خاص-افيخاي أدرعي: ماكينة التخويف الإسرائيلية التي تستهدف عقول اللبنانيين ليلا وحزب الله يؤكد انه يكذب بنشر العمليات والصور

0
1055

خاص- صوت الارز

تُعدُّ شخصية أفيخاي أدرعي تجسيدًا للإعلام الحربي الإسرائيلي الذي يسعى بشكل متواصل إلى زرع الخوف والقلق في نفوس اللبنانيين

 كمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يستخدم أدرعي منصاته الإعلامية لتوجيه رسائل استفزازية تتجاوز حدود الخطاب العسكري، مُعتمدًا على أساليب نفسية تهدف إلى إحداث انقسام داخل المجتمع اللبناني

 ومن خلال خطاب يتسم بالتهديد والتضليل، يسعى أدرعي إلى تحقيق أهداف سياسية تتجاوز مجرد الدفاع عن بلاده، في محاولةٍ منه للتأثير على وعي المواطنين وزرع الفتنة بينهم.

 إن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة للضغط النفسي يكشف عن استراتيجيته التي تدمج بين التحريض الإعلامي والعمليات العسكرية، مما يثير التساؤلات حول أخلاقيات الإعلام الحربي وأثره على السلام والاستقرار في المنطقة

فمن هو أفيخاي أدرعي وكيف يخترق عقل اللبنانيين؟

ولد أفيخاي أدرعي يوم 19 تموز 1982 في حيفا، إسرائيل، وهو يشغل منصب رئيس قسم الإعلام العربي والناطق باسم الجيش الإسرائيلي. يعتبر أفيخاي من أبرز المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، وقد بدأ بالظهور إلى العلن عبر القنوات العربية أو الخليجية أثناء حرب تموز بعدما فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على لبنان وقام بسلسلة غارات عنيفة دمرت معظم البنى التحتية والضاحية الجنوبية لبيروت والقرى الجنوبية. وكان يظهر على الإعلام لاستفزاز الشعب اللبناني وتخويفه في نفس الوقت

اشتهر أدرعي بالعديد من الاشتباكات عبر شاشات التلفزيون مع العديد من الصحافيين والشخصيات العرب وعبر وسائل التواصل الاجتماعية

 فهو يتقن اللغة العربية بشكل كبير وقد استقطبت حساباته الرسمية على موقعي تويتر وفيسبوك أكثر من مليون متابع

يركز أدرعي على التعليق على الكثير من الأحداث العربية، منها السياسية والاجتماعية وحتى الفنية والدينية، وهي تلقى ردود فعل كثيرة ويُنجح باستفزاز العرب بشكل واضح. وقد أشادت السلطات الصهيونية  بدوره، ومنحه جيش الاحتلال العديد من الترقيات

منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، يقوم أدرعي بالتسلل إلى عقول اللبنانيين وينجح بزرع الخوف بينهم عبر نصوص التهديد قبل شن أي غارة، حيث يدعو اللبنانيين للابتعاد عن المناطق القريبة من تواجد حزب الله، ويعتمد التهديد بالضاحية وكافة المناطق ليلاً ككل يوم لضرب بيئة المقاومة وإبقاء حالة القلق والخوف

وتؤكد مصادر قريبة من حزب الله أن أفيخاي يكذب بنشر العمليات والصور، مثلاً فيديوهات الأنفاق التابعة لحزب الله على الحدود الجنوبية والتي “حطمتها” الجنود الإسرائيلية، حيث استعمل أفيخاي فيديوهات قديمة للحرب مع داعش وقال إنها تابعة لحزب الله في الجنوب

منذ بدء العدوان على لبنان يغرد أفيخاي ليلا بصور خرائط  لضربات العدوان الإسرائيلي،هدفه فقط حرق أعصاب اللبنانيين وإبقائهم مستيقظين لمتابعة أحوال أحيائهم ومنازلهم

يدعي أنه لا يقصد استهداف أحياء معينة، ويسعى أفيخاي إلى خلق نوع من العداء بين جمهور حزب الله وباقي المواطنين اللبنانيين، من مدنيين أو مناطق “من غير طائفة”، الأمر الذي يزيد من التشنج الداخلي بين المواطنين الذين يفدون بيوتهم وحياتهم “للسيد”، وبعض المواطنين لا يريدون خوض هذه الحرب كلها ويفضلون العيش بالحياد في بلد يعاني منذ عشرات السنوات من توتر طائفي كبير، وسط مخاوف أن تقود هذه الحرب اللبنانيين إلى صراع داخلي طائفي واشتعال الفتنة.

هذه الحرب النفسية التي يعتمدها أفيخاي أدرعي هي واحدة من أساسيات التكتيكات الصهيونية المعتمدة في النزاعات والحروب ضمن عمليات متتابعة لخلق حالة من الترويع والتهجير الممنهج، وهو ما أتاح له طبعًا بمساعدة الدول الغربية في استمرار هذه السياسة وتطويرها. وهي تقوم على قاعدة اختلاق بعض المعلومات أو تهميش بعضها أو التهويل من غيرها في محاولة للنيل من الخصم. فكل العالم الغربي اليوم يساند “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بينما هي حتى الآن أبادت مئات الآلاف من الرجال والأطفال والنساء في حربها على غزة، وقد وسعت النطاق الآن خلال حربها وعدوانها العنيف على الشعب اللبناني

 لكن علينا أن نكون متأكدين أن الكيان الذي يقوم بإبادة جماعية من أجل البقاء هو الزائل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا