًا. إنهم مسعفو الصليب الأحمر اللبناني، الذين لا يغلقون أبوابهم أمام أحد، ولا يتأخرون لحظة عن تلبية النداء، مهما كانت الظروف.
اليوم، وكما في كل عام، يطلق الصليب الأحمر حملته السنوية لجمع التبرعات، ويدعونا جميعًا لأن نكون جزءًا من هذه المسيرة الإنسانية. ولكن هذه الحملة لا تُقاس فقط بالأرقام، بل بالمشاهد اليومية التي نراها بأعيننا:
مسعف يقف على طريق عام، يلوّح بيده من خلف الزجاج للسيارات المسرعة. البعض يبادلهم النظرة بابتسامة، والبعض الآخر يغلق الشباك… لكن خلف هذا النداء، قصة كبيرة: قصة مؤسسة تعتمد على عطاء الناس لتستمر في إنقاذ الأرواح.
هؤلاء الشبان والشابات، المتطوعون منهم أو العاملون، يضحّون بأوقاتهم، بسلامتهم، وحتى بحياتهم أحيانًا، ليكونوا أول المستجيبين في الحوادث، في الأزمات، في الكوارث، في حالات الولادة أو توقف القلب أو نزيف الطرقات. هم الذين يرفعون الهاتف في منتصف الليل، ويهرعون إلى الأماكن التي يهرب منها الجميع.
لكن الصليب الأحمر لا يعمل وحده. هو نحن جميعًا. قوتُه من تضامننا، ومن إحساسنا بالمسؤولية تجاه من ينقذنا وينقذ أحبابنا.
لا تسكّر الشباك بوجه المسعف… افتح له قلبك. تبرعك، مهما كان بسيطًا، هو دعم مباشر لمسعفٍ سيصل إلى مريض، أو سيارة إسعاف تنقل مصابًا، أو كيس دم ينقذ حياة طفل. هو رسالة شكر لكل يد امتدت، ولكل قلب ينبض بالإنسانية.
لبنان بحاجة إلينا… لكن قبل ذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون بشرًا بحق، وأن نردّ الجميل لكل من بقي واقفًا معنا.
الصليب الأحمر ليس مجرّد شعار على بدلة، هو ضمير وطن. فلنصُن هذا الضمير، ولنُحافظ على نبض الإنسانية فيه.
ادعموا حملة التبرع السنوية للصليب الأحمر اللبناني عبر الموقع الرسمي أو بالاتصال على الرقم 1760 .
شارِكوا الرسالة، قولوها لأصدقائكم، وانشروا صورة المسعف بدل أن تغلقوا الشباك في وجهه… فكل مشاركة قد تُنقذ حياة






