نايلا شهوان
بين نهاية تشرين الأول وبداية تشرين الثاني، تغزو الشوارع والأماكن العامة ألوان البرتقالي والأسود، والوجوه المقنّعة، والقرع المنحوت على شكل وجوه مرعبة. في ظنّ كثيرين، أن “الهالوين” عيد مسيحي أو كنسي. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.
الهالوين هو تقليد غربي ذو جذور وثنية، كان يُعرف قديمًا باسم Samhain عند شعوب الكِلت، احتفالًا بنهاية الصيف وبداية الشتاء، حين كانوا يعتقدون أن أرواح الموتى تعود إلى الأرض. ومع مرور الزمن، حاولت الكنيسة الكاثوليكية استبدال هذا التقليد بعيدٍ مسيحي هو عيد جميع القديسين في الأول من تشرين الثاني، تكريمًا لكل القديسين المعروفين والمجهولين. ومن هنا جاء اسم All Hallows’ Eve، أي “عشية جميع القديسين”، والتي تحوّلت لغويًا إلى “هالوين”.
إذن، عيد جميع القديسين هو عيد كنسي فعلاً، لكن الهالوين ليس كذلك. اليوم، أصبح الهالوين مناسبة تجارية وترفيهية بعيدة عن المعنى الديني، تركز على التنكّر والمظاهر أكثر من القيم الروحية.
أما في الشرق المسيحي، فلدينا تقليد جميل يعكس معنى الشجاعة والإيمان الحقيقي، هو عيد القديسة بربارة في 3 كانون الأول. في هذا اليوم، نتذكر شابة لبنانية شرقية الأصل رفضت عبادة الأصنام، فتمسكت بإيمانها بالمسيح رغم الاضطهاد، فاستُشهدت بشجاعة.
توارث اللبنانيون والسوريون والفلسطينيون والعراقيون هذا العيد، يحتفلون به بالأغاني الشعبية والقمصان التنكرية وطبق “القُطّاية” أو “البربارة”، الذي يحمل رمزية الحياة الجديدة والقيامة.
بينما يرتدي الغرب الأقنعة خوفًا من الأرواح، نحن نرتديها فرحًا بإيمان لا يُخفى، وببطلة تحدّت الموت لتشهد للحق.
عيد الهالوين ليس عيد الكنيسة…
أما عيدنا، فهو عيد القديسة بربارة عيد الإيمان الذي لا يعرف الخوف…





