أشار مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي في رسالة “منبر الجمعة” إلى أن “شهرا مضى على وقف العدوان الصهيوني، والعدوان مستمرّ، وكأننا نعيش في كابوس لا نهاية له. بيوتنا تدمر، وأرضنا تُجرف، وأمننا يُهدد، ولا مجيب. أين الضمير الحيّ الذي يحمي هذا الوطن؟ أين المسؤولية التي تقع على عاتق كلّ مواطن؟ إننا ندعو إلى الوحدة والتكاتف، وإلى رفع الصوت عالياً، لنقول للعالم إننا شعب صامد، ولن نقبل بالظلم والعدوان. فلبنان يستحقّ منّا أن نكون أوفياء لعهدنا معه، وأن ندافع عنه بكلّ ما أوتينا من قوة”.
ورأى ان “ما يعيشه لبنان من أزمات متتالية هو نداء عاجل للوحدة والتكاتف والعمل الجدّي لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. ولنغلق صفحة الماضي الأسود، ونفتح صفحة جديدة من الأمل والتفاؤل. إننا ندعو جميع اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية، والعمل يداً واحدة لبناء دولة المؤسسات والقانون، دولة تحترم حقوق كل مواطن، دولة تسود فيها العدالة والمساواة. لنجعل من وحدة وطننا هدفنا الأسمى، ولنعمل جاهدين لبناء لبنان الذي نحلم به جميعًا، لبنان قوي ومزدهر، يسوده الأمن والاستقرار، وإنصاف المظلومين في السجون وخاصة الإسلاميين”.
أضاف: “إن التحديات التي تواجه أهلنا في سوريا تتطلب حكمة وعقلانية. يجب العمل على بناء جسور الثقة بين مختلف المكونات المجتمعية، وتعزيز الحوار والتفاهم. كما يجب دعم الحكومة الشرعية في مواجهة التطرّف والطائفية والنعرات العرقية والمذهبية، والعمل لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة”.
ختم الرفاعي معتبرا أن “غزة تظل ملحمة صمود أسطورية تتحدى الحصار والمجازر والجوع والإبادة. ففي كل يوم يكتب أبطالها فصولاً جديدة من البطولة والتحدي، يقدمون فيها دروساً في الصمود والإصرار. من قلب الحصار الخانق، ومن بين أنقاض الدمار، يولد الأمل من جديد، وتتجدد العزيمة على مواصلة النضال. غزة، هذه البقعة الصغيرة من الأرض، أثبتت للعالم أجمع أن الإرادة الحرة أقوى من كل الحواجز، وأن العزيمة الصلبة قادرة على هزيمة أقوى الجيوش؛ وفي كل يوم تسجل عمليّة نوعية جديدة من النقطة صفر، بأسلحة ومفاجآت لا يتوقعها العدو”.