على حافة الهاوية: هل يشعل الصراع بين إيران وإسرائيل فتيل حرب إقليمية؟

0
119

نايلا شهوان – خاص صوت الارز

تحلّ الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فيما تشهد المنطقة توترات شديدة تنذر باحتمالية اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

يأتي ذلك بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الثاني على إسرائيل يوم الثلاثاء، خلال ستة أشهر. ويتوقع العالم، الرد الإسرائيلي الذي هددت القيادة الإسرائيلية هذه بأنه سيكون قاسيًا ومدمرًا.

هذا وقال مسؤولون إسرائيليون، إن بلادهم ستبدأ “ردا قويا” على الهجوم الإيراني الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، مساء الثلاثاء، في غضون أيام، وقد يشمل ذلك استهداف منشآت نفطية ومواقع استراتيجية إيرانية أخرى.

وحذر المسؤولون في تصريحاتهم لموقع “اكسيوس” الأميركي، الأربعاء، من احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة، حيث هددت إيران بأنه في حال قررت إسرائيل الرد على هجومها الصاروخي، فإنها ستوجه ضربات أخرى ضدها.

ومع ذلك، هناك أصوات داخل إسرائيل تدعو إلى ضبط النفس والتفكير بحذر قبل اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة. هذه الدعوات تستند إلى مخاوف دولية وأميركية من تصعيد مستمر بين إسرائيل وإيران.

وقد اطلقت إيران نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل، في ما وصفته برد فعل على مقتل قيادات بارزة، مثل إسماعيل هنية، الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، والقائد في فيلق القدس، عباس نيلفوروشان.

من جانبها، أعلنت إسرائيل أن دفاعاتها الجوية بالتعاون مع حلفائها تمكنت من اعتراض معظم الصواريخ، إلا أن بعضها اخترق النظام الدفاعي.

ووصف المسؤولون الإسرائيليون الهجوم بأنه “الأكبر والأعنف” ضد إسرائيل، على الرغم من عدم الإعلان عن سقوط ضحايا. هذا الهجوم الإيراني هو الثاني من نوعه بعد هجوم مشابه في نيسان الماضي، الذي جاء كرد إيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد من جهته بأن تدفع إيران ثمنًا باهظًا لهذا الهجوم، معتبرًا أن طهران ارتكبت “خطأً استراتيجيًا”.

وذكر تقرير أكسيوس أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن يقول البعض إن “تنفيذ اغتيالات وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أمر وارد أيضًا”.

ولكن تم استبعاد خيار المنشآت النووية على المدى القريب، نظرًا للتحفظات التي أبدتها الإدارة الأميركية بشأن استهدافها.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، في تصريح صحفي إن إسرائيل تتحمل مسؤولية التصعيد الإقليمي، وإن طهران تتصرف دفاعًا عن نفسها. فيما اكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تصريحات بعد الهجوم أن “إيران ليست عدوانية، لكنها ستدافع بحزم ضد أي تهديد”. ودعا إسرائيل إلى تجنب الدخول في صراع مع إيران.

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار التصعيد في المنطقة. فإذا اختارت إسرائيل استهداف المنشآت الحيوية أو النووية في إيران، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير يهدد باندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة إذا تدخلت أطراف أخرى في النزاع.

ويبقى التساؤل الأبرز حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من تحقيق التوازن بين دعمها لإسرائيل ورغبتها في تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط.