نودّع عامًا كان مليئًا بالجراح والآلام، عامًا خسرنا فيه الكثير من الأحبة والأرض. حربٌ طالت الجميع، كلفتنا آلاف الشهداء ودمّرت قلوبنا قبل أن تدمّر بيروت والجنوب. كان عام 2024 شاهدًا على معاناة شعبٍ يرفض الانكسار، شعبٍ أثبت للعالم أنّه مهما اشتدت الصعاب، يبقى الإيمان بالحياة أقوى.
لكن وسط هذا الألم، كان هناك شعاع أمل لا ينطفئ. رأينا شبابًا وشابات يقفون لإزالة الركام، وأمهاتٍ وآباءً يعانقون أطفالهم بحب أكبر رغم المآسي. أدركنا أنّ قوتنا تكمن في وحدتنا، وأنّ المعاناة التي عشناها هي بذرة لنهضة جديدة.
نحن شعب اعتاد النهوض من بين الركام، من رحم المعاناة نعيد بناء الحلم. بيروت ستعود لتُضيء، والجنوب الذي نزف سيزهر من جديد. لقد تعلّمنا أنّ التحديات قد تكسر الحجر، لكنها تصقل الإنسان.
مع نهاية هذا العام، نجدد إيماننا بلبنان، هذا الوطن الذي يحمل في طيّاته قوة لا تُقهر. نعدكم بأن “صوت الأرز” سيبقى صوت الحق، صوت الأمل، صوت الناس. سنواصل إيصال الحقيقة بكل شجاعة، وسنكون شاهدًا على كل خطوة تعيد بناء هذا الوطن.
نودّع عام 2024 بقلوب مثقلة بالألم، لكنّنا نستقبل عام 2025 بعزيمة وإصرار. فلنجعل من كل جرح درسًا، ومن كل خسارة انطلاقة. لبنان يستحق منا الأمل والعمل.
كل عام وأنتم بخير، وكل عام ولبنان أقوى بأبنائه.
“صوت الأرز”… معكم دائمًا، صوت لا ينطفئ.
